-
-
-
وما الحُبُّ إلا عَيناك، وابِتسامتك، وروحك الجَميلة، ما الحُب إلا أنت يا حَبيب مُهجتي وسَعادتي.في ذاك المَنزل الدافئ، بين جَدران تلك الغُرفة الصَغيرة، هنالك حَيثُ عالمي الصَغير، عِند البيانو، والأريكة الصفراء، على الطاولة الصغيرة جداً، التي لا تَتسع إلا لِمذياعي، بين الكُتب الكَثيرة التي اصتَفت فوق بَعضها على الأرض، صانِعةً أبراجاً صغيرة مِن الخيالِ والحُب السَّرمدي.
أجلِسُ على الأرض أمام الَّنفذة الكبيرة، مُحتضِناً ساقي وأقرأ كِتابي، كَعادتي في الكثير مِن المرَّات، عِندما أغرَق بِذاتي، مُنقَطِعاً عن جميع من حولي، بين العصور القَديمة، في حَفلات النُبلاء، ورَقص الأميرات.
ولَم يوقِضني مِن حُلمي، إلا ذِراعك التي التَفَّت حول جسدي، مُحتضِنا مَشاعري وحُبي العَميق لك.
أنت هكذا يا قَائدي، تَبرُق علي بِحزمك، ثُمَّ تُلاطِفني بِنسيمك البارد، هامِساً خلف أذني بِحب.
:"ماذا يَفعلُ سِمفونيتي هنا؟"
:"اقراء كتاباً"
أجبتك بِذات الهَمس، لِتجلِس خلفي، مُحيطاً برجليك حول جسدي مِن الخلف.
:"أكمل قِصَّتك وأنا سأستمِعُ لك"
تَنهدتُ بارتياح، مُعيداً برأسي للوراء لأرخيه على كتفه العريض، مُستشعِراً أنفاسه الدافِئة وهي تُداعب بَشرتي، لم يكن بيننا حينها سوا الاعترِاف، ثُمَّ سنغرقُ بِبعضِنا أكثر، لَم يكن بيننا شيءٌ سوا بِضعةِ حروف تسكُن قلبي المولَعِ بِه.
...
تَمضي الأيام، والشعور الجميلُ لا يُفرِقُني بِقربه، القضاء لِساعاتٍ طويلةٍ في التدريب، ثُم الذهاب لِتناول الطعامِ بعد الانتهاءِ مِن يومٍ شاق، فالعودةُ للمنزِل مع الكثير مِن السكون، الهدوء، وتأمُّلِ سماء الغروب، واللون البَنفسجي البَهِّي.
كُنت عائداً معه كَكُلِّ مَرة، أضمُّ كفاي بِبعضِهما خلف ظَهري، أتأمَّلُ قُربه وأشعر بِه.
:"يونغي"
التَفتَ نحوي، لِأتوقَّفَ عن السير، فأستطرِد في حديثي مُتسائلاً :"هل تُريدُ رؤية مكاني السِّري؟"
فابتَسمَ بِلطفٍ لِيُجيبني :"وهَل يُمكِنُني؟"
حَرَّكتُ رأسي بِنعم، وأشرتُ إلى السماء :"أوشكَت الشَّمسُ على الغروب، والظلامُ سيحِلُّ علينا لذا.."
أنت تقرأ
سِّيمْفُونِيَّة الْحَربُ الْثانية
Historical Fiction- - تليق لك الحرية والإندفاع ، التحليق كطائر حر ، يليق لك ياحبيبي السعادة والراحة الأبدية ،يليق بك يا زهرة الزنبق التألق بلمعان .