_
-
-قريب، لكنني بعيدٌ جداً، حتى أنك لا تلاحظ وجودي، قريب، ولا أكادُ أصِلكَ ابداً.
ظَننتُ أن كل لحظةٍ من هذا اليوم ستكون مميزة، أخبرتُ نفسي أن أدعم يونغي و أقومُ بتشجيعه وتحفيزه، لكن كل ما خرج مني هو الهدوء التام
صدري مُثقل، جسدي يؤلمني، لم أنم ليلة الأمس من كثرة البكاء، التفكير بما سيحدث بعد الحفل يجعلني أفقِدُ عقلي، حبيب مُهجتي لن يكون لي، هو ليس لي منذ البداية، لا أنتمي له ابداً.
لكن لا بأس صحيح..؟! حتى و إن كانت سعادته على ثمن سعادتي، حتى لو كان ابتعادي عنه سعادته، أنا سأفعل، سأُغادِرُ ليعيش حياةً جميلةً سعيدة، لا أمانِعُ.
تنهدت بهدوء، أنظُّرُ لغرفتي التي احتَوتني لخمس سنوات، أعتَقِدُ أنه حان وقت المغادرة صحيح..؟!
:"جيمين"
سمعت نداء تيهيونغ من خلف الباب يريدني أن أستعجِلَ في الخروج، فحمَلتُ معطفي و ذهبت إليهما، يقفان عند الباب يتحدثان عن حماسهما في العرض.
وكم بدوا جَميلان بجانب بعضهما، متناسبين أكثر، نَظرات يونغي المحبة له، و ابتسامةِ تيهيونغ الرقيقة لحديثه، في النهاية هما رائعان، فمن أنا لأقِف بينهما..؟!
أنا دخيل منذُ ذلك الوقت، لا أنتمي لهما أبداً.
....
على أرضية المسرح كنت أقِفُ مغمضَ العينان، أنتظِر لحن يونغي الذي لم يلبث حتى داعب مسامعي، فتحرَّكت خطواتي، ليخطو كياني معه.
لست إلا بجعةٌ مبتورة الأجنحة، تُناضِل للعيش في صحراء قاحلة، حلمها الوحيد هو أن تجد بركة تأويها من حرارة الشمس.
ستتوقف عن المناضلة في هذا الحب العقيم، وستتوقف خطواتها حتى تُسَّلَب روحها من هذا الجفاف.
فكيف لي يا معشوقي أن أعتادَ على قساوة الصحراء، وانا وليدةُ البِرك و المياه..؟!
لم أشعُر بمن حولي، كنت أفرِّغ طاقتي في رقصي، ودموعي بهدوء تنزلق، ااه يا ويح قلبي وهمِّهِ وحُبِّه.
لا بأس جيمين، لا بأس كل شيء سيصبح أفضل.
رُبما..
تعثَّرت خطواتي، لأقَع على الأرض، فيتوقَّف يونغي عن العزف، مسرعاً نحوي.
أنت تقرأ
سِّيمْفُونِيَّة الْحَربُ الْثانية
Historical Fiction- - تليق لك الحرية والإندفاع ، التحليق كطائر حر ، يليق لك ياحبيبي السعادة والراحة الأبدية ،يليق بك يا زهرة الزنبق التألق بلمعان .