الفصل الثاني

6.3K 234 6
                                    

تسلل ضوء الشمس الساطع من نافذة غرفتها بالقصر داعب شعاع الشمس الطفيف عيناها ليقلقها من حلمها الجميل وابتسامتها الرائعة فتحت عيناها بهدوء وحالت منها التفاته لتلك الصورة التي خبئتها تحت وسادتها مدت يدها تلامس تلك الصورة بحب لتبتسم لصاحب الصورة كأنه حقيقي لكم تخيلت نفسها معه لكم حلمت به وتمنت ان يكون لها وقفت اخيرا وتوجهت الي الحمام وبعدما انتهت توجهت الي الشرفة الواسعة الملحقة بالغرفه لتنظر للاسفل لتجد والدتها جالسه بجانب خالتها ليشيروا لها لتنزل
خرجت مرتدية فستانها الكريمي وتركت شعرها الحريري الطويل منسدل علي ظهرها
ركضت سريعا للخارج بسرعة كبيرة حتي انها لم تنظر امامها هرولت لتهبط الدرج ولكنها تعثرت بالسجاد الملتوي تحت قدماها كادت ان تسقط وبالفعل سقطت ولكن بين يديه بين يد فارس احلامها ويقظتها صاحب الصورة التي لم تفارق حضنها
نظرت له بسكون فقط تتأمل وجهه بتوهان لتتوقف عيناها علي عينيه وعن قرب لاول مرة تكون بهذا القرب
ساري بغضب شديد بعد ان ساعدها في الوقوف : ايه اللي مخرجك من اوضتك كدا
لم تفهم قصده لتتحدث بارتباك من هيئته الرجوليه المهيبة النهاردة مفيش محاضرات بالجامعة واستدارت لتغادر لتجد يده الاسرع لها وهو يتحدث بغضب : هتنزلي كده
جود باستغراب : كدة ماله
ليجذبها لغرفتها ثم يتحدث بصرامه : البسي حاجه واسعه وحجابك في حرس تحت وبلاش الاستهتار اللي انتي فيه ده يتكرر مرة تانية فاهمة
لتومئ جود بخجل لذلك القاسي الواقف امامها فهي لا تعلم السبب وراء تلك المعامله هي كبرت ووجدت نفسها وسط خالتها وزوج خالتها الذي توفي وهي في العاشرة من عمرها تذكر حنيته وحبه لها وعطفه عليها عكس ابن خالتها القاسي المغرور المتعجرف وما يهون عليها ويواسيها ابنة خالتها سندس الاصغر منها بعام واحد ولكنها اكثر من اخت لها تحبها اكثر من نفسها

هبطت للاسفل بعدما ارتدت حجابها تبحث عنه بخجل فعلمت من الخادمات انه بالخارج مع والدتها وخالتها خرجت للحديقة بخطوات مرتبكة كان يجلس ينظر بهاتفه لا يبالي بحديث والدتها وخالتها نهال
اقتربت منهم لتستقبلها والدتها بابتسامه رائعة لطالما كانت جميلة ومازالت كأن السنين واقفة عند تلك الفتاة البريئة ذو الثالثة والعشرون وكأنه لم يمر عشرون عاما علي تلك المرأة الاربعينيه نظرت جيداء لابنتها التي اخذت منها كل شئ عدا لون عيناها الذي تشبه السماء في صفائها والبحر عند غضبه
نهال بحب : ليه ياحبيبتي لابسه الحجاب انتي عندك محاضرات اليوم
رفع عيناه الصقرية ليجد وجهها وقد تلون باللون الاحمر كادت ان تتحدث ليقطع ساري حديثها قائلا ببرود : انا اللي طلبت منها تلبس حجابها حتي لو هي اجازة الحديقه فيها حرس ومش هقبل ان اخواتي يظهروا بالشكل ده قدامهم
وكأن احدا جاء بدلو مياة بارد والقاه عليها ليفيقها من غيبوبة حبه اخته وستظل اخته كانت بعيدة تمام البعد عن والدتها لم تنتبه لحديث جيداء ونهال لها تعلم نهال حبها لابنها ولكن ما باليد حيلة فابنها لا يهتم ولا يشعر بها بدءت تستعيد وعيها شيئا فشئ لتنتبه علي مجئ سندس من بعيد
سندس بمرح : صباح الخير يا كتاكيت
جيداء بضحك : كل دول وكتاكيت طيب قولي امهات الكتاكيت
سندس بمرح : يا طنط انتي اللي يشوفك اصلا يقول انك اختنا مش مامي ده يدوبك عندك تلاتين سنه
جيدا بضحك : يااااه صغرتيني ١٣ سنة مرة واحده ياشقية انتي
نهال بيأس من مشاكسة ابنتها : يا بنت انتي مش هتبطلي بقا شقاوة
سندس وهي تقبل والدتها من خدها : طول ما انا بتصبح بيكي يا قمر عمري ما هبطل شقاوة لتستدير لاخيها قائلة : وحضرة الظابط ساري كمان بيشاركنا يومنا من اوله ودي من النوادر الحقيقه لا ده انا في حلم حد يفوقني
لتجد يده علي اسفل رأسها في ضربه سريعه
ساري بتسلية : وانا ضربتك علي قفاكي علشان تصدقي انك في علم مش حلم يا حبيبة اخوكي
سندس بوجع وهي تدلك مكان الضربه : هو دي صباح الخير اللي بتقولها لاختك الوحيده حبيبتك
ساري بحنية فهي اخته الوحيده يحاول ان يعوضها غياب والده الذي استشهد علي يد اعدائه غدرا : لا ياحبيبتي انا اقدر ليطبع علي جبينها قبله غافل عن تلك التي تتعذب كل ثانية من معاملته الصارمة لها

جودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن