-
-
_الواحِد و العِشرونَ مِن أُكتوبَر 1940
النَّسيمُ كانَ يُحَرِّكُ خُصُلاتِ شُعورِنا بِخفَّه، صَوتُ العَصافيرِ وأطفالُ الحَيِّ يَلعَبونَ بِالجِوار قَد مَلَأ المَكان، والشَّمسُ قارَبَت عَلى الغُروب، عاكِسَتاً اللونَ البَنَفسَجي في الغُيوم، جَلسْتُ بِرِفقَة تِيهيونغ في الباحَةِ الخَلفيَّةِ لِلمَنزِل، عَلى الأُرجوحَتَين، أُحدِّقُ بِجَبيرَة يَدي بَينَما كلُّ جَوارِحي قَد خَضَعتُ لِصوتِ تِيهيونغ الهادِئ، وَهوَ يَسرِدُ لي رُوايَة "السُّرورُ الحَزين"
عَن إِلينور كارلسيل وخَطيبَها رُودي وِيلمان عِندَما تَلقَّيت رِسالة حولَ شَخصٍ يُحاوِلُ إستِنزافَ ثَروةَ خالَتِها لُورا وِيلمان. ثُمَّ قِصَّةٍ طَويلَةٍ عَن الحُب والغيرَة، ثُمَّ القَتِل والظُلم
أغلَقَ الكِتابَ مُتَنهِّداً :"لِنُكمِل في وَقتٍ لاحِقٍ جِيمين"
تَذَمرْت :"أرجُوك أنا مُتشوِّقٍ لِمعرِفة مَن هوَ القاتِل، أنا مُتأكِّد انّها إلنور"
قَهقهَ تِيهيونغ لِحَديثي ثُمَّ مدَّ يَدهُ ليُبَعثِر شَعري :"لا أعتَقِد"
عَبَستُ أُرتِّبُ خُصُلاتَ شَعري الَّذي بَعثَرها :"بَلى فَهيا تَكادُ تَموتُ مِن الغيرَه مِن مَاري"
نَفى:"لا يَعني أنَّها سَتَقتُله"
ضيّقتُ عَيناي:" هل قَرأتَها مِن قَبل؟"
أهلَسَ ضاحِكاً عَلى إندِفاعي :"لا جِيمين، لَكِن إلقاءُ اللوَمِ عَلى الآخَرينَ بِسَبب بَعضِ التَّصرُّفات، غَيرُ صائبٍ أبَداً، فهُناكَ مَن يُجيدُ تَزييفَ المِثاليَّه والطّيبه، وهو عَكسُ ذلِك"
إبتَسَمت :"صَحيح مِثلُ القائِد يُونغي ظَننتُهُ مُتَغطرِساً، لَكِنهُ دافِىء"
ضَحَكَ تِيهيونغ بِخِفّه :"إمممم لَكِن هَذا أيضاً يُعتَبَر أنّك حَكَمتَ عَليِه دونَ أن تَعرِفه، هَذا يَومُكَ الأوَّل هُنا، أنتَ حقّاً لا تَعرِفُ ماذَا سيَحُصل مَعٍك بِرفقة القائِد، رُبَما شيءٌ غَيرَ جَيد"
وَسَّعتُ عَيناي:" ماذا تَعني؟"
ضَحَك تِيهيونغ حتّى كادَ أن يَقعُ مِن الأُرجُوحه، ثُمَّ مَسحَ طَرَف عَيناه :"أنتَ لَطيفٌ حَقاً"
عَبست :"توَقَّق وأخبِرني ماالمُضحِك، وأيضاً أنتَ حَكَمتَ عَلي دونَ أن تَعرِفني، رُبما أكونُ شِريراً"
أنت تقرأ
سِّيمْفُونِيَّة الْحَربُ الْثانية
Historical Fiction- - تليق لك الحرية والإندفاع ، التحليق كطائر حر ، يليق لك ياحبيبي السعادة والراحة الأبدية ،يليق بك يا زهرة الزنبق التألق بلمعان .