البارت 44 "وليد الظلام"

850 98 68
                                    

كان فيديو جالساً في حجرة طبيه .. حرفياً بالقرب من سرير المشفى حيث تتربع نواة قلبه الصغيره
كان ممسكاً بيدها .. على الرغم من انه يعلم انها لا تسمعه .. لكنه كان يفرع هموم قلبه عندها

اختتم كلماته عن كل ما مر به خلال الاشهر الاخيره .. عن كل روح سفك دمائها و عن كل بشر اخذ حياته بغير ذنب يذكر
في النهايه قام بتقبيل يدها الصغيره ثم قال بهدوء و صلابه: لا تقلقي .. سأخرجك من هنا مهما كان الثمن

نهض بعدها من مكانه متجهاً نحو الباب .. قبل خروجه استدار و ودعها بكلمات رقيقه: سأحضر الى هنا مره اخرى .. اتمنى ان تتحملي الوحده حتى ذلك الحين.

فتح باب الحجره و قبل ان يغلقه .. سمع صوت طنين جهاز القلب الموضوع قرب سرير اخته ..
بمجرد ان اعاد نظره الى ماورائه
توسعت عيناه بكل معاني الدهشه و الصدمه .... هذه مزحه اليس كذلك ؟!!!
جهاز تخطيط القلب كان خطه قد استقام تماماً .. هذا يعني ان اخته قد ماتت ؟!!!
مالذي ؟!
لا تمزحوا معي ! لربما هذا عطل ما اليس كذلك ؟!

تحرك فيديو بسرعه ليفحص نبضات اخته .. لا مستحيل .. هذا مستحيل !!
لم يكن هناك صوت !؟؟!!! لا يمكن ! لا يمكن
هناك خطأ ما هنا حتماً ... لابد انكم مخطئون في شئ
نظرات فازعه استقرت على محيا
بدأ قلبه يدق بسرعه مهوله حتى كاد يخرج من مكانه
عرق بارد انزلق على وجهه الذي اصبح احمر اللون من الارتباك

لقد كان على شفى فقدان حياته من الصدمه .. سقط على الارض و هو يحاول يائساً تفحص نبضات قلب اخته او رسغها
لكن .. لم يكن هناك اي صوت يذكر .. هذه حقيقه لا يمكن الفرار منها
ان قلب فيونا قد توقف عن النبض !
هذا مستحيل ! الم تكن تتنفس قبل لحضات ؟!
كيف ؟! هكذا فجأة ؟!

علامات من الهرع غير مأهوله حطت على وجه فيديو .. لقد انتهى كل شئ
ترائت الى عينه الدموع و انهمرت كشلال بينما و لأول مره منذ زمن اخذ صوته بالارتفاع بغضب ..

اخذ يصرخ يكل ما اؤتي من قوه ليفرغ هذه العله التي تقتل قلبه المحطم
يكفي ! الم يتحملوا ما يكفي بالفعل ؟!
لمن ؟! لمن اذاً قتل كل تلك الارواح و ازهق كل تلك الحيوات ؟!
الم تكن من اجل اخته الصغرى الوحيده ؟! الان هو حرفياً فقد كل افراد عائلته !

والده .. والدته و الان اخته ؟!!!! توقفوا ! هذا يكفي ارجوكم
اللعنه على هذه الحياة
وضع يده على جسد شقيقته و خلع جهاز التنفس الاصطناعي من وجهها بقوه بينما يصرخ و دموعه تتساقط على وجنتيه و على وجه اخته: كلا ! فيونا افتحي عينيك !! انا بجانبك ! ارجوك لا تتركيني ! لا تتركيني وحيداً ! ارجوك افتحي عينيك ! انت لم تموتي بعد .... اتوسل اليك !

لكن مالفائده من التوسل لجثه حتى تتحدث ؟!
استسلم فيديو للامر الواقع .. تم تحطيم قلبه و مشاعره في تلك اللحظه الى اشلاء مبعثره صغيره
كقطعة زجاج تم رميها من اعلى ناطحة سحاب شاهقه الارتفاع .. تدمرت الى ان لم يبقى منها شئ
او كورقه تم رميها في بركان مستعر .. لم يتبقى شئ في داخل صدر فيديو في تلك اللحظه

Juliet- School of Excellenceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن