°°°
صدَرَت جلبة من صالة المعيشة، صوت تلفاز مختلط بشجارٍ وتعليقات صاخبة لفتيةٍ يافعين، "اللعنة! كفوا عن الصراخ." هتفَّ زيليس بغضب وهو يخرج صينيةً من الفرن وضعها على السطح الرخامي برجةٍ عنيفة ثم لعن.
"أحمق." علق لاريّ وهو يعدُ الأطباق فوق الطاولة.
وضع زيليس يده أسفل الماء الفاتر وقال: "أين هو بيلارد؟ في العادة يُطِل برأسه الكبير ليرى إن كنا نأكل الطعام بدلًا عن إعداده."
- ألا تعرف؟ قال لاري بنبرته المستهزِئة المُعتَادة فكاد زيليس أن يدور عينيه.
وضع لاري طبقًا أخيرًا ثم قال:
- لقد تم استدعاؤه لمركز الشرطة، الحمقى، حذرتهم من ألَّا يتوغلوا في منطقة بارفان ولكن هل يستمعون إليّ؟
"ألقوا القبض على دوغلاس ووايت؟!!"
اِستدَار لاريّ ناحيته بابتسامة: أوه نعم، مع البضائِع...وضعهم في إصلاحيَّة الأحداث شبه مؤكد.
رمشَّ زيليس بصدمة ورفع يده إلى فمِه محدقًا بشقٍ في الأرضيَّة.
قهقه لاري ولمس كتفه:
- هايّ لا تقلق، اِلْتزم بمنطقتِك فقط وستكون بخير، بل بالأحرى هذا جيد. سينشغل غاري مع هذا الأمر ولن يفرغ جام غضبه علينا.
"ولماذا يفرغ جام غضبه علينا!!"
غرف لاريّ حساء الدجاج في الأطباق واستنشق رائحته مُعلِقًا بأنها شهيَّة. فهتف زيليس ضاغطًا على أسنانه: "لاريّ ما الذي فعلته!!"
- أعصابك يا رفيق، لم أفعل شيئًا، لكني سمعت إشاعة...
تكتف زيليس ورمقه بنظراتٍ ناريَّة فقهقه الآخر باستمتاع: "إن زبون غاري الرئيسي في ورطة."
قطَّب: "ابن النائب العام؟"
- هو ذاتُه. يبدو أنه اِرتطَّم بحائطٍ أعلى منه.
زادت ابتسامة لاريّ اتساعًا وأخذ يرتشف من حسائِه بمزاجٍ رائق.
- لن استغرب إن تم وضعه هو أيضًا بإصلاحيَّة الأحداث.
"ألم تفرغا بعد؟"
طلَّ رأسٌ أشقر بلاتيني عبر الباب فدور زيليس عينيه: "اِذهب إلى الجحيم نيجال!"
"أنا أورجان. انتهيا بسرعة وإلا سيبدأون بالتهام التلفاز تاليًا."
أخرج زيليس تنهيدة من أعماقه وما إن سقطت عيناه على أحد الأطباق ابتسم.
صدمه لاري في كتفه: أعرف ما تفكر فيه. لكني لا أنصحك بذلك.
دفعه زيليس بكتفه بقوة مبعدًا إياه: "لا شأن لك!"
رفع زيليس يده تجاه الطبق فقاطعه صوت آخر جَعلَه يقفز بمكانِه. "اللعنة هل تقومان بزرع الخضروات أم طهيها؟"
أنت تقرأ
«Blue, Dark & Sad | أزرق، داكن وحزين»
Teen Fiction"هنا، يُوجد الماضي الذي يصنعنا والحاضر الذي لا ننفك نتهرب مِنه بالنظر إلى المستقبل، بالتوق إليه. لحظات الحياة المتسربة من بين أيدينا ودروسها التي لا نعِيها إلا متأخرين. هذه القصة عن أرواحٍ لم تيأس، مهما بدت لها الحياة مُعتمة ولا تطاق. مهما ألقيّ به...