٢٤

1.7K 43 0
                                    

"بكيتُ يومها كما لم أفعل من قبل، وأيقنتُ أنني لم أكُن مُميزة، وأنّي قابلة للإستبدال، وأن كل تضحياتي وآلامي وحُبّي وشغفي سيُنسى."

مشيت الشركه و جيت راجع البيت ، فالعاده لمن أجي داخل رفيف بتجي جاريه لي و انا بشيلها و بسلم عليها ، غريبه المره دي ما جاتني ، و البيت كان هادي ، لقيت أمي قاعده في الصالون و بتحضر مشيت سلمت عليها و قعدت معاها شويه ، و قلت ليها صفاء طلعت و معاها رفيف ولا شنو ؟ قالت لي لا موجوده فوق في غرفتها ، قلت ليها طيب رفيف وين ما شايفها ، ضحكت و قالت لي متعلق شديد ببتك دي ربنا يحفظها ، بتكون بتلعب في الجنينه الخلفيه ، قلت ليها خلاص قايم أشوفا ، قالت لي دقيقه يا أنس ، اقعد عايزا أتكلم معاك ، قعدت و بقيت مترقب للكلام العايزا تقولو ، قالت لي انت و صفاء في مشاكل بيناتكم ، قلت ليها لا ، قالت لي ما تكضب علي انا شايفه انو في توتر حاصل بيناتكم و دا لا من الليله لا من أمبارح ، كنت بقول دا خلاف بسيط و بكرا بتحلى و تعيشوا زي أي اتنين متزوجين ، بس علاقتكم بقت متوتره شديد بدليل انكم بعد رفيف ما فكرتو تنجبوا تاني ، يا ولدي ما تخرب حياتك بسبب وحده كانت ما بتستاهلك ، صفاء هي القدمت ليك السعاده و جابت لي البنيه الهسي انت ما بتقدر تفارقها ثانيه وحده ، و مها ديك الله لا كسبها و حسبي الله و نعم الوك......قاطعها أنس و قال ليها بنبره حاده ، أمي ، قالت بس ، اخدت نفس عميق و قال ليها بالمناسبه انا عارف الحقيقه كلها و عارف العملتيهو في مها من اليوم الدخلت فيهو بيتنا ، و عارف انك أذيتيها كتير ، مره حرقتي ليها ملابسها و مره ، و مره دفقتي في الملاح و هو ساخن و مره دفقتي فيها الشاي السخن و قلتي لينا انك ما قاصده  و انا بكل بساطه صدقتك ، عارفه ليها ، لأني ما اتوقعت انو أمي الربتنا و علمتنا الصح من الغلط و اتحملت مسؤوليتنا بعد وفاة أبوي و الكانت سند و دعم لينا و الحافظت علينا لحدي ما كبرتنا ، إنها ممكن تأذى زول بالطريقه البشعه دي ، ما اتخيلت إنو امي انا المعتبرها نبع للحنان ممكن تحقد و تكره زول للدرجه دي ، أمي سكتت و فضلت تعاين لي و تعابير وشها ما بتتفسر كان واضح إنها مستغربه انا كيف عرفت دا كلو ، قلت ليها ما كدا و بس ، حتى انك كنت عارفه بقصة سجود و نكرتي و قلت مها ما قالت ليك و كذبتي فيها يا أمي 💔 خليتيني اشك فيها و أكره و أرفع يدي عليها ، بسببك يا امي انا اتخليت عن اكتر انسانه وقفت معاي ، اكتر انسانه كانت بتفهمني و دايما بتبرر تصرفاتي و بتجيب لي ألف عذر ، انا عارف كل شي يا أمي ، أدق التفاصيل و أي حاجه حصلت من وراي انا عارفها ، عاينت ليها و قلت ليها لا ساره ما حكت لي و ما جابت لي سيره ، اقول ليك عرفت كيف ؟! سبحان الله يا امي الله لمن داير يكشفك ، خلاك تقولي العملتيهو كلو و انتي نايمه ، عاينت لي بصدمة و قالت لي ككككيف ، قلت ليها دا الحصل ، أول ما تختي راسك على المخده و تنومي كنت بتقولي العملتيهو كلو ، البدايه كانت صدفه ، جيت ماري بغرفتك و سمعتك بتتكلمي في البدايه قايلك بتتكلمي مع زول أو ما دخلت غرفتك لقيتك نايمه و لسه مستمره في الكلام ، حكيتي جزء بسيط و سكتي ، تاني مره كنت جايب ليك شاي الصباح لمن كنتي عيانه ، برضو سمعتك و انتي بتحكي ، بقيت بتقصد أجي داخل غرفتك بعد ما انتي تنومي و كل يوم بسمع قصه جديده ، استمريتي حكاية شهر و انتي بتتكلمي في منامك ، من اليوم داك انا عرفت عمايلك كلها ، بس اعمل شنو تاني بعد ما فات الأوان ، طيب اعاقبك كيف و انتي أمي ، ما كنت ح استفيد حاجه لو شاكلتك أو خليتك في النهايه مها ما حترجع ، قررت انسى السمعتو و اتعامل معاك عادي ، بس انتي ما بتعدي يوم من غير ما تدعي عليها ، لحدي الآن بتحاولي تكرهيني ليها ، للدرجه دي قلبك أسود يا امي ، يعنى و بالرغم من انك عارفه إنها بريئه و عارفه العملتيه كلو لسه بتكذبي فيها ؟! حتى مع نفسك بتتنافق يا امي ، كنت عايز تأذى مها لكن أذيتيني انا ، لليوم انا ما قادر اتجاوزها و ما قادر أكمل حياتي عادي و دا بسببك انتي ،  بالجد انا مصدوم فيك و ما قادر اصدق انك بتعملي كدا ، ما كنت حابب احسسك اني عارف حاجه ، بس دعواتك على مها و هي بريئه مضايقاني شديد ، الله يسامحك يا امي 💔 قلت كلامي دا و قمت خليتا ، نزلت دمعه مني مسحتها و مشيت على الحديقه الخلفيه عشان أشوف رفيف بتي ، فتشت الحديقه كلها بس ما لقيت عصبت شديد و مشيت ل"صفاء" ضربت الباب شديد و قلت ليها بضيق رفيف وين ؟ قالت لي بسم الله يا أنس في شنو ؟ قلت ليها بفتش على رفيف من قبيل و ما لاقيها ، قالت لي بتكون تحت يا أنس ما تجوط ساي ، قلت ليها ما لقيتا في البيت كلو و انتي بتقولي لي ما اجوط ، نزلت تحت و فتش البيت كلو و راي كانت صفاء ، قالت لي ماشه أشوف الجيران اذا جاتم ، أمي قالت ليها انا ذاتي ماشه معاك ، هم طلعوا بيجاي و انا كمان طلعت وراهم ، مشيت للبقاله الجنبنا و ما لقيتا ، مشيت للشفع الفي الميدان و سألتهم عنها ، قالوا ما شافوها ، رجعت ركبت عربيتي و لفيت منطقتنا دي لها بس ما لقيتا ، ساعتين و انا بفتش عليها بس ماف ليها أي أثر ، كنت ح اجن عديل ، دي اغلى انسانه علي ، رفيف قطعه من قلبي ما بقدر من دونها ، رجعت البيت على أمل ألقاها رجعت ، من بعيد لمحت أمي و صفاء جنب الباب ، وصلتهم بسرعه و قلت ليها بلهفه ، ها لقيتيها ؟ قالت لي و هي بتبكي ما لقيتا ، و أولاد الجيران قالوا قبيل كانت معاهم و تاني ما عارفنها ، رزعت الباب و قلت ليها بعصبية و صوت عالي دا كلو بسببك انتي ، ما قادره تهتمي بطفلع صغيره و تخلي بالك منها ؟ ، بغلبك تطمني كل دقيقتين عليها ، عشان عارفك مهمله كنت بسوقها معاي الشغل ، ما عارف اليوم الخلاني ما اسوقها شنو ، قالت لي أنس هي كمان بتي ، لو انت أبوها فأنا أمها و ما بترضاهو ليها انا كمان ما برضاه ، دخلت على الجيران ، طلع لي أخوهم اسمو مزمل قال لي لسه ما لقيتوها ، قلت ليهو نادي لي أخوانك الصغار ، ناداهم لي و سألتهم آخر مره شفتوا فيها رفيف متين و وين ، قال لي قبيل كانت بتلعب معانا نحن مشينا الدكان و خليناها واقفه جنب باب بيتنا ، لمن جينا راجعين ما لقيناها قلنا يمكن مشت بيتم ، ركبت العربيه و مشيت اقرب قسم شرطه و فتحت بلاغ "فقد" قالوا لي إلا تتم 24 ساعه جطت معاهم و شاكلتهم في النهايه شلت تلفوني و اتصلت على واحد من معارف هو ملازم لواء ، اتصلت و كلمت طوالي فتح لي البلاغ و حرك عناصرو و خلاهم يفتشوا عليها ، بعد شويه الخبر انتشر عند كل معارفنا و أهلنا ما قصروا معاي ، نشر الخبر في كل وسائل التواصل الإجتماعي و نزلو صور رفيف في كل المواقع ، حتى طبعوها على أعمدة الكهربا، و في البقالات و في الأفران ، يعنى محل ما تتلفت حتلقى صورتها ، ما رجعت البيت بعديها ، قلت ليهم ما ح اتحرك من هنا إلا و بتي معاي ، حاولو يقنعوني بس ما قدروا ، اتصال ورا اتصال لحدي ما الخبر انتشر في السودان كلو ، و كل الناس بتدت تفتش على رفيف 💔
مروا يومين و لسه ماف أثر لرفيف ، حالتي كانت حاله ، بقيت ما قادر أنوم ، انوم كيف و انا بتي ما عارفها وين ، أنوم كيف و بتي الله أعلم حالتها تكون كيف ، في اليومين ديل بقيت ما بتكلم مع زول ساكت الوكت كلو ، أمي و ساره حاولوا يهدوني و يطلعوني من الحاله الأنا فيها بس ما قدروا ، صفاء حالتها كانت حاله  بقت لا بتاكل لا بتشرب و طول اليوم تبكي و تقول جيبوا بتي 💔 ناس الحي كلهم بقوا في بيتنا داخلين و طالعين ، بمشوا يفتشوا و بجونا راجعين ، الحزن خيم علينا كلنا و على ناس الحي و الشرطه كل يوم بجونا و يقولوا لينا ماف جديد ، مرات بجوا يفتشوا الحي و يرجعوا ، في اليوم التالت بالضبط ، سمعنا صوت جاي من البيت الفاتح علينا كان بقول لقينا البت ليقيناها يا ناس ، كلنا قمنا جاريين على البيت و انا سبقتهم ، كنت متلهف عشان أشوفا و أخدها في احضان ، اخيرا رفيف حبيبة بابا حترجع لي ....💔
يتبع.......

غموضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن