الفصل الثاني: الجريمة كاملة

184 20 0
                                    


الراوي: العميل  راسم





(أثناء ذلك)

ذهبت إلى موقع الجريمة الذي كان مبنى قديما ضخما ذا طوابق عديدة مهترئ الشكل و كان العميل خالد يسكن الطابق الثاني.
لم تكن سيارات الشرطة كثيرة, في الحقيقة هذا غريب!, فموت رجل كهذا, أو قتل رجل كهذا يزعزع صفوف المخابرات, و يغلغل بينها الحزن و اليأس.....و من يدري, قد تتوقع الشك ايضا.

دخلت عبر ذلك الباب الكبير المفضي إلى ممر شقق الدور الأرضي و كان عناصر الشرطة في كل مكان يتبادلون الحديث, فسألت أحد عناصر الشرطة في حزم:

"أين النقيب سامي؟"

فأدى التحية باحترام و قال في توتر ملحوظ محاولا إظاهر الحزم:

"لـ.. لم يأتي بعد سيدي، لكن المفتش منصور هنا سيدي".
تقدمت عبر ذلك الممر الذي لم يكن شكله يشبه ما رأيته في الخارج, فقد كان نظيفا تماما و على الطراز الحديث, مزين بالمزهريات على جانبيه, دخلت ذلك المصعد الذي كان يشغل موسيقى هادئة اثناء صعوده و مرآة رأيت فيها نفسي....... لازلت ارى شيئا ناقصا.......ماهو؟.
سرعان ما فتح باب المصعد و في يميني علي نفس الجانب من الممر توجد شقة خالد, اتجهت نحو مسرح الجريمة الذي كان شقة بسيطة ليس بها شيء مميز فكان ما يقابل الباب مباشرة هو صالة بها ثلاثة ارائك و إحداها مقلوبٌ رأسها على عقب و وراءها نافذة مكسورة, و كان هناك أيضا كرسي خشبي و حبال و دماء و الأهم من كل ذلك نظرت إلى الضحية الذي كان ملقا على الأرض في بركة من الدماء و مصابا بطلقة في جانبه الأيمن و طلقة أخرى في رأسه، رأيت المفتش منصور الذي لم يكن على سجيته, فقد كان متوترا واضح الاحباط على وجه ذلك الرجل الطويل متوسط العرض الذي يرتدي تلك البذلة البرتقالية مع قبعته و نظر إليَّ مرسلا كما هائلا من الطاقة السلبية بعينيه السوداوين المليئتين باليأس, لم أعرف ما الذي كان علي قوله, و لكن كل ما قلته كان:

ـ "أهلا منصور، كيف حالك؟".
بالنسبة لمنصور هو شيء طبيعي سماع ذلك من العميل راسم بارد المشاعر و النظرات, صلب الجسم, و القلب, أجل إنه العميل راسم, ذلك الحجر المتحرك!.

قال المفتش منصور بصوت هادئ بائس:

ـ "أهلا راسم، هل تصدق ذلك؟، لقد قتل العميل خالد فعلا!، هذا أسوأ خبر أسمعه حتى الآن".

قلت في هدوء أو ما كان بروداً :

ـ "أجل، معك حق".

قال المفتش منصور:

ـ "أتوقع أن تكون هذه القضية صعبة جدا، فبما أن القاتل أستطاع القضاء على العميل خالد، فهذا يعني أنه محترف، و لن يترك خلفه أدلة بسهوله".

قلت في حزم محاولا إظهار بعض الجدية:

ـ "أجل أجل!، معك كل الحق, حسنا الآن، أخبرني بملف القضية و آخر المستجدات".

من بيننا: قضية المخابرات الأكبرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن