الفصل الرابع عشر

57 9 0
                                    

ذهب أيان إلى حسام بالطبع، وفي الطريق حادث آمان.

أيان :- آمان أعتقد أن هناك شيء خاطئ بشكلٍ ما.
آمان :- ما الأمر ؟
أيان :- الفتاة لديها توءم، آريان، كيف لم يعلم حسام بالأمر حتى الآن، وقد فات أشهر على معرفته بوجود آدلين.
آمان :- أيعقل هذا ؟!، أين أنت الآن ؟!
أيان :- أنا ذاهب له.
آمان :- حسنًا سأقابلك هناك.

لقد انتقل آمان أخيرًا، وأصبح يعمل في نفس المحافظة، وليس مضطرًا للسفر كل أسبوع؛ لذا يسهُل عليه التنقل الآن.

أما أسيل أجابت على الهاتف.

أسيل :- ألو.. هل أنت بخير ؟!
آدم :- أريد أن أراكِ.
أسيل :- حسنًا أنا في ال..
قطع آدم حديثها :- سأرسل لكِ الموقع، لنتقابل بعد ساعة.
أسيل :- حسنًا.

بعث آدم بالموقع لـ أسيل، واستئذنت آريان وآدلين، وقامت لتذهب إلى آدم.

فوجئت أسيل عندما وصلت، ووجدت أن الموقع لم يكن سوى المقابر، قامت بالاتصال بـ آدم عندما عجزت عن أن تصل له.

أسيل :- لقد أتيت، أين أنت ؟
آدم :- ورائكِ.

ألتفتت أسيل لتجد آدم واقف أمام قبر ينتظرها؛ ولكنه خالي من المشاعر تمامًا، لقد صدق أحمد حين حذرها؛ فـ هو يبدو كجثة متحركة على قدمين، بلا أي حياة، بلا أي روح، أكان يحبها إلى هذه الدرجة ؟!، هو مازال ذلك الميت الحي منذ الأمس، ربما ازداد برودة فقط؛ ولكن لم يتغير أي شيء أخر

أسيل :- لما اخترت أن نتحدث أمامها ؟!
آدم بتهكم :- أنا لم أخبركِ أنه قبرها، أم أنكِ أتيتي هنا قبلًا ؟
أسيل بهدوء :- بل أنا لدي عقل..
آدم :- أتعلمين شيء.. أنا أحسدكِ على هدوئكِ هذا حقًا، كيف يمكنكِ أن تكوني هكذا ؟!، كيف تكوني بهذا البرود أمامي ؟!، ألا تشعرين بأدنى تأنيب للضمير ؟!، ألا تشعرين بالذنب ؟!، بأنكِ اقترفتي خطأً بحقي.. وبحقها ؟!، كيف تسامحين نفسكي دون حتى أن تحاسبيها أيتها الطبيبة ؟!
أسيل :- ولما يفترض بي أن أفعل أيٍ مما قُلت ؟!
آدم :- لكذبكِ، لخداعكِ؛ لأنه وبسببكِ أنا لم أحضر لها منذ شهور عديدة، فوت كل يوم كان يمكن أن أقضيه معها، وبدلًا من ذلك كنت أمرح معكِ، يا للهراء، كيف وثقت بكِ أنا ؟!
أسيل بتنهيدة ثقيلة :- انتهيت.. أم أنه ما يزال هناك.. المزيد.

ابتعد آدم عنها قليلًا ليسيطر على أعصابه؛ فـ أسيل تجعله يفقدها الآن، أعصابه، وحتى عقله، وكل شيء يشعر به.

أسيل :- إذن.. هل أتحدث أنا ؟!.. أنت على من تضحك يا آدم ؟!؛ لأنه بالتأكيد ليس عليَّ، عليك.. أم.. على همسة....

لم ينظر حتى لها، وظل معطيها ظهره؛ فـ قررت أن تلعب بطريقته؛ حيث نظرت إلى القبر وبدأت في الحديث.

أسيل :- مرحبًا يا همسة، أنتِ لا تعرفينني؛ ولكن أنا أعرفكِ جيدًا؛ لذا فلنتعرف، أنا أسيل، طبيبة آدم النفسية، أو كنت طبيبته حتى البارحة فقط، أنا لا أعلم ما الذي تعرفيه، وما الذي لا تعرفيه، ما الذي حكاه هو لكِ قبل وصولي؛ لذا سأبدأ أنا من البداية.
آدم :- ماذا تفعلين ؟
تجاهلته أسيل وأكملت :- لقد قام آدم بحادثة منذ عدة شهور، وهذه الحادثة أصابته بفقدان مؤقت في الذاكرة؛ ولكنه كان بسبب نفسي وليس عضوي؛ فـ الأشعة والفحوصات أثبتت أنه لم يُصب في رأسه بأي شكل.

حكاية أملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن