في أحدِ تِلك الأيام القديمة، بَينما السماء تتَراقصُ فيها الثلوج، وتُزيِّن الأرض بِجمال بَياضها، هُنالِك عِند كُرسيِنا الأصفر الطويل في غُرفة البيانو، بِجانِب دِفء المِدفأة أجلِسُ، بينما مَعشوقي يضَع رأسه على فخذي، يستَمِع إلي بينما أحكي له قِصةً مِن كِتاب الكاتِب ليو تولستوي.رواية آنَّا كارنينا، المَعروفةِ بِجُملتها المَشهورة :'كُلُّ العائلات السعيدةِ تَتشابه، لكن لِكلِّ عائلةٍ تعيسةٍ، طريقتُها في التعاسة'
تَتحدًَّثُ عن طبقات البشر وأنواعهم، عن أمراضِهم، ومُعظممُهم مُصابون بِمرض الطَّبقية، مَرض النُّبل، مرضُ الإرث الثقيل، عن الصِّراعات الداخلية والخارِجية، عن الحُب والواجِب، صِراعٌ بين القلبِ والعَقل.
كالأحبةِ كُنا، حتى قبل اعتِرافنا، كَمعشوقان مَرَّ عليهم الأجلُ مُنذ اعتِرافهم.
أغلقتُ الكِتاب بَعد انتِهائي منه، لأنزِلَ رأسي فتتقابل زَرقاويتاي، بِسوداويتاه، كما لو أن الليل قد حلَّ في سمائي، وتَزَيَّن فؤادي بنُجومه الخلَّابة.
رَفع يده لِيُلامِس أرنبة أنفي، فزَهرت وجنَتاي خجلاً لِملمس أصابعه البارِدة، والتي بِرفقٍ اتجهت لوجنتاي، هامِساً لي بصوته الأجش العميق.
:"كَتوت العُلَّيق"
أغمضتُ عَيناي مُستشعِراً لَمسه الحاني، وهمسَه الرقيق، يكاد قَلبي يُجنُّ لِشدة نبضاته، قبل أن يستَديرَ راغِباً بالنوم كما يدَّعي، واضِعاً بوجهه في مَعدتي، لِتسري قشعريرة قويةً في ظَهري لِفعلته.
:"مالذي تفعله؟"
نَظر إلي ثم عاد لِيتحدَّث وشفتيه تُلامس مَعِدتي مِن خلفِ قميصي :"ماذا أفعل؟"
أهلستُ ضاحِكاً ثُمَّ تنهدتُ بِعمقٍ سانِداً بِظهري على الأريكة، رافِعاً يدي لأريح بها على رأسه، ماسِحاً بِلطفٍ خُصيلات شَعره السوداء.
:"وغد"
:"اعلم"
كُنت في ذلك الوقت في مَنزِلنا الدافئ، قبل أن أعترِف ويُغادِرني، بعد أن كان بِجانبي كالأحبة تماماً.
.
.
.
.:"جيمين"
استَفقتُ مِن ذِكرى جميلة راودَتني، وأنا أنتَظِرُ قدومه مِن دورة المياه، بعد أربع ساعات مِن التدريب المتواصل، فجلس على كُرسي البيانو، واضِعاً رِجله على الأخرى.
أنت تقرأ
سِّيمْفُونِيَّة الْحَربُ الْثانية
Historical Fiction- - تليق لك الحرية والإندفاع ، التحليق كطائر حر ، يليق لك ياحبيبي السعادة والراحة الأبدية ،يليق بك يا زهرة الزنبق التألق بلمعان .