Ronan

303 51 24
                                    


°°°

خرجت مَارغرِيت من المكتب وهي تؤدي رقصة النصر، ابتسامة عريضة زينَّت ثغرها ليسرق منها لِيّ لحظتها بقوله:

- دعيني أحزر وافق السيد روجر على إعادة رونان لعمله.

"أجل!" قالت لتلقي بخصلةٍ سميكة من شعرها خلف ظهرها وتُردِف بغرور:

"لم يستطع مقاومة سحري، تسبيلي بأهدابي الطويلة وكلمتيّ سيد روجر مع أرجوك."

- هذا لآن السيد روجر لديه خمسة صبيان ولطالمَّا رغب بابنة...لا تسرحي بأفكارك بعيدًا يا عزيزتي...الشيء الوحيد الذي تستطيعين سحرَّه هو شابٌ مسكين بدمية ڤودو.

قلبت عينيها لتقول:
"أنت فقط حاسد لأنك أبعد ما يكون عن الوسامة...على عكس زوج ابنتي رونان♡"

- نعم نعم.

"دعنَّا من هذا، علي أن أتصل برونان وأخبره فورًا!"

أخرجت هاتفها بحماس ليلتقط لِيّ منها الهاتف ويبدله بمكنسَّة وهو يقول:

- رِيتا عزيزتي إن رونان لا يملك هاتفًا، لذا قومي بعملك الآن وما إن نفرغ من مناوبتنا سنذهب لزيارته. إتفقنا؟

عقدت يديها ونفخت وجنتيها بغضب، ليس على ما قاله بل لأسلوبه الطفولي في محادثتها.

"أكرهك!"

رمتها بحنق ليضم لِيّ يديه معًا مرددًا بسخرية: دانشيّ وُو آي نيّ. (ولكن أنا أحبك.)

"لا تُحدِثني بالصينية ما الذي قلته؟"

لكن لِيّ أعطاها ظهره واِتجَّه ناحية المطبخ...لتطرق قدمها بالأرض وهي تصرخ: "إن شتمتني فلن أسامحك!! سأتعلمها وستندَّم أيها الوغد!"
.

.

.

في صالة الطعام، جلس كلٌ من السيد بيلارد، رونان والسيد لويس برفقة زوجتِه حول طاولة دائريَّة، أمامهم مجموعة من الأوراق المتنوعة وقد كان الجو خفيفًا ومرِحًا، خاليًّا من التكلف والرسميَّات.

"لقد تحدثتُ مع أساتذتِك في المدرسة وقد أشادَّوا بك جدًا، عدا الأستاذ أوليفر الذي أخبرني بتكشيرة: إنه ذكيّ كاللعنة لكنه عنيد كالصخرة كذلك."

قهقه السيد لويس منهيًّا حديثه لتقول زوجته مُحذِرة: لويس! راعي للغتِك!

رفع كتفيِّه مبررًا: إنها كلماته وليس كلماتي.

ابتسم رونان وهو ينظر لحديثهما المتبادل، ما يزال لا يستطيع أن يتخيَّل كونه سيعيش ما تبقى من عُمرِه برفقتهما. عجزَّ عن تذكر كيف كانت البيوت العادية ورائِحتها، هل ستتغير حياته فعلًا وتصير أسهل؟ أم أن الأماكن لا تغير شيئًا سوى زيادة الحياة تعقيدًا؟

«Blue, Dark & Sad | أزرق، داكن وحزين»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن