الفصل الثالث

117 14 0
                                    

انتهى الدوام، وذهبت أسيل للمنزل، سلمت على آنا، وعلى جدها، وبحثت عن أيان كعادتها كل يوم؛ ولكن ما كان على غير هذه العادة أن أيان تأخر في العمل....

رفضت أن تتناول غداءها، وقررت أن تنتظر أخاها، ودخلت غرفتها لتكتب قليلًا حتى يعود، وعلى غير عادتها لم تجلس في غرفة المكتب؛ بل أخذت دفترها ودخلت غرفتها لتكتب وهي مستلقية على السرير بعد أن أبدلت ملابس العمل بملابس البيت المريحة.

جلست تكتب وتكتب، حماستها لا توصف، وبعدما انتهت غلبها النعاس لأول مرة بشكلٍ مريح؛ فـ نامت ودفترها في يدها، نامت وهي تشعر بالاكتمال لأول مرة، أما أيان فقد وصل في موعد العشاء، وغضب من نفسه جدًا عندما علم بأن صغيرته نامت دون الغداء أثناء انتظارها له، ودخل غرفتهما سريعًا ليوقظها، وقد كانت آنا عدلت من وضعية نومها، وخبأت دفترها في مكانه السري؛ فـ هي تعلم أن أسيل لا تحب أن يقرأ أحد كتباتها إلا إذا أرادت هي.

أيان :- حبيبتي استيقظي.. أسيلي لقد أتيت هيا استيقظي.. سيلا هيا يا حبيبتي..

فتحت أسيل عينيها ببطء لتنظر إلى أخيها المتضايق بشكلٍ كبير.

أيان :- حبيبتي أنا آسف لأنني تأخرت، وجعلتك تنامي دون الغداء، أنا أخ سيء للغاية.
أسيل مبتسمة :- أيان أسكت قليلًا، ماذا هناك ؟!، أتستغل عدم قدرتي على الكلام فور استيقاظي ؟!، أهدئ قليلًا عزيزي.

عدلت من وضعيتها، أفاقت واحتضنت أخاها.

أسيل :- حبيبي لا تقسو على نفسك، أنا من قررت أن تنتظر؛ فـ أنا لم أتعود على أن اتغدى بدونك، والآن أخبرني.. ما الذي أخرك هكذا ؟!
أيان مختصرًا :- كنت في الشركة، سأذهب لتبديل ملابسي، وهيا لنأكل سويًا.

قام كلاهما ليأكل، وكلٌ شارد في يومه؛ ولكن بطريقتين مختلفتين تمامًا؛ فـ أيان يبدو عليه التعب الشديد، يبدو أن يومه كان مرهقًا بدرجة كبيرة؛ ولكن أسيل فرحة للغاية بملء فراغ صدرها أخيرًا، ومع ذلك لاحظت أسيل شرود أخيها.

أسيل :- أيان ماذا حدث ؟
أيان :- لا شيء حبيبتي.
أسيل :- بلى هناك شيئًا ما، أخبرني.. هل أصبحت تخبئ عني الآن ؟!
آنا :- ماذا بك يا صغيري ؟!، أنت هادئ بشكل زائد اليوم !
أيان :- مجرد ضغوطات العمل آنا؛ فـ أنا لدي بعض المشكلات الجديدة؛ ولكني سأحلها، لا تقلقا.
أسيل عابسة :- حسنًا.. كما تحب..

لأول مرة.. أكمل الجميع طعامهم في صمت، وبعد أن انتهت أسيل من الأكل، قامت وذهبت لغرفتها حيث أخذت دفترها وبعض الكتب، واتجهت إلى غرفة المكتب، أما أيان فكان ما يزال شارد الذهن.

الجد :- أيان، أريد أن أتحدث معك قليلًا.
أيان :- حسنًا يا جدي.

أنصرف الجد وأيان للتحدث بمفردهما.

الجد :- أيان أخبرني الحقيقة ما الذي حدث اليوم ؟، إن هذا ليس ضغط عمل كما قلت أنت، أليس كذلك ؟
تنهد أيان :- لا يا جدي، لقد رأيت حسام اليوم مجددًا.
الجد :- ماذا ؟، هل هناك جديد يا بني ؟!
أيان :- لا يا جدي، ككل مرة سابقة، لا جديد.
الجد :- حسنًا يا بني؛ ولكن إعلم كما لم أصدق أنا وآنا أنه ضغط عمل، بالتأكيد لم تصدق أسيل، لا تنسى أبدًا رابطكما كتوءم، إنها تشعر بك من قبل حتى أن تتكلم.
أيان باستياء :- أعلم يا جدي، أتظن أنني سعيد بإخفائي هذا السر طيلة هذه السنين ؟!، بالطبع لا؛ ولكن لا حيلة لدي؛ فـ أنت تعلم جيدًا عواقب عِلمها.
الجد بهدوء :- أعلم يا صغيري، أعلم أنك تحملت كثيرًا مذ كنت صغيرًا، وأعلم عواقب علم أسيل كذلك؛ ولكن مازال عليك أن تتحدث معها.
أيان :- حسنًا يا جدي سأتصرف، سأذهب إليها الآن.

حكاية أملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن