003

3.2K 348 213
                                    

-
-
_

الواحد و العشرون من اكتوبر 1940

:"تَوقَّف تَوقَّف"

أوَليسَ أشَدُّ إحراجًا أن يُحمِمك قائِدُ كَتيبه كُنتَ تُفكِّر فيه مُنذُ النَّظرةِ الأولَى..؟! فَجِيمين بَينَ يَدَي هَذا القائِد الَّذي يُحاوِلُ فَتحَ أزرار قَميصِه بَينَمَا الأصغَر يَصرُخُ خَجَلاً يُطالِبهُ أن يَتَوقَّف

وَضَع يَده على فاهِ جِيمين ليُسكِتهُ ثُمَّ عَبسَ في وَجهِه :"أُصمُت و إسمَعني..!؟"

كَتَم أنفاسُهُ ليَستَرسِلَ يُونغي مُتَنهِّداً :" أنتَ تَعلمُ بِأنَّ الماءَ إن دَخَل إلى جَبيرَتِك سَتَتعفَّن يَدُك، و سَتُصبِح خَضراء و سَتَضطرُّ لِقطعِها"

نَفى مُرتَعِباً :"لاا هَذا مُخيف"

:"إذاً تَوقَّف عَنِ الصُّراخ و دَعني أُساعِدُك في الإستِحمام، جَميعُنا رِجال لِما الخَجَل؟"

مدَّ جِيمين شَفَتيه مُتمتِماً مُشَتِتاً نَظرَه بَعيداً :" لا يَزالُ الأمرُ مُحرِجاً"

:"إنتَظِرني"

غادَرَ يُونغي قَليلاً ثُمَّ عادَ و بِيَدهِ شَريطَةُ قُماشٍ مِخمَليَّةٍ سَوداء ، ليَمدَّ يَدهُ نَحوَ جِيمين، و الآخَر يَرمِشُ غَيرَ مُدرِكٍ لِما يَحدُث، ليَبتَسِم القائِد ويَهمِس بِصَوتِه الأجَش

:"هَل تَثِقُ بي..؟!"

زمَّ شَفَتيه يُحدِّقُ بِيَد القائِد قَبلَ أن يَنفِي :" لا، أنا لا أثِقُ بِك"

صَحيح كَيفَ سَيثِقُ بِجُندي، هَذا الأمرُ مُستحيلٌ لِجِيمين

رَفَع يُونغي يَدَه بِبُطءٍ ليَضَع الرُّقعَة عَلى عَينا القَصير

:"جَرِّب ثِقَتي الآن، أعِدُكَ لَن تَندَم"

قَرَّب رأسَ جِيمين نَحوَهُ، ليَجعَل مِن جَبينِهِ يَستَريحُ عَلى كَتِفِه كَعِناقٍ صَغير كَي يَربِطها خَلفَ رأسِه ، والآخَر مُستَسلِمٌ لِأفعالِ الأكبَرِ المَجهولَة، يُحاوِلُ جاهِداً أن لا يُبيِّنَ إرتِباكِه، بِعضِّ شَفتَيه

:"سأربِطُ عَيناك، و سأُحمِّمُكَ دونَ أن تَرى، لا تَخَف لن يَحدُثَ شيءٌ ابداً"

كانَ حَديثُهُ هادئاً ومريحاً كِفايه ليُهدِّئ قَلبَ جِيمين الزَّائِغ الَّذي يَكادُ يَخرُجُ في أيِّ وَقتٍ مِن شِدَّة نَبضِه

سِّيمْفُونِيَّة  الْحَربُ الْثانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن