-
-
_العِشرينَ مِن نوڤمبَر 1940
أترُك لي جُزءاً مِن هذا العالَم، مَكاناً حَيثُ تَنتمي روحي الحالِمه، دَعني أعيشُ معَ تخيُّلاتي وإحمِني مِن رِياحِ نوڤَمبرِ البارِدة
مِعطَفُكَ الرَّمادي على ظَهري، لكِن بُرودةِ الشِّتاء قَد عصَفَت بي، أحاوِلُ طيَّ يَدي بقُماشٍ لـتَخفيف ألمَها الذي إجتاحَني فَجاءة لكِنَّهُ يقَع، وكَم باتَ لفُّ يَدي صَعب، مرَّة ومرَّتان، لكِن الحِيَلُ تنفَذُ وجسَدي يَرتَجِف
أتذكَّرُ جيِّداً عِندما حذَّرتني كثيراً أن لا تقَعَ جَبيرَتي في الماء، عِندَما إعتَنَيتَ بيَدي وقُمتَ بطَيِّها ذلِكَ اليَوم، وأخبَرتَني حينَها
'جِيمين إعتَني بيَدِك، كُن أكثَرَ حِذراً على جسَدِك، لا تُقلِقني عَليك'
ماذا تَعني كلُّ تِلك الحُروف إن كُنتَ ستَترُكني هكذا، لِماذا إحتَويتَني، وفي نِيَّتكَ أن تُبعِدني وتَدفَعني..؟!
ضرَبتُ صَدري، مُخرِجاً شهَقاتٍ مؤلِمه، أوجَعتُ فؤادي العاشِق، أنيني يَزداد، والغَضبُ والخَوفُ يتَفاقمُ بِداخِلي
"توَقَّف عنِ الوُقوعِ وأثبَتي أرجوكِ"
خاطَبتُ القُماشَ باكِياً، قَبلَ أن أكتُمَ أنفاسي، لِذلِكَ الصَّوتِ الذي دبَّ الرُعبَ بِداخِلي
:"مَن هُنا"
كانَ الصَّوتُ آتِياً مِن فَوقِ الجِسر، فلَم يكُن مِني سِوى أن أحتَضِنَ يَدي نَحوَ صَدري، عاضَّاً على شفَتَي
:"يُونغي"
همَستُ وإرتِجافة جسَدي تَزداد، لا يدَ تسَعَف، ولا جسَدٌ ذا قوَّةٍ سيَرفَعُني، خُطواتٌ غاضِبةٌ مُتَّجِهةٌ لي، جعَلَت مِن قَلبي يجُنُّ جُنونه
:"أنتَ قِف"
رفَعتُ رأسي لتخُطَّ دُموعي على وَجنَتاي، بِسُرعة، فمَسكَني الجُنديُّ بِعُنفٍ ليَرفَعَ جسَدي المُتهالِك، جاعِلاً كلَّ عظمةٍ فيني تَصرُخُ ألَماً
:"مِعطَفي"
أنَيتُ باكِياً أمدُّ يَدي نَحوَ المِعطف، الذي وقَعَ مِن سحبِهِ لي، فنزلَ مُنتَشِلاً إياه:"كَيف لِمُتَسوِّلٍ، أن يأخُذَ مِعطفاً باهِضَ الثَّمن كهَذا..؟!"
؛"هَذا لي"
أنت تقرأ
سِّيمْفُونِيَّة الْحَربُ الْثانية
Historical Fiction- - تليق لك الحرية والإندفاع ، التحليق كطائر حر ، يليق لك ياحبيبي السعادة والراحة الأبدية ،يليق بك يا زهرة الزنبق التألق بلمعان .