012

2.4K 258 124
                                    

-
-
_

العاشِر، مِن مايو 1945

النَّسيمُ يَضرِبُ وَجهي بِلُطف، كَما لَو أنهُ يَعتَذِرُ نِيايتاً عَن كلِّ تِلكَ الأوجاعِ التي سبَّبتها الحياةُ لي

أنظرُ إلى تِلكَ البُحَيرة، بَعيداً جِداً قَد ذهِبت، عنِ إحتِفالاتِ المَدينة، أُجالِسُ الخُضره، والكِتابُ الَذي قدَّمهُ لي يُونغي، في يَومِ الميلاد قبلَ خَمسُ سنَوات

البؤسَاء لِلكاتِب فِكتور هوجو، كَما لَو أنَّ إسمُ هذا الكِتابَ يَصِفُني، بائس مِن تِلكَ الحَياة، التي لَم تعُد حياةً لِروحي الميِّته

اقرأ عَنِ الحَياةِ الإجتِماعيةِ البائسه التي عاشَها الفَرنسِيون بعدَ سُقوطِ نابِليون، عن جان فالجان الذي عانى مِرارَةِ السِّجن وعانى أيضاً بَعدَ خُروجِه مِنه

تَماماً كَروحي التي عانَت قّبلَ الحَربِ وبَعدَها، التي حطَّمَها الحُب

أشعرُ كَما لَو أني بجعَةٌ مَبتورَةُ الجَناحَين، فقَدَت رَونقَها، وأضاعَت لحنَ سيمْفونيَّةٍ كانَت تَرقصُ علَيها طولَ الليل

خاوي بِطَريقةٍ مُثقَّله...

لا أعرِفُ كَم قضَيتُ مِن الساعاتِ مُختلياً فيها بِنَفسي، لَكني مُتأخِرٌ جِداً، بِسبَبِ الظَّلامِ الذي حلَّ علَي، والشَّمسُ تودِّعُ هذهِ الأرض

حمَلتُ جسَدي وكِتابي، ثُمَّ عدتُ بِخُطاً مُتثاقِله نحوَ المَنزِل

لا يَزالُ الشَّعبُ يَحتَفِل، والأوراقُ والنُّفايات تَملَأُ شَوارِع نِيويورك مِن كِثرتِها، لِماذا كلُّ هذِهِ النُّفايات مِن أجلِ إحتِفالاتِكُم على مَوتِ ملايينِ النَّاسِ حَول العالَم دونَ ذَنبٍ وسبَبٍ حتى

توَقفتُ لحظةً، لرؤيةِ ذاكَ الإعلان المَرميِّ أمامي، فنَزَلتُ لألتَقِطه، مُحدِّقاً بِجمالِ الرُّسوماتِ التي فيه

"البَجَعات، عَرضٌ راقِصٌ لِمَن يَرغَبُ بِالمُشاركة"

إبتَلَعتُ بخِفة وأنا أنظُرُ للورَقه، قَبل أن أرميها وأُكمِلَ سَيري

لا تَنسى يا جِيمين أنتَ بجَعةٌ مَبتورةُ الأجنِحه فقَط

سِّيمْفُونِيَّة  الْحَربُ الْثانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن