الفصل التاسع عشر

419 11 0
                                    

-*الفصل التاسع عشر*-
"الحفلة الليلة الساعة التاسعة مساءا على يخت كبير وأنا لم أستطع الحصول على دعوة لكي و لروبرت  لكن عليكى التصرف ودخول الحفل بأي طريقة -   "نظرت دانا لرئيس التحرير بغضب انه يطلب منها عمل لقاء صحفي مع رجل من أكبر رجال الأعمال وهو لا يحب اللقاءات الصحفية ويرفضها دوما  ورئيسها يقول لها أنها بإمكانها أخذ معلومات عنه والتحدث إليه دون أن يعرف أنها صحافية في تلك الحفلة الضخمة وأيضا دون دعوة لابد انه يمزح معها أليس كذلك؟؟... فنظرت له قائلة:-                                     "ما تطلبه منى غير معقول بالمرة فكيف سأحضر الحفل حتى دون دعوة؟ " ابتسم لها بطريقة مقيتة قائلا:-
-   "عزيزتي دانا أنتي فتاة جميلة ألم يسبق لكي استخدام جمالك في لحظات كهذه ؟؟... "                                                                         ردت قائلة بغضب :-                                                                       -    "ما الذي تقصده يا سيدي؟؟..."                                                         -    "أنا لا اطلب منكي فعل شيء فاضح فقط لو استخدمت احد المدعوين الذين ليس لهم رفيق سيكون هذا جيد ..فقط أريد الموضوع على مكتبي  غدا في الصباح"
خرجت دانا من عنده وهى تكاد تشعر بالغضب والإغماء.... ماذا عليها أن تفعل الآن؟؟... لكن ما باليد حيلة عليها العمل على إرضاء رئيسها فلا يجب أن تتسرع وتقدم استقالتها دون حصولها على وظيفة أخرى في صحيفة أو مجلة محترمة لذا في تمام الساعة التاسعة كانت دانا في أوج جمالها وأناقتها لقد ارتدت فستان رائع يظهر تقاسيم جسدها وجماله ,مفتوح حتى بداية نهديها وطويل بنفسجي يتماشى مع لون بشرتها وشعرها الكستنائى  فقال لها روبرت بعد  أن صفق بإعجاب :-
-   "واو تبدين خلابة وجذابة لا أعتقد انكي ستواجهين أي صعوبة في دخولك الحفل لكن المشكلة ستكون معي أنا هيا علينا الانفصال حتى لا نلفت الانتباه  "
قالت له بحنق:-
-    "أنا أشعر بسخافة هذه المهمة لكن ما العمل؟...."
نظرت دانا للضيوف المتوافدين للحفل وهم يدخلون اليخت مظهرين بطاقة الدعوة فنظرت حولها بقلق ماذا عليها أن تفعل الآن؟؟....وفجأة وجدت رجل يقترب من اليخت بثقة فعرفته على الفور انه ذلك الشخص بالمشفي الذي يشبه روجر المستقبلي لذا دون تفكير اقتربت دانا منه وتأبطت ذراعه وقالت له:-
-    "لماذا تأخرت ألا تعرف إنني انتظرتك كثيرا "
اندهش الرجل ونظر إليها قائلا:-
-    "انتظرتني أنا؟؟.... "
جذبته معها حتى لا يتوقف ولحسن حظها أنه فعلا لم يتوقف حتى رجال الأمن لم يطلبوا منه إظهار دعوه الحفل فقال لها بعد أن أصبحوا داخل اليخت :-
-     "معذرة لكنى لا أعرفك من أنتي؟؟.... "
ابتعدت عنه دانا تاركة ذراعه وابتسمت له قائلة :-
-   "معذرة يبدو أنني أخطاتك بشخص أخر "
وابتعدت عنه لتدخل الحفل وتندس بين المدعوين لكنه أمسك ذراعها قائلا:-
-   "انتظري لقد تذكرتك ذلك اليوم بالمشفي ...علبة الصودا أتذكرين؟ "
ابتسمت بتكلف قائلة :-
-   "أه حقا.... يبدو أن ذاكرتك حديدية "
-   "كلا لكنى استطيع تمييز الشخص المحتال"
نظرت له بدهشة هل اكتشف أنها محتالة فقالت سريعا محاولة رسم الثقة في صوتها:-
-    "ما الذي تقوله يا هذا؟؟..."
-   "لقد عرفت منذ البداية أنكي تترصدي شيئاً مني لكن رد فعلك وقتها أقنعني بالعكس لكن أنتي حقاً شيئا ما ...هل تبعتني إلى هنا؟؟..."
نظرت له دانا وضحكت بسخرية قائلة :-
-   "أنت مجنون أتعتقد أن سحرك فتان ليطاردك النساء ...انظر إلى جيدا أنا لست من هذا النوع هلا عذرتني... هناك حفلة في انتظاري..."
وابتعدت عنه في خطوة واسعة لكنه تبعها مجددا وأمسك ذراعها للمرة الثانية قائلا:-
"هل لديكي دعوة ؟؟..."
نظرت إليه بتوتر وقالت:-
- "ها...أه طبعا أنها مع رفيقي لابد انه هنا أم هناك أنني ابحث عنه الآن "
"أأنتي متأكدة من وجود هذا الرفيق احذري بإمكاني جعل الأمن يرموكي خارجا "
اللعنة ما هذا الأحمق ...إنه لا يريد تركها وشأنها نظرت إليه غاضبة وقالت:-
-   "ما الذي تريده الآن؟؟... فلقد قلت لك أنني ...."
صمتت فجأة أو بالأحرى شعرت أن رأسها أصبح فارغا فلم تعد تعرف ماذا تقول ..وفيم تفكر... لقد رأت الآن  بيت قادم في اتجاهها يرتدى بزة رائعة التصميم ويبدو في غاية الجاذبية والوسامة وتتأبط ذراعه بريدجيت وهى ترتدي فستان أرجواني يجعلها تبدو فاتنة ...هل هم الآن أصبحوا معاً جديا؟؟... كان يبتسم لها لكن عندما وقعت عيناه على دانا نظر لها جيداً ثم تحولت عيناه للشخص الذي معها وارتسمت السخرية بعيناه ...ومر بجوارها وكأنه لا يراها ..فبلعت ريقها بمرارة ووقفت متصلبة وفى النهاية انتبهت لهذا الشخص يقول:-
"إذن هل ستقولين من أنتي الآن؟؟... أم أستدعي..."
فقالت وهى تائهة وحزينة  :-
-   "هل حقاً تجاهلني للتو ؟؟...هو...لم يهتم حتى بأن يبتسم لي ... "
نظر لها الرجل بدهشة قائلا:-
  "ما الذي تقولينه الآن؟؟... "
ودون تفكير في مظهرها أمام هذا الرجل دمعت عيناها غصبا عنها أن بيت و بريدجيت أصبحا معاً وقد تجاهلها للتو كيف بإمكانه فعل هذا؟؟.... أن هذا حقا مؤلم للغاية .. لماذا عليها أن تتألم في كل مرة تراه ..لماذا هي وحدها من تتألم؟؟...
قال لها الرجل بدهشة:-
"هل تبكي الآن ؟؟... اهدئي لن أدعو رجال الأمن لذا لا تبكي..."
قالت دانا له بحسرة :-
-   "ومن يهتم لرجال الأمن ؟؟...دعني وشأني "
ثم استجمعت شجاعتها وهدأت دانا قليلا ونظرت حولها تبحث عن بيت ولم تجده فقالت للرجل:-
"أنا أسفه أين المرحاض ؟؟..."
أشار إليها يسارا وهو مازال يبدو عليه الذهول من ردة فعلها وهناك في المرحاض صاحت بصوت عالي غاضب ... فهي لا تستطيع النوم كل ليلة بسبب التفكير به وهو يقضى وقت طيب مع بريدجيت القاسية التي ذاقت منها دانا الآمرين... وربما يقضى الليل بين ذراعيها... ذلك الوغد اللعين ...الحيوان... لن تبكى لأجله مجددا أبدا ...عدلت ماكياجها وقالت لنفسها بحماس:-
-   "سأخرج الآن ولن أبالى به مطلقا..."
لكن قبل أن تخرج من المرحاض وجدت بريدجيت تدخل فنظرت لها دانا بحقد أما بريدجيت تسمرت قليلا ثم قالت يبطئ:-
-   "دانا...أنتِ دانا؟؟..."
نظرت لها دانا بحنق وقالت بسخرية :-
-   "كيف حالك يا بريدجيت "
وجدت الذهول ارتسم على وجه بريدجيت .... وهنا انتبهت دانا لخطأها هل ستخطئ كلما رأت احد هؤلاء الرفاق؟؟...تنفست بعصبية وقالت:-
-   "لقد رأيتك أكثر من مرة عندما أتيت لأخي في محل عمله أنا مندهشة لأنك تعرفين اسمي هل أبدو مثل أخي لهذا الحد؟؟... "
فقالت بريدجيت ببطء:-
-  "كلا أنا لم أفكر بسايمون ابدأ فقط عندما نظرت إليك خرج اسمك من فمي وكأني أعرفك جيدا ...وهذا غريب فمنذ فترة وأنا اشعر بأنني لست طبيعية "
تنهدت دانا وابتسمت لها باصطناع قائلة:-
-   "حسنا أذن تمتعي بوقتك بالحفل "
وخرجت غاضبة وما أن ابتعدت  قليلا حتى شعرت بيد وقفت بطريقها  لتمنعها من المرور فنظرت فورا معتقدة أنه ذلك الشخص الذي يشبه روجر  فرأت بيت يقف بهدوء جانبا وقال لها بسخرية :-
-    "يبدو أنكى لا تضيعين وقتك"
فقالت له دانا بحنق وسخرية:-
-    "أنا أم تقصد نفسك يبدو أن علاقتك ببريدجيت أصبحت قوية بعد عودتنا"
قال لها بهدوء :-
-   "وأنتي كيف أصبحت حياتك؟؟.... أمازلت تبحثين عن مغامرات عابرة لقد رأيتك منذ قليل وأنتي تفرضين نفسك على أحدهم للدخول للحفل وطبعا هذا حفل كبير للطبقة الراقية بإمكانك الخروج من هنا ومعك طريدة جيدة "
نظرت له بذهول وقالت بغضب :-
-   "أتراني حقا هكذا؟؟.... أن خيالك مريض أنا هنا في عمل وحتى أن كنت استمتع بوقتي ...لا شأن لك بهذا فقط استمتع أنت بوقتك مع بريدجيت"
وتركته مبتعدة وهى غاضبة كيف بإمكانه اتهامها بهذا ؟؟...عليه اللعنة فجأة سمعت أحدهم يناديها فوجدته روبرت اقترب منها مبتسما وقال:-
-    "ما رأيك بى ؟ لقد صرفت أموري جيدا وتبعتك للحفل أو لست رائعا أنا؟؟... "
"أه... نعم والآن أين هو ذلك الرجل الذي أتينا من أجلة ؟؟...كيرك جيفرسون أريد أن أندس حوله وأعرف أخباره لأذهب من هنا"
-   "ما بكى يا دانا الحفلة رائعة فلتستمتعي بها... "
-   "حسنا سوف أفعل لكن العمل أولا..."
أشار لها روبرت على الشخص المطلوب وبدأت دانا عملها فورا وحاولت التقرب منه ....وفجأة ظهر ذلك الرجل مجددا... اللعنة على شبيه روجر هذا واقترب منها قائلا:-
-   "يبدو أنكى أصبحتي أفضل الآن أليس كذلك؟؟..."
فنظرت له وقالت :-
-   "أجل ...هل أنت من أصدقاء سيد جيفرسون؟؟.... "
ابتسم الرجل قائلا :-
-   "من أعز أصدقائه لم السؤال؟؟..."
بدأت دانا تسأله عنه وعن طباعه وعن طبيعة أعماله وممتلكاته وكان الرجل يجيبها في بساطة وعندما انتهت من الاستجواب ابتسم قائلا:-
-    "هل يمكنني أن أفهم الآن لماذا هذه الأسئلة؟؟... لقد جعلتني أشعر أنكى تخططين للزواج منه"
ضحكت دانا لتعليقه وقالت:-
-    "أبدا انه فقط فضول "
ومجددا وجدت نفسها غصبا عنها تبحث عن بيت ووجدته ومعه بريدجيت يقفا مع كيرك جيفرسون  ووجدت فجأة  أن شبيه روجر سحبها من يدها فنظرت له وقالت:-
-    "إلي أين تأخذني؟؟...."
-   "ستعرفين حالا "
وفجأة وجدت نفسها وجها لوجه مع كيرك جيفرسون وبيت و بريدجيت وقال شبيه روجر لكيرك جيفرسون الذي كان رجلا في الخمسون من عمره أشيب الشعر  :-
-   "لدى هنا معجبة كبيرة لك لم تنفك تسأل عنك طوال السهرة"
شعرت دانا بالتوتر الشديد خاصة عندما نظر لها بيت بدهشة فقال سيد جيفرسون بهدوء :-
-   "أهلا يا ابنتي أأنتي ابنة أحد أصدقائي؟؟... "
بلعت دانا ريقها بعصبية خاصة عندما قال شبيه روجر:-
-    "صحيح ما اسمك فأنا لم أعرفه بعد؟؟.... "
فقالت بتوتر شديد لسيد جيفرسون متجاهلة روجر  :-
" دانا ويلسون يا سيدي لقد تشرفت بمعرفتك "
وهنا قال بيت له:-
-    "لا أعتقد انك تعرفها يا سيد جيفرسون فهي صحفية مغمورة "
نظرت له دانا بغضب ذلك الوغد انه يقصد أن يحرجها فقال شبيه روجر بدهشة :-
-   "ألهذا كنتى تسألين كل هذه الأسئلة عن أبى؟؟.... "
أبى !!...إذن شبيه روجر هو ابنه ما هذا الإحراج الذي تتعرض له الآن؟؟...نظر إليها سيد جيفرسون بغضب وقال :-
-   "ومن دعاك إلى هنا يا أنسه؟؟... فأنا لم أقم بدعوة أي صحفيين لو لم يكن اليخت ابتعد بالفعل عن الشاطئ لكنت جعلتك تغادرين علي الفور لكنى أحذرك أن صدر أي مقال باسمي فأنا لن أدعك وحالك هل تفهمين؟؟... "
نظرت دانا للأرض وهى تتمنى لو تجد حفرة لتختبئ بها أو لتموت بينما قالت بريدجيت :-
-   "كيف تعرفها يا بيت؟؟... "
ابتسم بيت وهو ينظر لدانا وقال:-
"لقد تعرفت عليها بالمشفي عندما زرت سايمون"
أما شبيه روجر فقال:-
-    "أيتها اللعوب إذاً أنتي استغللتني لدخول الحفل ..حسنا لقد أدركت محاولتك للوهلة الأولي ... فأردت أن أرى لأي مدى ستصلين!! ..."
فنظرت دانا لبيت بغضب وقالت:-
-    "أنا ..أسفه ..اعذروني الآن "
لكن قبل أن تبتعد قال سيد جيفرسون بغضب :-
-   "لا تدعيني أرى وجهك في أي مكان بالحفل أو سأطلب من رجال الأمن التحفظ عليكى حتى وصولنا للشاطئ في صباح اليوم التالي "
وهنا قال شبيه روجر لوالده :-
-   "لا تقلق يا أبي أنا سأتكفل بها تعالى معي "
وجذبها معه بعيدا وهى كادت أن تصرخ من البكاء والإحراج فكيف لبيت أن يفعل ذلك بها لقد أحرجها وتمت أهانتها أمام بريدجيت هذا حقا كثير عليها ...نظرت له وقالت بغضب :-
-  "دعني ولا تقلق لن أنشر أي شيء عنك أو عن والدك فقط ابتعد عنى "
فقال بهدوء :-
-   "اهدئي يا فتاتي لو كنت عرفت نيتك لم أكن لأضعك في هذا الموقف المحرج ...لكن ما العمل فما حدث قد حدث"
ثم سحب أحد المشروبات من النادل وأعطاه لها فشربته دفعة واحدة بغضب فقال لها وهو يبتسم:-
-    "اشربي بهدوء فهذا مشروب قوى"
لكنها لم تستمع له فسحبت أخر وشربته بغضب وشعرت بالموت عندما رأت بيت يرقص مع بريدجيت أيتصرف الآن  وكأنه لم يفعل شيئا أنها تود قتله فقالت بغضب لشبيه روجر:-
-    "أتريد أن ترقص...؟؟"
فقال وهو يبتسم :-
-   "ثلاث كؤوس وقد تغير مزاجك يبدو انكي سوف تنالين إعجابي حقا"
سحبته دانا إلي حلبة الرقص ورقصت معه وبدأت رأسها تدور من الخمر لكن بيت كان يضحك ويبتسم ولا يأبه لها مما جعلها تود الموت وعندما انتهى الرقص وانشغل شبيه روجر بالتحدث مع شخص ما ...أرادت هي الذهاب إلى زاوية فقط والموت فيها لذا دون تفكير اتجهت إلى داخل اليخت وأرادت العثور على مكان هادئ خالي لتهدئة أعصابها  فيه دون أن يراها أحد  فدخلت إحدى الغرف وكانت إحدى غرف النوم في اليخت فجلست على الفراش غاضبة للغاية  كيف بإمكان بيت فعل هذا لها ؟؟...وإذلالها هكذا ذلك الوغد... وفجأة سمعت صوتا فوجدت روجر يقف علي باب الغرفة وهو يبتسم قائلا:-
-    "حسنا أنتي تعرفين جيدا كيف تختارين المكان المناسب؟؟..."
فنظرت له بفزع وقالت غاضبة:-
-    "من فضلك أريد أن أكون وحيدة الآن"
فقال بوقاحة :-
-   "لا تلعبي صعبة المنال أن غرضك منى كان واضحا من أول لقاء لنا بالمشفي فأنتي تعمدت التقرب منى للوصول لأبى ..أنا بإمكاني أن ألبى لكي رغباتك ما رأيك بلقاء حصري مع أبى وبعض الصور أليس هذا ما تريدينه؟؟..."
نظرت له بفضول وقالت:-
-    "وما هو المقابل؟؟..."
-   "سأكون صريح أنتي جميلة وقد أعجبتنني ...يبدو أن خطتك للإيقاع بى قد فلحت لذا فلنتبادل المصالح"
نظرت له بدهشة وقالت بحنق على الفور:-
-   "أنا أرفض ما تعرضه "
وكانت على وشك الخروج من الغرفة لكنها فوجئت ببيت أمامها فنظر إليه روجر ثم نظر إليها وقال وهو يتجه للخارج:-
-    "فكري جيدا فيما عرضته عليكى"
أما هي نظرت لبيت بغضب وكانت على وشك الابتعاد عنه  فأمسك ذراعها وقال غاضبا :-
"هل أفسدت خطتك ؟؟...يبدو أنك سحبتيه إلى هنا كي تتلاعبي به قليلاً لتأخذي مأربك منه"
نظرت دانا إليه وهى لا تصدق ما تسمعه أهكذا يعتقدها رخيصة تبيع نفسها من أجل مقال صحفي فقالت بغضب:-
-    "أمازال لديك القدرة على الكلام بعد أن أحرجتني بهذا الشكل ...أنا يتم إهانتي وتهديدي بسببك أنت أيها الوغد؟؟... "
فقال لها بيت بقسوة :-
-   "وغد!! ...الآن تتحدثين معي دون رسمية و تشتمين أيضا"
هذا الشخص لا يطاق شعرت بالدوار فجأة مما جعلها تجلس على أقرب كرسي أمامها وقالت بغضب:-
-    "كيف لك اتهامي بأنني فتاة لعوب وأداعب أي رجل ...فقط لغرض في نفسي؟؟..."
-   "أوليس هذا ما يحدث فأنا لا أفتخر كوني أحد هؤلاء الرجال الذين كادوا أن يقعوا بفخك..."
هل يعتقدها حقا كانت تتلاعب به وبالجميع ألهذا هو يتحاشاها ويعاملها هكذا فقالت غاضبة:-
-   "أنا لست هكذا لقد قلت لك مرات عديدة وها أنا ذا أكررها مجددا أنا لم يكن لي علاقات من هذا النوع يوما "
تنهد بيت بفارغ صبر وقال:-
-   " هذا الأمر لا يهمني... أقصد لم يعد يهمني... لقد كنت غبي لأني تبعتك إلى هنا أحساساً بالذنب ... فأنا لم أكن أتوقع أنكى تفعلين هذا لسحب روجر إلى هنا ...لابد أنكى بالفعل عرفتى بالفعل شخصيته"
نظرت له بغضب وقالت وهى تضرب باب الغرفة بيدها بعنف دليل على فراغ صبرها مما جعل ذلك الباب يصفق بعنف:-
-   "قلت لك أنا لم أكن أحاول معه أي شيء...  فقط أنا استغليته لدخول الحفل وأنت أفسدت لي خطتي"
نظر إليها بتساؤل وقال:-
-   "أحقا لم تعرفي أنه جد روجر وألان  المستقبليين!!... "
نظرت له بدهشة وقالت بذهول:-
-    "ماذا؟؟.. أهو حقا جدهم أتقول الصدق؟؟..."
نظر إليها بتساؤل وكأنه يقيم أن كانت تقول الحقيقة أم لا  وقال:-
-   "لقد اكتشفت هذا اليوم فقط لكن أحقاً لم تعرفي ؟؟ ...سيد جيفرسون صديق لوالدي ولقد دعاه لحفل اليوم لكنه اضطر للذهاب في رحلة عمل  لذا طلب منى الذهاب للحفل نيابة عنه ...وعندما أتيت ورأيت روجر ولاحظت الشبه الكبير بينه وبين روجر المستقبلي أندهشت واكتشفت الأمر عندما تحدثت مع سيد جيفرسون هل تقولين لي الآن أنكى لم تلاحظي الشبه بينه وبين روجر؟؟..."
قالت بسرعة :-
-   "لقد فعلت لكنى لم أتوقع أن .... أوه يا الهي لا أصدق "
وفجأة وجدت نفسها تضحك قائلة:-
-    "الجد والحفيد أعجبوا بى؟؟... هذا أمر مضحك فعلا"
نظر إليها بيت غاضبا ولم يعجبه كلامها وقال :-
-   "انه ثرى جدا ويبدو إن ثرائه سيمتد على مدى أجيال لذا ستكونين محظوظة أن أوقعتي به وآخذتيه للمذبح"
نظرت إليه وشعرت بالحنق  كونه يتحدث عن الأمر وكأنه لا يعنيه لذا قالت بغضب :-
-   "بيت أدامز أنت لا تطاق وتتهم الأخريين لمجرد الاتهام فأنا فتاة بريئة ولن أسمح لك بقول كلام لا معنى له لتثبت لنفسك أنك على حق في اختيارك لبريدجيت"
نظر إليها بجدية وقال :-
-   "أهذا ما تعتقدين أنني أفعله ؟؟... طبعا فأنتي معتادة على رمى الرجال أنفسهم للتهلكة فقط لمجرد نظرة منكي فتحبين الاحتفاظ بهم حولك... كبول وروجر... وعند عودتك من رحلتنا استقبلك أخر بحفاوة... وبالأحضان وتحاولين اصطياد روجر جيفرسون أتتوقعين منى أن أقع تحت قدميك أنا الأخر "
نظرت إليه بخيبة أمل... فهو لن يصدقها مهما فعلت لذا لم يعد لديها ما تقول فهي مهما قالت هو فقط يعتقدها أسوأ فتاة بالكون فاتجهت للباب قائلة وهى تكاد تختنق :-
-   "نعم فكر كما يحلو لك فأنا في حياتي رجل..,واثنان ..,ومائة ..لكنى لم أهتم يوما لأحدهم ولم يلمسني أيهم لأني لم أحب أحدهم في حياتي...والوحيد الذي اهتممت لأمره حقا يراني عاهرة "
حاولت الهرب بعد كلماتها هذه فهي مجنونة نعم مجنونه... أنها اعترفت له بحبها وهو يشتمها ويلعنها وأيضا يصفها بأبشع الصفات ..حاولت فتح باب الغرفة لكنه لم يستجيب ظلت تجذبه بعنف أكثر دون فائدة فقالت بغضب:-
-   "ما بال هذا الباب اللعين؟؟.."
اقترب بيت من الباب وحاول فتحه فانخلع المقبض بيديه  فقال بغضب:- -   -   "تبا لقد علقنا هنا.... ولن يسمعنا أحداً بسبب الموسيقى والصخب بالخارج "
ثم نظر إليها وقال غاضبا:-
"كله بسببك لابد إن بريدجيت تتساءل الآن أين أنا ؟؟...."
قالت بغضب:-
-   "لم يطلب منك احد أن تتبعني "
تنهد بحنق وقال :-
"يبدو أنني سأضطر لقضاء الليلة هنا معك أنتي... "
نظرت له وأوشكت على الصراخ بوجهه لهذا الحد يكره وجوده معها فقالت بغضب :-
-   "أنا أكرهك"
وظلت تضرب الباب بغضب وهى تقول :-
-   "النجدة فليخرجني أحدهم من هنا "
أما هو جلس واضعاً ساق فوق الأخرى وقال لها باستفزاز :-
-   "كُفى عن هذا لن يسمعنا أي شخص "
لم ترد عليه وظلت تضرب علي الباب أكثر وأكثر وتصيح بصوت عالي فوجدته نهض وأمسك يدها التي ألمتها من الضرب على الباب وقال بغضب:-
-   "قلت كُفى عن هذا فلن يسمعنا احد"
دفعته عنها قائلة بغضب:-
-    "دعني أنا لا أريد أن أبقى معك أنا أكرهك "
جذب يدها ووضع يداه حول كتفها مديرا إياها إليه في مواجهته وقال بسخرية :-
"أحقا ألم أكن قبل قليل الرجل الوحيد الذي يهمك "
فنظرت له في تحدى وقالت :-
-   "لم تعد كذلك ....فأنا فقط أثير أعصابك أليس كذلك"
نظر لها بدهشة عندما قالت هذا  فأكملت :-
-   "فأنت فقط لا تريد أن تصدق سوى نفسك لماذا إذن اتعب نفسي لإثبات براءتي أمامك؟؟... "
فجأة تحولت نظراته لتسلية ونظر لجسدها وقال:-
-    "حقا إذن هل هذه دعوة جديدة لي كي استكشف بنفسي مدى براءتك؟؟.. "
نظرت له بذهول وقالت :-
-   " أنت مجنون دعني"
لكنه لم يدعها بل قال وهو ينظر إليها بتحدي ورغبة واضحة في عيناه:-
-   "في الواقع أنا لا أجدها فكرة سيئة فالآن نحن  انهينا المهمة... ولسنا بالعمل لذا لن ألوم نفسي على الحصول على بعض التسلية "
انه يخيفها لتتراجع لكنه واهم فهي تعرف جيدا ما يفكر به فهو ليس ذلك النوع الذي يستغل الفرص فلو كان كذلك لأستغلها هناك في المستقبل بقصر  ألان...  لكن عندما جذبها فجأة إليه... وقبلها بعنف شعرت ببعض الخوف الذي ما أن لمست شفتاه فمها وجدت هذا الخوف ينحسر بعيداً ويحل مكانه إحساس أخر مليء بالشوق واللهفة... وبدأ قلبها يخفق بجنون وجسدها بدأ يخونها أنها حقاً تحبه وتشتاق إليه وللمساته... كم مرة  فكرت  باللحظات القصيرة التي جمعتها وإياه؟؟..لم تعد تعدها ...  فابتعد عنها ببطيء عندما وجدها استجابت له... فنظرت له وهى تشعر أنها مجنونه كونها استجابت له  لكنها تشعر بالضياع بدونه ..لماذا تنسي كرامتها دوماً معه هو ؟؟... فقال لها بهمس ونظراته كلها رغبة جنونية :-
"أهذا حقا ما تريدينه؟!..."
نظرت إليه وتساءلت بداخلها أهذا ما تريده ؟؟....أنها تريده هو كحبيبها ورجلها وحياتها كلها ...لكن كيف تقول له هذا وهو يتهمها بأنها رخيصة وهوائية...  كادت كلمه أحبك تخرج من فمها ...لكنها لم تستطع قولها لم تجرؤ ...وفهم بيت نظراتها الضائعة والراغبة هو موافقة علي سؤاله فوجدته فجأة... حملها للفراش وكل العنف والكراهية التي كانت تغلف كلماته وأفعاله اختفت تماما ...لقد بدا تماماً مثلها كعاشق ملتهب المشاعر وكان يعاملها برقة شديدة.... كانت خائفة وتريد مواجهة نفسها ...فليس هذا ما تريده فلا تريد فقط الرغبة هي ما تحركه هي تريد مشاعر تريده أن يكون صادق معها ومع نفسه ...لكن كل أفكارها بدأت بالتلاشي مع مشاعرهم الحارقة ....كانت أول مرة  تجرب مشاعر الإثارة والشهوة بجانب مشاعر الحب الخالص التي جعلت هذه الأحاسيس تفجر مشاعرها وكانت تتجاوب معه كليا وهى تشعر بالسعادة تغمرها لأنها بين ذراعيه وإنها معه هو في رحلة جديدة عليها تجرفها بعواطف أول مرة تشعرها ....هناك شيء تغير شعرت بهذا لأنها وجدته فجأة ابتعد ونظر لها بذهول وقال:-
-    "دانا أنتي حقا كنتى عذراء"
نظرت له دانا لا تصدق ما يقوله وشعرت كأنه فجأة  يرشها بالماء البارد أهو حقا كان يريد فقط أن يثبت لنفسه و لها أنها مجرد فتاة حقيرة تستسلم لأي رجل؟؟.... ولم يفعل ذلك لأنه أرادها ورغب بها فعليا ؟؟.... أمسكت دانا بالغطاء وأخفت جسدها عنه بخجل وشعرت في هذه اللحظة كم هي رخيصة وغبية ...أما هو فنهض بعيداً عنها  ولم يكمل ما بدأه  معها بل نهض وارتدى بنطاله وجلس على طرف الفراش وهو يعطيها ظهره ولم يقل أي كلمة سمعته يتنهد بغضب... ورأته يرجع شعره للوراء بعصبية وفى النهاية قال  :-
"لماذا  لم تجعليني أتوقف لقد تمهلت أكثر من مرة كي أعطيك الفرصة للتراجع "
كان غاضب هل يجرؤ على الغضب الآن؟؟... نزلت دموعها وشعرت بالذل فهو حتى لم يكمل ما بدأه معها وكأنه كره أن يكون هو أول  شخص في حياتها.. وكان فقط يعطى لنفسه المبرر بأنها ساقطة ...لذا لن يكون هناك مشكلة أن يكون هو واحدا من كثيرين... فلا توجد مشكلة ولا هناك أذى سيحدث... فقالت بضعف وهى ما زالت تنظر لظهره الذي أعطاه لها وكأنه لا يستطع النظر لوجهها بعد ما حدث معه:-
-   "وهل أنت نادم الآن؟؟... ألهذا الحد كنت تعتقدني عاهرة؟؟... لقد اعتقدت أنك حقا رغبت بى... وأنك عندما تتأكد من صدق كلامي  ستكون سعيد لأنك أول رجل بحياتي"
نهض بيت من الفراش وأخذ يتجول بالغرفة ذهابا وإياباً... بينما هي اتخذت الفرصة لترتدي فستانها وتعدل من هندامها فقال بعصبية شديدة:-
"لقد جعلتني حقا أعجز عن الكلام... فأنا لا أدرى ماذا أفعل الآن هل أعتذر ؟؟.... وبما سيفيد الاعتذار بعد أن أفقدتك عذريتك ... أنا حقاً أشعر الآن أنني حقير ونذل"
كانت الدموع تتسابق للنزول من عيناها وهى تقول بانهيار:-
-    "أيها الوغد هل هذا ما لديك لتقوله لفتاة سلمت لك نفسها للتو "
اقترب منها بيت عندما وجدها تبكى فكانت علامات الندم والذنب مرتسمة ومحفورة على ملامحه لكنها عندما وجدته يقترب منها ضربته على صدره وقالت بغضب :-
"لا تقترب منى ابتعد عنى لا تلمسني"
لكنه لم يستمع لها بل جذبها بين ذراعيه ليهدئها فظلت هي تضرب بصدره بغضب وهى تصرخ به قائلة :-
"هل كنت لتشعر بالراحة لو كنت الآن غير بريئة وهل كنت لتتركني بعدها قائلا وداعا مثلما فعلت بعد انتهاء المهمة ولا أريد أن أراكي مجددا أهذا ما كنت تنوى فعله؟؟... وهل كنت لتخبر بريدجيت بما فعلته أم كنت ستكمل علاقتك بها وكأن شيئا لم يكن؟!... "
سمعته يتنهد في شعرها وهو يقول بلطف :-
"اهدئي يا دانا أنها غلطتي بالكامل وأنا على كامل الاستعداد لتحمل المسؤولية كاملة وسوف أفعل ما تطلبينه منى دون نقاش"
نظرت أليه دانا رافعة وجهها أليه بذهول وقالت بغضب :-
"أتعتقد أنها مهمة تسند إليك أيها القائد لتتحمل المسؤولية؟!... وإلى أي مدى ستتحمل المسؤولية؟؟!!... أأنت مستعد للزواج بى لتصلح غلطتك؟"
نظر أليها بيت وملامحه معذبة وقال دون تفكير:-
-    "أن كان هذا ما تريدينه دعينا نتزوج"
هذا الرجل مجنون مستحيل أن يكون جدي فنظرت إليه قائلة:-
" وأنا أرفض أن أتزوج بك "
كيف لها أن تقول له نعم وهو يعرض عليها زواج عبارة عن ندم دون أن يكون يحبها فحتى لو كانت تعشقه ولا تتخيل حياتها من دونه مستحيل أن تقبل به بتلك الطريقة فقال لها مبتعدا عنها مجددا وبدأ يرتدى القميص:-      -   "كلانا بحاجة للتفكير بعد ما حدث فلا يمكننا التسرع في أخذ القرارات وسأعيد كلامي مجددا أنا سوف أتحمل مسؤولية ما حدث"
كانت دانا تحاول تعديل مظهرها فقالت وهى تعدل شعرها بغضب:-
"أنا أكرهك بيت ويليامز حقا أكرهك"
و في هذه اللحظة تم فتح الباب ووجدت دانا رجلي أمن وروجر و بريدجيت التي قالت ما أن رأت بيت:-
-    "بيت أأنت بخير؟؟..."
قال بهدوء:-
"أجل أنا بخير كيف عرفتى مكاني؟؟..."
وهنا قال روجر:-
"لقد قلقت عليك وطلبت من رجال الأمن البحث عنك عندما لم تجد لك أثراً  باليخت وبالصدفة وجدتها وهى تبحث فأخبرتها أن هذا أخر مكان رأيتك به لذا ها نحن وجدناك ويبدو أن قفل الباب قد تلف"
نظرت بريدجيت لدانا بشك وقالت بدهشة:-
"هل كنت كل هذا الوقت مع دانا ويلسون؟"
نظر لها بيت وقال بهدوء:-
"نعم فلنذهب من هنا يا بريدجيت"
وسبقها في الخروج من الغرفة فنظرت دانا خلفه وهى مقهورة فنظر لها روجر بعد أن ذهب بيت فوجد وجهها شاحب للغاية فقال :-
"هل أنتي بخير؟؟...تبدين شاحبة للغاية وخائرة القوى"
فقالت باقتضاب:-
"أنا بخير"
ثم تركته وصعدت لأعلى اليخت دون حتى أن تلقى التحية

****************

الجريئة والحب (لعنة الزمن )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن