٢٥

1.7K 51 0
                                    

ألا ليت الزمان يعود ، واللقاء يبقى للأبد ، ولكن مهما مضى من سنين سيبقى الموت هو الأنين ، وستبقى الذكريات قاموساً تتردد عليه لمسات الفراق ، والوداع والموت هو البقاء 🖤

أول ما وصلت الباب قلت ليهو بلهفة وينا ، رفيف وين ، بتي وين ، ما انتظرتو يرد و طوالي دخلت أفتشها جوه و عيوني مليانه دموع و متلهف لشوفتها ، بقيت انادى عليها ، رفيف رفيف حبيبة بابا اطلعي انتي مدسيه مني وين ؟ جاني مزمل صاحب البيت و خت يدو على كتفي و قال لي و هو منزل راسو تعال معاي ، مشيت معاهو و دخلنا بزقاق ضيق كدا ، قلت ليهو هي هنا ؟ سكت و ما رد علي ، فكاني و مشى قدام ، مشيت وراهو و معاي ناس الحي كلهم ، فجأة وقف جنب حمام بلدي قديم ، و إلتفت علي و ما قال أي كلمه ، قربت منو و في وشي علامات استفهام ، خت يدو في كتفي و قال لي أنس لا إله إلا الله ، و إنا لله و إنا إليه راجعون ، بتك دي وقع بيها الحمام دا 💔 بعد كلامو دا بقيت لا بسمع لا بشوف ، كلامو وقع علي زي الصاعقه ، ما قدرت اصدق ، بخطوات متثاقله مشيت على الحمام و الواقع ، ما كان ظاهر شي البير ضلام و الصبعه المكسره تحت ما خلتني أشوف شي ، للحظه كذبت الكلام السمعتو ، لا رفيف ما ماتت ، لا لا مستحيل أصدق الكلام دا ، بعد شويه شفت قطعت قماش تحت الصعبه ، و ما وصحت الرؤية إلا بعد ما ناس الحي طلعوا تلفوناتهم و شغلوا الفلاشات ، ما استوعبت الشفتوا إلا لمن ناس الحي رددوا لا حول ولا قوة إلا بالله و تعالت الأصوات و كل الناس جات و إتلمت حوليني ، بركت في الأرض و مسكت ختيت يديني في راسي ، ما كنت قادر أقول أي كلمه ، حتى ما قدرت اشيل عيوني عن البير ، لدقايق فقدت المنطق ، جات صفاء و أمي و هم ببكوا و بصرخوا ، صفاء ما قدرت تقيف على حيلها إلا النسوان سندوها و حاولوا يصبرهو ، جات جنبي و بدت تهز فيني و تصرخ و كانت بتتكلم و هي بتبكي بس ما عارفها كانت بتقول في شنو ، في لحظه بس الدنيا ضلمت علي ، بقيت ما شايف شي غير السواد و شويه شويه حتى أصوات الناس الكانوا معانا بقيت ما سامعها ، ما رجع لي عقلي إلا لمن حسيت بصفعه على وشي ، كانت ساره أختي ، حاولت توعيني و تقومني ، كنت بعاين ليها بطريقه غريبه كأني ما بعرفها ، نظر اتحول منها لكل الناس الحوليني ، ديل منو ؟ و بعملوا شنو هنا ؟ الحاصل شنو ؟ ما كنت قادر احرك لسان و اتكلم ، حقيقة في اللحظات ديك انا فقدت عقلي عن حق و حقيقه 💔بعدها  ﺍﺳﺘﺪﻋو ﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ جات و بلغت قسم الدرجه الثالثه ، أول ما وصلهم الخبر ، رسلوا لينا المتحري المناوب و كان برتبة مساعد . طلعوا الناس من البيت و صوروا موقع الحادث و الجثه 💔 أول ما طلعوها ما قدرنا نتمالك نفسنا ، شكل رفيف كان مختلف و ملامحها ممحيه ، ما عرفنها إلا من الملابس الكانت لابساهم ،   اخدتو بصماتها و ما خونا نقرب منها ، بعد منظرها الشفتها بيهو ، انا انهرت حرفيا و من مكاني ما قدرت أقوم ، معقوله ! معقوله دي رفيف ! رفيف بتي يحصل معاها كدا ؟!!💔💔

في اليوم التالي :
كنت متابعه قصة رفيف الإنتشرت في السودان كلو في و السوشال ميديا ، بالجد حزنت شديد لمن عرفت إنها ماتت ، حسيت نفسي كأني بعرفها ، قلبي وجعني عليها شديد والله ، تلقائيا قعدت ابكي ، أمي قالت لي مالك يا مها ؟ في شنو ؟ قلت ليها بصوت متقطع رفيف رفيف يا أمي ماتت 💔 قالت لي دي البنيه القالوا ضاعت من أهلها ؟ هزيت ليها راسي بالإجاب ، قالت لي لا حول ولا قوة إلا بالله ، والله قلبي وجعني عليها ، البنيه صغيره و حلاة الدنيا عليها ، ربنا يصبر أهلها و يربط على قلوبهم.....بعد شويه جاني اتصال  ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺪﻳﺮ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺠﻨﺎﻳﺎﺕ ﺷﻌﺒﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ، و كلمني عن القضية و كلفني بالقضية دي (طبعا انا من زمان كان حلمي اني اكون محققه ، و بعد ما سافرت امريكا و بعد اجتهادي و صبري انضميت لجهاز المباحث السرية و بالإضافه لأني كنت متحريه و بشتغل على القضايا الزي دي ) فكنت المحققه و المتحرية تبع القضيه دي ، الشرطه ألقت القبض على كل الناس الكانوا ساكنين في البيت الحصلت فيهو الحادثة ، اتحركت على قسم الشرطه و هناك قابلت المتحري الكان معاهم في البيت ، و كلمني عن آخر المستجدات ، للآسف رفيف اتعرضت للإغتصاب ، أول ما سمعت الجمله دي حسيت بقشعريره في جسمي ، معقوله في بنى آدم نفسو بتسمح ليهو يعمل كدا في طفله ؟! حسبي الله و نعم الوكيل فيهو ، و الزاد علي الأمر سوء لمن عرفت إنها بت أنس 💔 قلبي آكلني عليهو ، ما لقيت نفسي إلا و انا جنب بيتهم ، كان زحمه شديد و الناس دي مبالغه و أي زول ببكي في اتجاه براهو ، انا ذاتي قعدت ابكي معاهم ، والله ما تستاهل طفله في عمر ال5 سنوات ، تتعرض لحاجه زي دي ، بس القانون حياخد مجراهو و ما حتغمض لي عين إلا لمن اعرف المجرم و اعاقبو ، بعد معافره و مزاحمه قدرت أخش البيت جوه ، عيني وقعت على مره واقعه في الأرض و بتكشح التراب على راسها و بتبكي بأعلى حس عندها ، و النسوان المعاها بحاولوا يقوموا فيها ، بس هي كانت بتدافر في الناس و بتكفت في نفسها ، قربت منها قريب ، عرفتها دي صفاء بت خالة أنس ، كانت في حاله ما بيعلم بيها إلا رب العالمين ، كنت بفتش على أنس بس ما لقيتو طلعت صيوان الرجال و سألت عنو قالوا لي جوه البيت لكن في الجزء التاني ، رجعت تاني و دخلت البيت ، لمحت باب في النص فاصل بين الجهتين ، مشيت و دخلت و بديت أفتش عليهو ، اتحركت في البيت كلو لحدي ما وصلت مكان كلو نجيله و شجر ، شكلها دي الجنينه بتاعة البيت ، دخلت فيها و لمحت أنس قاعد تحت شجره 💔 منظرو و هو في الحاله دي قطع لي قلبي حته حته ، شكلو كان متغير ، ملابسو وسخانه و مكرفسه ، عيونو كانت حمر ، و لونو شاحب ، شوفتو براها خلتني أبكي بحرقه ، قربت منو و قلت ليهو بصوت مبحوح أنس ، ما رد علي و ما عاين لي اساسا ، مسكت يدو و قلت ليهو انا معاك يا أنس و ما ح ارتاح إلا لمن آخد ليك حق بتك ، برضو ما رد ، ما عارفه كنت حاسه بشنو ، و من غير أي تفكير لقيت نفسي حاضناهو و ببكي ، ما حصل مره شفت أنس بالحاله دي ، كان ما قادر يتكلم و ما قادر يحرك ساكن 💔 ما عد كم من الزمن و انا حاضناهو ، بس كنت عايزا أبكي و أطلع الجواي ، بعد مساااافه حسيت على نفسي و زحيت منو ، لقيت دموعو جاريه ، مسحتها ليهو و قلت ليهو ، بوعدك اجيب ليك المجرم العمل كدا لحدي عندك ، ما كنت عايزا منتظره منو أي رد لأني مقدره الحاله الهو فيها ، بعد شويه قال لي بصوت مقهور و مكسور  بتي اغتصبوها يا مها ، اغتصبوها و رموها في الحمام ، كتلوهو بأبشع طريقه ، كلو بسببي و بسبب إهمالي ليها ، في الوقت الهي كانت بتبكي و بتصرخ فيهو انا كنت في الشغل ، ما قدرت انقذها ، ما قدرت احافظ عليها ، و بدا يضرب في نفسو ، مسكت يدينو و قلت ليهو أنس أنس ، هدي اعصابك ، الغلط ما غلطك يا أنس ، الغلط غلط العمل فيها العمله دي ، الله ينتقم منو ، اقسم بالله يا أنس ، طول ما فيني نفس طال و نازل ، انا ما ح أخليهو ينوم يومين ورا بعض ، والله ح اجيب و لو كان تحت سابع أرض و....قبل ما اتم كلامي لقيتو خاتي راسو في رجولي و ببكي ، أول مره اشوفو بالضعف دا ، كأنو شافع صغير امو ماتت ، بقيت امشي يدي على راسو و احاول اطمنو و اهديهو ......
بعد ما طلعت من بيت أنس على طووول مشيت لقسم الشرطه و قابلات هناك المشتبه بيهم ال3 و اساميهم (مزمل ، حامد ، سامر ) قعدت معاهم واحد واحد و بديت استجوبهم  ، في غرفه فاضيه و اضاءتها خافته ، كنت بستجوب في حامد و بديت بيهو لأنو اكتر واحد كان باين عليهو الخوف ، كنت وين في أول يوم اختفت فيهو رفيف و الساعه كم  ؟ عايزا اعرف ادق التفاصيل من اليوم الإختفت فيهو لحدي اللحظه دي ، مع ذكر التوقيت ، قال لي بصوت متردد و كان بتمتم في الكلام : في اليوم الإختفت فيهو رفيف كنت في البيت و اصلا ما كنت عارف انها مفقوده ، لحدي ما أمها و حبوبتها جونا في البيت و كانوا بفتشوا عليها ، بعد ساعتين بالضبط جاني أبوها في البيت و قال لي نادي لي الشفع ، ناديتهم ليو و سألهم عنها و قالوا ما عارفين و بتقدري تستدعي الشفع و تسأليهم بذات نفسك ، قلت ليهو ديل أولادك انت ؟ قال لي لا ديل اولاد أخوي مزمل ، قلت ليهو منو الساعه كانت كم لمن أم رفيف جاتك و لمن أنس جاكم ؟ قال لي أمها جاتنا الساعه 3 لكن ما عارف 3 و كم دقيقه ، و أنس جانا الساعه 5 و برضو ما عارف و كم دقيقه ، قلت ليهو طيب منو الساكن معاكم في البيت ؟ قال لي ، انا و مزمل اخوي و سامر ولد عمي و سلافه مرة أخوي مزمل ، قلت ليهو سلافه كانت قاعده لمن أنس جاكم في البيت ؟ قال لي لا هي موظفه بتطلع 7 صباحا و بتجي 7 المسا ، قلت ليهو مزمل و سامر في اليوم داك كانوا وين ؟ قال لي مزمل كان في الشغل و سامر ما عارفو كان وين ، قلت ليهو يعنى هو ما شغال ؟ قال لي لا ما شغال ، بطلع يحوم و بجي راجع ، قلت ليهو طيب مزمل شغال وين ؟ قال لي شغال في ()قلت ليهو طيب منو الشافع رفيف واقعه جوه الحمام و نادى الناس ؟ قال لي شافا مزمل ، قلت ليهو المعلومات المعاي بتقول انو عندكم زقاق ضيق ورا بيتكم بودي طوالي على الحمام اللقوا فيهو رفيف ، و الحمام البلدي دا قديم و واضح انكم ما بتستخدموه ، قال لي بتمتمه في الكلام : ايي ما بنستعملوا ، قلت ليهو طيب مزمل الوداهو هناك شنو ؟ قال لي ما عارف والله لأني ما كنت في البيت ، قلت ليهو طيب كنت وين ؟ قال لي كنت في () سكت مسااافه و قلت ليهو خلاص قوم أطلع ، قبل ما يدخلوا لي المشتبه فيهو التاني ، اتصلت على المتحري إسماعيل و قلت ليهو انت و فريقك امشوا و استحوذوا على الملابس الكانوا لابسنها من اليوم الإختفت فيهو رفيف ، قال لي تمام و قفل على كدا ، دخلوا لي المشتبه التاني و كان مزمل سألتو نفس الأسئلة السألتها لحامد و قال لي : في اليوم داك كنت في الشغل كالعاده بطلع من 8 و بجي راجع البيت الساعه 6 مساء ، لمن جيت عرفت من أخوي حامد و ناس الحي إنو رفيف ضايعه ، طلعت و بقيت أفتش معاهم ، يومين و نحنا بنفتش عليها بس ماف أي أثر ليها ، في اليوم التالت كنت بلعب مع أولادي في السطوح بالكوره ، فجأة الكوره طارت و وقعت في الزقاق الوراني ، و تحديدا في الحمام القديم ، مشيت عشان أجيبها ، اتفاجأت لمن لقيت الحمام واقع ، و اتفاجأت اكتر لمن رفيف واقعه جوه و فوق ليها الصبه ، بدون ما اتردد مشيت و ناديت على الباقيين و اتصلوا على الشرطه و الحصل بعديها كلنا عارفنو ، قلت ليهو طيب انت كيف عرفت إنو دي رفيف مع إنو جسمها كلو ما كان ظاهر ؟ قال لي بديهيا عرفت إنو دي هي ، لأنو ليها يومين ضايعه و أول ما شفتها ، جريت و ناديتهم ، قلت ليهو طيب سامر كان وين ؟ قال لي والله سامر دا انا ما بعرفو بمشي وين ، عاينت ليهو مساااافه و قلت ليهو خلاص بتقدر تطلع من هنا ، طلع و طوالي دخل المشتبه التالت يلي هو سامر ، برضو كررت ليهو نفس الأسئله ، و قال لي كنت برا البيت ، اصلا انا البيت دا ما بجيهو إلا لمن الليل يجي ، قلت ليهو طيب بتعمل شنو برا البيت ؟ قال لي بلف ساي ، قلت ليهو متين عرفت إنو رفيف مختفيه ؟ قال لي من اليوم التاني لأني جيت خاشي البيت الساعه12 و في الصباح عرفت من ناس البيت إنو رفيف ضايعه ، قلت ليهو طيب عملت شنو بعديها ، قال لي كالعاده طلعت اصيع ساي في الشارع ، قلت ليهو ناس الحي كلهم كانوا مرصوصين في الشوارع و كلهم كانوا بفتشوا على رفيف ما عدا انت صح ؟ قال لي بغضب و انا مالي و مالا ياخ ، قلت ليهو احسن توطي صوتك و تحترم نفسك ، قال لي ما بحترمها ، عايزا تسوي لي شنو يعنى ؟ و بدا يعلي في صوتو لحدي ما اشرت لعناصر الشرطه الموجودين برا عشان يجوا و يطلعوهو ....
و بكدا انتهيت من استجوابهم و سجلت كل الكلام القالوا و الإفادات القدموها ، يا ربي المجرم منو في التالته ديل ؟ وهل ممكن يكون واحد من برا البيت دا ؟
🔥🔥
يتبع......

غموضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن