-*الفصل الخامس *-
- "هيا فلنأكل الآن "
قال بيت هذه الكلمة بعد حوالي خمس ساعات عمل متواصل وكان الجميع قد أنهكه العمل لكن الجيد في الأمر أنهم قد صنعوا أربع خيام وقد أستأثر بيت بخيمة له وحده والباقي تم توزيعه على الباقين ودانا كان نصيبها النوم مع بريدجيت بخيمة واحده وكانت الخيام ليست ببعيدة كثيراً عن الشط حتى يتمكنوا من رؤية أي سفن تمر بالجوار ...كان الجميع يتضور جوعاً لكن لحسن الحظ كانت الفاكهة متوفرة بكثرة في الجزيرة وقد أحضر الفريق المسئول عن الطعام فاكهه كثيرة ومنها ثمرة جوز الهند التي استغلوها في صنع أكواب وملؤها بالمياه العذبة فقد وجدوا نبع صغير في وسط الجزيرة فاقتربت دانا لتأخذ نصيبها فقد أنهكت تماماً وتجاهلت نظرات القائد الغاضبة لها وهي تشرب بنهم وعندما اتجهت لتأخذ نصيبها من الفاكهة قال بيت :-
"لقد قسمت الفاكهة لسبعة أفراد وأنتي لستي من القائمة "
نظرت له بذهول وقالت :-
- " أنا ....ولماذا؟؟!! لقد عملت مثل الجميع ومن حقي مشاركتكم الطعام"
قال بهدوء مستفز :-
"لكنى أري أنكى لا تستحقين ستنامين الليلة دون طعام "قالت بغضب وهى تضرب قدميها بالأرض كالأطفال :-
"لكن هذا ظلم "
أبتسم قائلاً :-
"أنا قائد ظالم ...والآن... هل ستطيعين هذا القائد الظالم أم ستعاندين مجدداً ؟؟ََ!!..."
اللعنة لقد بدأ فعلاً في أذيتها أنها تموت جوعاً وجسدها منهك و متعرقة للغاية من العمل طوال اليوم بالشمس الحارقة لذا نظرت له بغضب شديد وقالت :-
"تباً لك "
ثم أبتعدت عنهم وجلست هناك عند الصخور بجانب البحر معطية ظهرها للجميع واضعة يديها على بطنها من الجوع تكاد لا تصدق أن هذا الوغد حقاً فعل بها هذا ....بعد حوالي ربع ساعة تسلل بول إليها وقال لها :-
"عزيزتي دانا لابد أنكى جائعة ...خذي هذه بعض من الفاكهة خبأتها بملابسي عليك أكلها بسرعة قبل أن ينتبه القائد "
أخذتها منه دون تفكير وبدأت تأكل بسرعة والحنق يكاد يجعلها تختنق ونظرت لبول قائلة بإتهام والطعام يعوق وضوح كلامها :-
"لماذا يخاف الجميع من هذا الوغد بهذا الشكل؟؟... حتى أنت خيبت ظني "
فقال بول ليدافع عن نفسه :-
"أنا لا أخافه بل أحترمه لأنة القائد و الجنود يجب أن يطيعوا قائدهم ولا يخالفوا أوامره أبداً"
"تباً له لأوامره"
قالتها بحنق شديد وفجأة سمعت صوتاً يقول من خلفهم :-
"ما هذا ؟؟!!..."
اللعنة عرفت فوراً صاحب الصوت الذي بالتأكيد لا يوجد غيرة من يتصرف معها بهذا الشكل ذلك الوغد بيت حاولت بسرعة أخفاء الفاكهة بملابسها وبلع ما بفمها عندما قال بول بتوتر للقائد :-
"ما الأمر أيها القائد ؟؟..."
قال بيت بقسوة :-
- "يبدو لي أن أحدهم يخالف أوامري "
ثم أقترب من بول بطريقة مخيفة وقال :-
"هل تريد أن تشاركها مصيرها؟؟!!..."
قال بول بسرعة وهو يحاول الإبتعاد عنه:-
"كلا أيها القائد "
"أذاً عود إلى خيمتك "
أبتعد بول وهو خجل من النظر لوجهها فقالت دانا بصوت خفيض غاضب :-
"جبان "
جلس بيت بجوارها وقال :-
"ما فعله ليس جبن بل أحترام لقائدة "
نظرت له بعصبية وقالت :-
"وليكن ...ماذا تريد منى الآن ؟...أهناك عقاب أخر تود أنزاله بى ؟؟..."
قال بسخرية :-
"أمازال لديكي القدرة علي التحدث بوقاحة ؟؟...حسناً لنرى قدرة احتمالك "
نهضت من مكانها بغضب وقالت :-
"أنظر أيها القائد ...أنا..."
لقد أوشكت على الصراخ بوجهه مجدداً هذا بالتأكيد ما كانت ستفعله لكن ...ما أوقفها فجأة هو سقوط الفاكهة التي سقطت من داخل ملابسها على الأرض فقال القائد وهو يبتسم بسخرية :-
"من الجيد أنكي قمتي بفضح نفسك بحركتك هذه ...فلقد أعفيتين من أن أضطر لانتزاعها بنفسي "
نظرت إلية بغضب شديد وهي تمسك أعصابها بصعوبة فإخفائها الطعام يؤكد له أنها تخافه مثل الجميع يا ألهي الرحيم ما الذي بإمكانها فعله مع هذا الوغد القاسي ؟؟...فابتعدت عنه وهي توشك علي الجنون ...ووقفت أمام الشاطئ وهي تفرك رأسها بجنون لكن هالها ما وجدت عليه شعرها من عدم الترتيب أنها بحاجة لتمشيطه ...وكيف تفعل ذلك بحق الله ؟؟...فليس معها حتى كريم ليحمي بشرتها من الشمس الحارقة حتى يديها تشققت من العمل اليدوي طوال اليوم فكرت بعصبية لابد هناك شيء ما تفعله لتنقذ نفسها من هذا المأزق ...لقد وضعت نفسها في موقف لا تحسد علية ...لكن هل فعلا سيتم محاكمتها وسجنها ....هذا فظيع ولا يمكنها تخيله لكن كلا لا تريد التفكير بهذا الآن لتدعه في وقته حاولت أن تهدئ من أعصابها الثائرة وعادت للخيمة بعد حوالي نصف ساعة فوجدتهم قد أشعلوا ناراً ووجدت أن لا أحد موجود حول النار ...لابد أنهم قد ناموا لابد أن بريدجيت الآن نائمة فاقتربت من الخيمة عليها أن تنام هي الأخرى فلديها حرب مع ذلك الحيوان عليها أن تخوضها لكن ما أن دخلت تأكدت أن بريدجيت غير موجودة أين هي ؟؟...لابد أنها مع ذلك الوغد بيت استلقت علي الأرض وهي تفكر بسخرية فليحترق كلاهم في الجحيم ...لكن ...ماذا يفعل كلاهم في وقت كهذا ؟؟...أيمكن أن يكون كلاهم يتطارحان الغرام الآن في خيمته ؟؟!!!...مستحيل هل أخذ خيمة خاصة له وحده لهذا السبب تباً له ولماذا تهتم ...لكن بدأ عقلها يرسم صوراً غريبة داخل رأسها فحاولت إزاحتها فوراً فلا يمكنها تخيل ذلك القاسي الصارم في وضع عاطفي فهي تشك بكونه أدمي ويحمل مشاعر لكن ...لما لا تتفقد الوضع لن تخسر شيئاً فتسللت من خيمتها وأتجهت لخيمة بيت ببطيء لكن بدا لها أن الخيمة فارغة وتأكدت عندما مدت رأسها بالداخل حسناً يبدو أنه يمتع نفسه في مكان ما معها وما أن اتجهت لتخرج لاحظت كثير من الفاكهة لدية في الخيمة لابد أنه يحتفظ بها للإفطار لذا دون تفكير قررت أخذ بعضها فهي تكاد تسقط من الجوع لكن ما أن استدارت لتخرج من الخيمة حتى أصطدم رأسها بصدر ضخم ....أه يا ألهي يا له من وضع محرج هل سيضيف كلمة سارقة مع هذا الاتهام بالجاسوسية ؟؟...لم تستطع رفع رأسها بل كل ما فعلته هو وضع الفاكهة بمكانها مجدداً ووقفت تنظر للأرض في أنتظار توبيخه لها وهى تود لو تموت في هذه اللحظة من الخجل لكنه لم يقل أي شيء وسمعت صوت انفجاره في الضحك فرفعت وجهها تنظر له بغضب هل يجرؤ أن يضحك عليها أيضاً ؟؟...عندما سمعت ذلك الشخص الذي لم يكن سوي دافيد يقول :-
"أتسرقين الطعام الآن ؟؟...لابد أنكى أعتقدت أنني القائد لهذا أعدتي الطعام بخجل دون النظر لي "
قالت له بغضب وهي تبتعد عنه :-
"ليس من شأنك "
لكنه أمسك ذراعها بقسوة قائلاً :-
"هل أنتي متأكدة أنه ليس من شأني ...ما رأيك لو استدعيت الجميع الآن ليشاهدوك بالجرم المشهود "
حاولت جذب ذراعها منه بعنف وهي تقول :-
"دعني أيها الأحمق و أفعل ما يحلو لك أتعتقد أنى أخافك "
جذبها أكثر حتى أصبحت حبيسة بين ذ راعية وقال :-
"يا لكي من متوحشة أنا أحب هذا النوع من النساء "
ظلت تحاول التخلص من بين يديه بغضب شديد لكن ذلك الوغد كان قوى بطريقة لم تستطع معها أن تفلت منة وهنا سمع كلاهم بيت وهو يقول بغضب :-
- "ما الذي يحدث هنا ؟؟..."
تركها دافيد فوراً وقال للقائد :-
"لقد أمسكت بها أيها القائد وهى تحاول سرقة الطعام من خيمتك "
نظر لها القائد بقسوة قائلاً:-
"أهذا صحيح؟..."
قالت بتوتر وهى تحاول الدفاع عن نفسها :-
"كلا ....أنا...لقد كنت أبحث عن بريدجيت عندما لم أجدها بالخيمة و...توقعت أنها معك ...وعندما رآني الوغد دافيد أبحث في خيمتك عنها ...اعتقد أنني أسرق الطعام ...فحاول أستغلال الأمور وتهجم علّى و..."
قال دافيد بسرعة :-
"بل هي من حاولت إغوائي حتى لا أخبرك يا سيدي "
"أخرس أيها الوغد أنت كاذب ثم هل يوجد معي أي طعام الآن أن كنت صادق ؟؟..."
"لقد أعدتيه ما أن رأيتينى و..."
"كفي "
صاح القائد بكلاهم ليصمتا ثم وجه كلامه لدافيد قائلاً:-
"عد إلي خيمتك يا دافيد "
نفذ دافيد الأمر فوراً فنظر القائد لها وقال بحدة :-
"هل تعتقدين أنني ولدت للتو لأصدق تبريرك الأحمق فحقيرة مثلك تتجسس علي أسرار دولتها من السهل عليها أن تسرق "
رغماً عنها دمعت عيناها وقالت بغضب :-
"أنت فقط صدقت دافيد الأحمق أنه كاذب وهو من تهجم علّي ...."
قاطعها قائلاً:-
"لقد رأيتك بين ذراعية ...أنا أحذرك أيتها المرأة حتى انتهاء هذا الأمر أبتعدي عن رجالي مفهوم ؟؟..."
قاطعته هي هذه المرة بغضب قائلة بصوت عالي :-
"أولاً أنت رأيت بوضوح أنني كنت أدفعة وهو من يهاجمني وأنت فقط تريد تعليق أية أخطاء على كاهلي وحدي ثانياً لي أسم وهو دانا وليس حقيرة أو سارقة أو ....أيتها المرأة وكف عن اضطهادي لقد تعبت ولم أعد أستطيع الاحتمال ..."
قالت هذا بغضب هادر وعندما أوشكت علي البكاء ركضت بعيداً عنه حتى لا يرى دموعها.
*************
أنت تقرأ
الجريئة والحب (لعنة الزمن )
Science Fictionانتحلت شخصية أخيها التوءم للفوز بسبق صحافي لكن جرائتها أوقعتها في المشاكل عندما تورطت مع مجموعة عسكرية في تجربة جهاز حكومي سري ادي بها بالسفر عبر الزمن للمستقبل وتم اعتبارها جاسوسة وجربت لهيب الحب والغيرة عندما وقعت في حب قائد المجموعة الذي عاملها ب...