-
-
_
الثاني و العشرون من اكتوبر 1940تَمهَّلي يا رياحُ أكتوبَر، وأخبِريني عَن حالِه، عَن ديَّارِه ومَسكَنِه، فأنِّي أجِدني مُهتَمَّاً
صَوتُ البِيانو كانَ يَصدُحُ في السَّاحَةِ الخَلفيَّةِ للمُعَسكَر، كَما لَو لَم يَكُن هُناكَ حَربٌ ودَمار في العَالم، يَضحَكونَ ويُصَفِّقونَ لِراقِصات بالِيه المَيتَم، غيرَ آبِهين بِنَتائج أفعالِهِم السَّيئه
دَعَّكتُ جَبيني بِضَجَر، وأغلَقتُ النَّافِذه، مُلتَفِتاً نَحوَ تِيهيونغ
:"بِما تُفَكِّر؟"
إبتَلعَ حُروفَهُ قَبلَ أن يَتَنهَّد ويَنظُرُ لي :"أنا آسِف"
عَقدتُ حاجِباي :"مِن..؟!"
:"لِأنَّني صَرَختُ في وَجهِك هِيونغ، وتَصرُّفي طُفولي لَم أقصِد ذلك"
إندَفعَ نِهاية حَديثَه، لِأضحَكَ بِخفَّه :"تِيهيونغ أنتَ طِفلٌ عِملاق لِذا لَن أغَضبَ عَليك"
:"تَوقَّف أنا لَستُ طِفلاً"
جَلَستُ عَلى مَكتَبي وتَنهَّدت :"لا بأس، لَقد تَخلَّصنا مِن جُوزيف، ومابَقى هوَ إخراجُ الفاعِل، فَسِلاحُك لَم يَكُن بِرِفقَتِك، ورَأيتُه في غَيرِ المَكان الذي وَضَعتُهُ فيه كّما أخبَرتَني"
حَرَّكَ رأسَهُ بِنَعَم، لِأهَمهِمَ لَه :"لا بأس سيَعودُ كُلُّ شَيءَ إلى مَجراهِ الصَّحيح"
....
أان مُتألِّماً، مُحتَضِناً جَبيرَتي لِصَدري، الشِّتاءُ عَنيفٌ عَلى جَسَدي المُرهَق، مُنذُ إستيقاظي لَم أتناوَل سِوى القَليل مِنَ الفُطور، وتومَس لَيسَ بِالجِوار، فَلَقَد حلَّ الليل وَلَم يأتي بَعد، وأشعُرُ بِالخَوفِ يَتمالَكَني
ظَنَنتُهُم مُختَلِفين، ظَنَنتُهُم أفضَلَ بِكَثير مِن مَن عَرَفتُهم سابِقاً، رُبَّما لِأننا نَشبَهُ بَعضَنا لِحدٍ ما، لَكِن هُم لَم يوقِفوني وَلَو قَليلاً، بَل قدَّموني لِلباب كَي أغادِر، كَما لَو أنَّهم يَنتٍظِرون هَذِهِ اللحظه، آااه أشعُرُ بِألَمٍ في قَلبي، شُعورٌ مَريرٌ يَكادُ يَخنِقَي
شَهَقتُ لِشُعوري بِغِطاءٍ ثَقيلٍ قَد غَطَّى جَسَدي ووَجهي، راسِلاً الِّدفئَ فِيه، أبعَدتُ الغِطاءَ قَليلاً ونَظَرتُ لِلفاعِل، ولَم يَكُن سِوى تِيهيونغ، الَذي وَقَفَ أمامِي مُبتَسِماً
أنت تقرأ
سِّيمْفُونِيَّة الْحَربُ الْثانية
Historical Fiction- - تليق لك الحرية والإندفاع ، التحليق كطائر حر ، يليق لك ياحبيبي السعادة والراحة الأبدية ،يليق بك يا زهرة الزنبق التألق بلمعان .