-
-
_الثامِن مِن نوڤَمبَر 1940
وأخيراً حمَّامٌ ساخِن يُريحُ جسَدي من كِثرة العَمل اليَوم، فُقّاعاتٌ ملِئة المَاء، ورائحةُ الدُّراقِ قَد عطَّرت المَكان، أنظرُ ليَدي سانِداً بِرأسي عَلى حافَّة الحَوض، ها هيَ يَدي تَتعافى من كسرْها، وأستَطيعُ الإستِحمامَ دونَ مُساعدة يُونغي
حمَلتُ سائلَ الإستِحمام الخاصَّ بِه، وفتَحتُه لِأستنشِقَ بعُمق، ياإلهي رائحتُهُ مِثاليَّه، قُربهُ مِثالي، هوَ مْثالي، كلُّ مايخصُّهُ مِثاليٌ كِفاية
أشعُرُ كَما لَو أنِّي وقَعتُ في حُفرةٍ مُظلِمة، أُسحَبُ لقعرِها دونَ أن أشعُرَ بِنَفسي، فَلقد وقَعتُ له وبِشدَّه وأشعُرُ أنِّي بِخَطر
أنهَيتُ إستِحمامي، فنَزلتُ بَعدَ إرتِدائي لِكَنزَتي الصُّوفيةِ الصَّفراء، كانَت واسِعةٌ ومُريحة، إبتاعَها لي قَبلَ أسبوعٍ بِحجَّة أنَّ الجَو بارِد ولا أملِكُ ما يُدفِئني
يُونغي بِصدقٍ شَخصٌ لَطيف رُغمَ شَخصيَّتِه الشَّديدة، مُخادِعٌ يُجيدُ تَخبِئةِ دِفئ تصرُّفاتِه
جَلستُ عَلى الكُرسي، بَعدَ أن قُمتُ بتَشغيلِ المِذياعِ عَلى محطَّتي المُفضَّله، مُحتضِناً بَين أصابِعي كوبَ الحَليبِ السَّاخِن، وبِيدي الأخرى كُنتُ أقلِّبُ صفَحاتِ كِتابَ تِيهيونغِ المُفضَّل، أعطاني إياه قَبلَ رَحيلِه
'اوليفِر تويسْت' للكاتِب ' تشارلز ديكِنز'
الفَتى اليَتيمُ أوليفِر تويست، الّذي وُلدَ في إصلاحِيَّة، ثُمَّ بِيعَ ليَعمل صَبياً لَدى حانوتي، وتَستَمرُّ القِصَّة عَن مُغامَراتِه الطَّويلة بَعدَ أن فرَّ منَ الحانوتي، يصِفُ فيها كَم يُعاني الأيتام في ذاكَ الوَقت مِن الزَّمان
إلتَفتُّ بِشغَفٍ لصَوت فَتحِ الباب، ها هوَ يُونغي قَد عاد، وأنا أشعُرُ بالسَّعادَة، إشتَقتُ لِصَوتِه إشتَقتُ للنظرِ له، أنا إشتَقتُ الـ...
:"جِيمين"
نَبرتُه الثَّبِته الحادَّه، ونَظراتُه الغاضِبة أرعَبَتني، إنقَشعَت إبتِسامتي، ليَقتَربَ منِّي
:"أنتَ لم تذهَب اليَوم للعِلاجِ صَحيح..؟!"
عَضَضتُ شفَتاي مُشيراً لهُ بنَعم، فتنهَّدَ مُسترسِلاً حَديثه، وأقسِمُ انَّ الشَّرر يتَطايرُ مِن عَيناه، لِما هوَ غاضِبٌ لهَذا الأمر، أنا لَم أرى يُونغي هَكذا مِن قَبل
:"إنهُ يَومُك الأوَل وها أنتَ تتهاوَن، إذهَب كَي تَتعافى يدُكَ بسُرعة"
أنت تقرأ
سِّيمْفُونِيَّة الْحَربُ الْثانية
Historical Fiction- - تليق لك الحرية والإندفاع ، التحليق كطائر حر ، يليق لك ياحبيبي السعادة والراحة الأبدية ،يليق بك يا زهرة الزنبق التألق بلمعان .