019

2.2K 207 255
                                    

-
-
_
السادس والعِشرونَ مِن ديسمبر 1940

صوتُ قُبلاتِنا مَلأت الغُرفة، كانت خلاعيةً جَريئة، تعدت خجلهُ و كسِرت كل مبادئي، أتذوَّقُ كرزيتاه بلهفةٍ و لذة.

نستلقي على أريكتنا الصفراء، وهو بين يداي، أضمُّ جسده العاري نحوي أكثر، و شرشفٌ أبيضٌ يغطي أجسادنا الدافئة.

ابتعدت لأحدِّقَ بزرقاويتيه، احفظ تفاصيله الصغيرة، وأهيمُ عِشقاً بمفاتنه.

يملأني حباً، و ينبِتُ بداخلي زهراً، يُشعِرُني بِلذَّة الحياة وينسيني حروب العالم.

أهذا هو الحب..؟!

شعور الحبِّ الذي يأخُذني من أرضِ الواقع، يحلِّقُ بي بعيداً، كرشفةٍ من زجاجة خمرٍ عَتيقة، عاشت أعواماً مضت.

:"أُحِبُّك"

عضضت شفتاي أحدُّقُ به، لأرفَع يدي و ماسِحاً وجنتيه :" أعدها"

:"أُحِبُّك"

ازدادت وجنتيه احمراراً، ثم أنزل رَأسه، لأرفعه من جديد :"لا، لا تبعد عينيك، دعني أحدِّقُ بجمال خلق الله فيك"

أغمَضَ عينه لأُقبٍّلَ جُفنيه المنسدلةِ بِرِقَّة، لأهمِسَ له :"رضيتُ بجمالكَ وجعاً لفؤادي العاشق، فلا تَحرِمني بنظراتك"

وضع كفيه الصغيرتان على وجنتي، واقترب مقبلاً أرنَبةَ أنفي :"حلو الكلام أنت، معسولُ الحروف، أثمَلُ بأحاديثك، فأعجزُ عن قول ما بداخلي من حبٍ لك"

أشرتُ على قلبه، ثم على قلبي مبتسماً :"هذا وهذا، ليسا بِحاجةٍ لِحروفٍ مرتبة"

تنهد بعمق، وأجزِمُ أن عينيه تفيض حباً، فقبَّلته هامساً وسط فوضانا :"أهيمُ بك عشقاً يا وتين قلبي"

....

ارتخى بين يداي، نائماً بعمق، فقضيت الليل أتأمله، حتى خطَّ لون الفجر البنفسجي، فتركته يستريح و استقمت بعد سماع صوت طرقات الباب.

لبست شيءً خفيفاً يستِر جسدي، ثم فتحت باب البيت، ليندفع آلفريد مفزوعاً نحوي.

:"أيها القائد، لقد تلقينا امراً من القائد جوزيف، أن نتحرك بعد ربع ساعة من الآن، لقد اتصلت بك كثيراً ولم تجبني"

حرب...

ها هي الحرب تصل ذروتها.

:"سيدي يجب أن نذهب بِسرعة، سنتأخر عن تخطي الحدود، نحن بالفعل متأخرين، أنظر إلى الفجر قد حل علينا"

سِّيمْفُونِيَّة  الْحَربُ الْثانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن