الفصل التاسع

60 9 0
                                    

وصلت آدلين إلى البيت، أبدلت ملابسها، وجلست تتناول الغداء مع أسرتها.

عز :- آدلين كيف كان يومكِ ؟، هل أستمتعي بالتدريب ؟
آدلين :- نعم يا بابا، لقد كان يومًا مليئًا بالأعمال، ولقد استفدت كثيرًا.
عز :- وماذا عنك يا آريان، كيف كان يومك في الجامعة ؟، هل استقريت مع زملائك على شركةٍ ما ؟
آريان :- اليوم كان جيدًا إلى حدٍ ما؛ ولكن لا يا بابا، لم نستقر على شركة بعد ؟، أو بصراحة هناك شركة في رأسي؛ ولكني لا أعلم إن كنت سأُقبل بها.
عز :- أي شركة ؟، ومن هذا الذي لن يقبل بابن عز الدين أوس ؟

أبتسم آريان لوالده، وأكمل.

آريان :- في الحقيقة، إنها الشركة التي تتدرب فيها آدي الآن؛ فـ هي أفضل شركة حاسب على الإطلاق، وأنا متأكد من أنني سأتعلم الكثير فيها؛ ولكني لا أعلم إن كنت سأُقبل؛ فـ أنا مازلت طالب.

سارعت آدلين بالرد.

آدلين :- لا بأس، يمكنني أن اسأل أستاذ أمجد عن المنح التدريبية، والشروط لها، وسأخبرك لتتجهز من الآن.
آريان :- نعم هذه فكرة رائعة آدي، شكرًا لكِ

ابتسمت منى لدفء أسرتها الصغيرة السعيدة، وشكرت ربها عليها.

أما في المشفى لدى آدم؛ فـ كان يجلس متخبطًا، ولا يعلم ما الذي يجدر به فعله، لقد وضعته أسيل أمام المرآة، وأجبرته على النظر فيها، ثم قرر ترك الصمت ليسأل..

آدم :- هل حقًا هاجرت همسة مثلما قالت أسيل ؟

نظرت له ليليان بهدوء، ولم تعلم ماذا تفعل ؟!، وعندما هم أحمد أن يجيبه..

آدم :- انتظرا، لا يجيب أحد؛ فـ أنا قد وعدتها، لن أحصل على أي إجابات سوى منها، أحمد أين هاتفي ؟، أريد هاتفي.
أحمد :- أسيل لم تسمح بهذا بعد.
آدم :- ماذا ؟!، ومن هذه لتتحكم في ؟!، ثم ما الخطأ في استخدامي لهاتفي ؟!
أحمد بهدوء مصطنع :- لا أعلم؛ فلتقم بسؤالها عندما تراها، إن رأيتها من الأساس.
آدم :- ماذا تعني ؟!، هل تركتنىي وذهبت ؟!، لن تتولى حالتي بعد كل هذا الشجار إذن !!
أحمد بعدم اهتمام :- قلت لك أني لا أعلم، أليس كذلك يا ليليان ؟

نظر أحمد إلى ليليان التي فهمت ما الذي يحاول أحمد فعله؛ فـ تصنعت الحزن، واومئت برأسها، وقد نجح كلاهما في صرف نظر آدم، وتشتيت انتباه عن همسة والهاتف، وأصبح يفكر فقط في أسيل، طبيبته المجنونة في نظره؛ فـ لماذا تشاجرت معه إن كانت ستترك حالته في النهاية ؟!

أما عن سبب منع آدم من استخدام الهاتف؛ فـ هذا حتى لا يبحث عن معلومات عن همسة، ويعرف عنها أي شيء يتسبب في تدهور حالته؛ فـ لا أحد يعلم ماذا ستكون تبعات علمه الآن بالأمر، أو كيف ستؤثر على حالته الصحية.

اتصل ماجد بأيان ليخبره بتحركه هو وأسيل من الحديقة، ولاحظت أسيل هذا؛ ولكنها لم تهتم؛ فـ هي تعلم قلق أخيها، كما أنها باتت متأكدة من إخفاءه لشيء ما؛ ولكنها قررت أن تترك الأمور تمشي في نصابها كما يُريد الله لها....

حكاية أملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن