-
-
_:"لكنني لا أعرِفُ الرَّقص"
مدت إحدى يَديها نحو صغيرها مبتسمة :"أمسِك يدي إذاً"
بأناملهِ الرقيقة قَبض كفَّ والدته، لترفعه من على الأرضِ، بعد أن وقع لكثرةِ التدريب.
وضعت بِراحةِ كفِّه على خصرِها، ثم رفعت كفَّها برفق ٍ على كتفه، ولا تزال ابتِسامتها تُزين ثُغرها.
:"أعمُض عيناك، وتخيل"
فامتَثَل لها دون تَردُّد، لتكمل بحب :"سيخال لك كالنجوم نتراقص في الفلك، حول القمر"
دفعت برفقٍ جسده :"للخلف مَرة، ثم لليمين، ثم أثني رُكبَتيك قليلاً، للأمام، ثم لليسار، فأثني ركبتيك مرةً أخرى"
ابتسم باتساعٍ بينما لا يزال يُغمِضُ عينيه، هو سعيد، سعيد جداً لكونه استطاع فعلها أخيراً.
بدا كِلاهُما، كَبتلاتٍ من زهور الليلك، تَتطايرُ بخفةٍ حول رياح الربيع، أو مثل ريشة زهر الهندباء تتراقص في السماء، وتسحبها النسائم معها حيثما ذهبت.
...
:"بالمُناسبة، طعمُ قبلتك بالأمسِ كانت لذيذة يا جيمين"...
شعرت حينها وكأنَّ ماءً بارداً قد صُبَّ علي، لتسري رعشةٌ مِن رأسي لأخمصِ قدمي، ماهذا الهراء الذي يتحدث به؟ وأيةُ قُبلة؟ مالذي حدث بالأمس أثناء سكري...؟!
حدَّقتُ بيونغي الذي بدت ملامح الخيبة في وجهه، فأنزلَ رأسه محاولاً لبس حذائه بينما التفت نحو أدوف موسعاً عيناي.
ابتسم مقترباً مني ماسحاً وجنتاي، يحدق بي طويلاً :" لذيذةٌ جداً "
:"أدوف..."
متى متى، أنا لم أقبِّل ولن أقبِّلَ أحداً غير يونغي، مالذي حدث لك جيمين؟
قهقه بخفةٍ قبل أن يَعقِب :"كنت أمزح"
عقدت حاجباي، ودفعتُ يده بغضب :"مزاحك ثقيل"
بعثر شعري :"آسف"
التفتُ بسرعةٍ لَعلِّي أجد يونغي لا يزال هناك وقد سمِع كلمة أمزح، لكنه بالفعل قد غادر، هل سمع أنها مزحة...؟! هو كان يمزح فقط.
عدت إلى أدوف، راكِلاً رجله :"أحمق"
فاستَدرت مُغادِراً مسكنه متجهاً إلى مسكني، الغضبُ والخوف يتسلَّلانِ لأعماق قَلبي، أنا خائف، خائفٌ جداً من ما سيحدث.
أنت تقرأ
سِّيمْفُونِيَّة الْحَربُ الْثانية
Historical Fiction- - تليق لك الحرية والإندفاع ، التحليق كطائر حر ، يليق لك ياحبيبي السعادة والراحة الأبدية ،يليق بك يا زهرة الزنبق التألق بلمعان .