طَيَّفاً مِن المَاضيَ

10.8K 482 827
                                    





Everet pov:


كانَ الأخضَر الزمُردَيَ طاغياً ها َهنا

َنسيُماً عليل ِمن الهواء الطلقَ

َُمتناغماً مع أثَار الشتاء الراحل

مُودعاً فيه الجموَدَ والصَقيَعَ

كانتَ بداياتَ الربيعَ على َمقربةٌ

الندىَ ورائحة المطرَ الخفيفَ

تبدوَ كمنَحة ألهية َعظيمة

أَقبالَ على الحياةَ من جَديد

فنَاءَ جثةٌ وبعثِ أخرىَ

َتبتهجُ قلوبٌ وتنطفئَ ثانيةَ

يَشتعَل فتيَل  الأملَ ويستقرَ عِندَها


َيشاع مُسبقَاً أنَّ هذا الوقتَ تحديداً

الثالث من آذار تتلونَ فيه الأحلامَ

في َطفولتيَ عندما يحيّنَ الربيَعَ على َمطرَق البابَ

كنا نرسمَ مُرادُنا بِتطلعَ ، أمالنَا وكل ما َنبتغيَ

نهمّ بصِبغَها بألوان زاهيَةَ أعتقاداً أنه َشَهر مِقتبلَ الأمنيَاتَ

كان من َيتوفىَ في هذا الفصَل ليس َبخيِتاً  على الإطلاقَ

شيء قُدسَيَ بطريقة مُبهمةَ كالأساطير تماماً

و لعل  هناك َحكمةٌ ما َبرحيلُها و وداعُها  في هذا الحيّنَ



كُنت واقفاً على ُبعدَ من ُجثمانِها وسط أهل  القريَة و الجَميعَ

والدتيَ مُتقدمةَ  عني في َخطوتَان َتملأ عيناهَا  الحُرْقةَ  والأَسَى على رفَيقتُها الراحلة

وميلاند
هو لم َيأتيَ فحسبَ

منذ يومينَ وحالتهُ يُرثىَ  لها
لا يغادِرَ غرفتهِ ولا يأكُل

َشارداً في الفراغَ و الشُغُور

وحتى أنا عجزتَ عن إخراجَه هاته المرَة

أو حتى للنِطقَ بنصفَ كلمة معيَ   

َصباحاً طلبتُ منه المجيءَ لحضوَر تجمهرَ دفَنها

لم أكمل ما لبثتُ أليه ألا وبدأ بالبكاءَ كالطفل

َبهستيريَة وعاطفة ،  قائلاً أنه لا يرغبَ في رؤيتهَا 
هكذا

Voluptesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن