الفصل الخامس عشر

444 14 0
                                    

-* الفصل الخامس عشر*-

"ما بكي يا دانا ؟؟...منذ بضعة أيام وأنتي حزينة ...وكأنك فقدت روحك"
قال بول هذه الكلمات لدانا وهي تجلس في الساحة الخارجية لمبني الأبحاث فنظرت له دانا وحاولت أن تبتسم فلقد مر ثلاثة أسابيع لهم هنا وفكرت بسخرية أن المكان أشبه لسجن فهم محبوسون بعيداً عن الحياة الخارجية وبعيداً عن التطور وهي تفتقد للحياة العائلية التي قضتها مع ناعومي و سايمون ...لكن الذي تفتقده جدياً ويكاد غيابه يعصف بروحها هو بيت فمنذ أول يوم وصلوا فيه لم تعد تراه لقد أخذوه وفصلوه عنهم وكما قالت بريدجيت أنه يقيم مع المهندسين والعلماء ويقوموا بدراسة واسعة للعمل بالجهاز الجديد فأصبحت الحياة لا تطاق ..لقد تحولوا بمعني الكلمة لفئران للتجارب وكل بضعة أيام يأخذوهم ويقوموا بتجربة أشعة غريبة عليهم وتأثيرها عليهم وقاموا بعمل تحاليل كاملة لهم وكأنهم مرضي بغرفة عمليات والآن لسوء حظها وقعت تحت رحمه بريدجيت فهي من تقودهم الآن وعادوا للحياة العسكرية استيقاظ مبكر.. تدريبات صباحية ...أكل بمواعيد وأن تأخرت لا طعام لك فتنهدت وقالت لبول :-
-   "أن حياة العسكرية لا تلائمنى ولقد فقدنا الآن كل الوزن الزائد الذي اكتسبناه في القصر مع الراحة والرفاهية   "
ابتسم بول وقال :-
"أنتي محقه أنا نفسي غير متحمس لوجودنا هنا  والقائد أختفي ولا نعرف عنه شيئاً وكلنا سألنا عن أي شيء لا يجيبنا أحد "
وجدوا بريدجيت تقترب منهم قائلة بصرامة :-
"ماذا تفعلون هنا ؟؟...تعالوا معي فهناك فريق علمي بانتظارنا ...يبدو أنهم سيقومون بفحصنا مرة أخري "
فقالت دانا باحتقان :-
"مجدداً اللعنة...لقد قاموا بفحصنا ولتعريضنا لأشعة مختلفة كل هذا الوقت ...ماذا يريدون بعد ؟؟..."
قالت بريدجيت لها بطريقة سخيفة :-
"لا تتذمري ونفذي الأوامر "
فنهضت هي وبول وهي تشعر بالاستياء وانضم أليهم وليم وشهقت دانا عندما وجدت دافيد يدخل أيضاً إلي القاعة هل تركوه أخيراً لقد توقعت أن سيد بورتن نسي أمره لقد كان شاحب بشدة وفقد كثيراً من وزنة ووجدت سيد بورتن معه أيضاً الذي ما أن رآهم قال :-
"كيف حالكم الآن ؟؟..."
قالت بريدجيت رداً عليه :-
"في خير حال يا سيدي ...شكراً لك لأنك وفيت بوعدك وأحضرت دافيد من السجن "
نظرت دانا لدافيد باحتقار فهو شخص دموي منذ بداية رحلتهم كان يضطهدها  وقام بقتل ناس أبرياء هنا فقالت له بسخرية :-
"طبعاً لست بحاجة للسؤال عن حالك ...فكل شيء واضح علي وجهك وبشدة"
نظر لها دافيد بغضب وقال :-
"و أنتي سمعت أنكي كنتى تعيشين في رفاهية ...أعدك أن أريك بعضاً من الحياة القاسية التي عشتها في السجن وفي المصحة  "
نظرت له بحنق أنه مازال وغد كما هو فقال له وليم :-
"ماذا عن براد هل تعرف ما هي حالته ؟؟..."
رد عليه سيد بورتن قائلاً –
"للأسف لقد توفي زميلكم بالأمس فإصاباته كانت خطيرة ولم يحتملها جسده " 
شعر الجميع بالأسى عليه وقال بول لدافيد غاضباً :-
-   "هل كان عليكم فعل ما فعلتموه لماذا تسرعتم ؟؟..لو فقط انتظرتم قليلاً كنا أخرجناكم   " 
قال دافيد له بغضب شديد :-
"لو كنت رأيت ما رأيناه هناك وتعذبت مثلنا لم تكن لتقول هذا ...فأنتم نسيتمونا وعشتم حياتكم برفاهية وكان علينا محاوله إنقاذ أنفسنا "
وهنا أوقفهم سيد بورتن قائلاً :-
"لا داعي لهذا الكلام  دعونا نبدأ بالفحص الآن "
فقالت له دانا بحنق :-
"أنا لا أفهم ما الداعي لهذه الأشعة التي نتعرض لها  فهذا لم يحدث أثناء رحلتنا الأولي "
فقال سيد بورتن :-
-   "لقد قمنا بتعديلات لنوع الأشعة لتكون أفضل فلا تنسي أن أحد زملائكم قد مات في الانطلاقة الأولي" 
فقال وليم بأسي :-
"أنت محق فأدم ذلك المسكين لقد تمزق جسده تماماً "
"هذا صحيح لذا نحن نقوم بتفادي هذا الخطأ حالياً "
لم يكن سيد بورتن قائل هذه العبارة لذا التفت الجميع فوجدوا بيت يدخل القاعة فنظرت له دانا بشوق شديد وهو نظر لهم مبتسماً وقال :-
"كيف حالكم جميعاً ؟؟..."
فقال وليم بترحاب :-
"نفتقدك بشدة أيها القائد "
فربت بيت علي كتفه وابتسم لبريدجيت ابتسامه خاصة لم تفت عن دانا مما جرحها بشدة وسمعت بريدجيت تقول له :-
"لقد فقدت كثير من الوزن يا بيت ألم تكن تأكل جيداً ؟؟..."
"لا تقلقي أنا بخير "
شعرت دانا بصعوبة في التنفس ورغماً عنها شعرت أن عيناها تحترقان فلقد تجاهلها وكان الاهتمام علي وجهه وهو يتحدث مع بريدجيت ...لقد قضي الأمر أنه يحبها ولا يهتم بها هي أن قلبها يؤلمها سمعته يقول لدافيد بقسوة :-
"أتعرف أنني وددت قتلك عندما عرفت بما حدث ...لكن يجب أن أتحلي بالصبر حتى نعود "
فقال دافيد بانكسار :-
"لقد اضطررنا لهذا يا سيدي القائد فلقد عذبونا كثيراً ولم نعد نستطيع الاحتمال "
قال بيت بتهديد :-
"لقد خالفتم أوامري وكانت النتيجة موت اثنان من رفاقك  لن نتحدث الآن لكن سيكون لدينا حديث جدي فيما بعد "
ثم نظر لسيد بورتن وقال له :-
"هيا فلنبدأ الاختبار... "
أرادت دانا قول أي كلمه لاذعة لبيت لأنه تجاهلها لكنها وجدت نفسها في النهاية لا تقوي علي قول شيء فهي مجروحة كثيراً الآن وليس لديها طاقة علي الكلام فقال سيد بورتن :-
"ستنامون داخل هذا الجهاز لمدة ربع ساعة هيا أبدأ يا دافيد "
ودخل دافيد إلي الجهاز فاستوقفه سيد بورتن قائلاً :-
"بملابسك الداخلية فقط "
فخلع دافيد ملابسة تنفيذاً للأمر أما دانا فقد شهقت هل عليهم حقاً خلع ملابسهم فنظر لها بيت ولأول مرة منذ دخل فقالت بخجل :-
"ماذا تقصد بخلع ملابسنا ؟؟..."
فقال سيد بورتن :-
"كما قلت بملابسكم الداخلية "
فنظر لها دافيد بسخرية وهو يخلع ملابسه وقال :-
"لا تتصنعي الخجل ...ثم لقد رأيتك عارية بالفعل من قبل  "
نظرت له دانا بغضب وقال بول بذهول :-
"ما الذي تقوله أيها الوغد ؟؟..."
فاقتربت منه دانا وصفعته علي وجهه وهي تقول بانفعال :-
"حيوان وقذر "
فقال بيت لهم بغضب :-
"كفي ..هل ستتشاجرون أمامنا ؟؟..."
ثم نظر لدافيد وقال له بغضب :-
"وأنت كيف أسقطت الاحترام وتهين زميلتك أمامنا  ...أعتذر منها الآن "
ثم نظر أليها وأكمل غاضباً :-
"وأنتي كيف تصفعينه بهذه الطريقة دون أحترام عليكي أيضاً الاعتذار"
نظرت له دانا وهي ستجن كيف له أن يعاملها بهذا البرود وكأن لم يكن شيئاً بينهم ثم هو يعرف جيداً عم يتحدث دافيد وبالرغم من هذا يريدها الاعتذار له فأكمل للجميع بقسوة :-
"يبدو أن الحياة المرفهة التي عشتم بها في الفترة السابقة جعلتكم تنسون حياة العسكرية "
أرادت دانا الصراخ بوجهه قائلة أن لا شأن لها بحياة العسكرية عندما قال دافيد ناظراً لها بحنق :-
"أنا أسف لم أقصد قول هذا فلقد كنت أمزح معك فقط "
ونظر لها معتقداً أنها ستعتذر منه بالمقابل... فقالت وهي تضغط علي أسنانها :-
"أنا لم أخطئ بحقه كي أعتذر له "
فرد بيت عليها قائلاً :-
"ومن قال لكي بأن تعتذري له الاعتذار لي ولسيد بورتن لأنك قليتي من احترامنا هل اعتقدت أننا لن نعيد لك حقك من زميلك ؟؟... "
نظرت له بعتاب بسبب معاملته لها بهذا الشكل وقالت بحنق :-
"لكنه ليس زميلي وأنا لست منكم"
ثم نظرت لسيد بورتن قائلة :-
"أنا أسفه يا سيد بورتن "
ثم أشاحت بوجهها وهي تبلع غصة مريرة بحلقها هي لن تعتذر له ...لن تفعل أبداً فعليه هو أن يعتذر لتلاعبه بمشاعرها وهو يحب امرأة أخري ...أنه قاسي جداً حقاً قاسي وجدت بول يربت علي كتفها عندما رآها تنظر أرضاً بانكسار فرفعت وجهها له ونظرت قائلة وهي تبلع ريقها بصعوبة :-
"أنا بخير لا تقلق "
ثم نظرت لبيت فوجدته ينظر لها باهتمام وللحظة قصيرة رأت بعض القلق علي ملامحه وعندما وجدها تنظر له أشاح بوجهه بعيداً فأرادت أن تسأل نفسها وتفهم لماذا لم تعد لديها القدرة علي مجادلته ومواجهته ؟؟...لماذا لا تظهر له أنها شجاعة غير مبالية ككل مرة فرفعت رأسها ونظرت لبول الذي أنهي هو الأخر تعرضه للأشعة وسمعت سيد بورتن يقول لها أنه دورها فشعرت بخجل كبير أن الأمر سهل بالنسبة للرجال لكن الأمر مختلف لها كيف تخلع ملابسها وهم يشاهدون فتوترت وقالت :-
"أنا لا يمكنني التعري أمام الجميع لماذا لا أدخل بملابسي "
"كلا لا يمكنك "
قالها سيد بورتن بلا جدال فنظر بيت لها وقد كانت متوترة وهي تفك أزرار قميصها القطني بصعوبة فقال بيت للجميع :-
"أعطوا ظهوركم لدانا حتى لا تخجل منكم "
فنظرت له مندهشة مما فعله ونظرت له بتوتر وهو ينظر لها نظرة مشجعه وهو يدير ظهره لها هو الأخر بينما بريدجيت نظرت لها بحنق فخلعت ملابسها وأدارت بريدجيت المقبض للجهاز وهي تنظر لها بغضب وعندما انتهت وارتدت ملابسها وعاد الجميع للاستدارة وأخذ سيد بورتن التقارير الصادرة من الجهاز وانسحب وبيت خلفه لكم بريدجيت استوقفت بيت قائلة :-
"ما هي أخبار الجهاز ؟؟...هل يسير كل شيء بلا مشاكل ؟؟..."
ابتسم قائلاً :-
"الأمور أكثر من رائعة  لقد أوشكنا علي الانتهاء من النموذج الأولي  أن التطور مفيد جداً فلقد استبدلنا أشياء كانت عقيمة بأجزاء أخري  متقدمة كانت في الماضي تأخذ وقتاً ومجهود  لا تقلقي أنها مسألة وقت قبل أن ننتهي "
ابتسم وليم عندما سمع هذا وقال :-
"هذا رائع أيها القائد أنا لا أطيق الأنتظار للعودة لحياتي السابقة "
أما بول فقال:-
-   "جميعنا كذلك يا وليم ..لقد كانت رحلة طويلة بالفعل قامت باستنفاذنا جميعاً "
فقال دافيد بسخرية :-
"أنت لم ترى شيئاً فأنا وجيري وبراد رحمهم الله من رأينا الجانب الأسود لهذه الرحلة "
كان حقد دافيد يظهر من كلماته فقال له بيت :-
"كل شخص يتلقي ما يستحقه لذا عليك مراجعة نفسك يا دافيد لتري لما استحققت ذلك "
نظر دافيد للقائد بغضب وقال بحنق :-
"نعم سوف أفعل ذلك سيدي القائد "
كادت دانا تضحك علي رد فعل دافيد الذي يكاد يموت من الغضب ...يبدو أن بيت غاضب منه كثيراً بسبب القتل الذي قام به وتسبب بقتل براد وجيري فنظر لها دافيد وقال غاضباً :-
"لماذا تضحكين أيتها الغبية ؟؟...."
فنظرت له قائلة وهي تستفزه:-
"أنا فقط سعيدة كونك تنال ما تستحقه "
فقال لها وهو يضغط علي أسنانه من الغضب :-
"أعدك أن تنالي ما تستحقينه أنتي الأخرى عندما نعود ...فسوف أكون سعيد وأنا أراهم يضعوك خلف القضبان أيتها الجاسوسة  "
نظرت له دانا بحنق وفكرت أنها عندما تعود فعلاً سوف يعمل دافيد جاهداً لكي يمسكوا بها فقال بول للقائد قبل أن يذهب :-
"أريد أن أتحدث أليك بشأن دانا يا سيدي القائد"
فقال بيت بتساؤل :-
"ماذا عن دانا ؟؟..."
فقال بول وكانت دانا تنظر له مندهشة :-
"هل ستسلم دانا للسلطات عندما نعود ؟؟..."
دق قلب دانا بسرعة وشعرت بالانقباض والفضول عما يريد بيت أن يفعل معها عند العودة فنظر بيت لها ثم نظر لبول وقال له بهدوء :-
"أتريدني ألا أفعل"
وهنا قالت بريدجيت :-
"كل مجرم عليه دفع ثمن جرائمه حتى لو كانت جرائم بسيطة "
فقال وليم للقائد بهدوء :-
"لكن يا سيدي عملية نقلنا بالجهاز لم تكن رسمية لذا ألا تعتقد أن بإمكانهم التخلص منها لإسكاتها " 
فقال دافيد بشماتة :-
"ولماذا يتخلصوا منها ...عليهم فقط سجنها لمعاقبتها "
طبعاً دافيد لم يعرف التفاصيل كما يعرفوها هم فقال بول بغضب لدافيد :-
"أصمت يا دافيد أنت فقط تكره دانا ولن تفكر بموضوعية  بينما الأمر أخطر من هذا ويجب أن نحمي دانا"
فقال بيت بهدوء :-
"أتعتقد أن بإخفائنا الأمر أننا هكذا نحميها ...ألا تعتقد أن عليها دفع ثمن جريمتها ؟؟... "
نظرت له دانا وهي لا تصدق أذن بيت يريد تسليمها عند العودة  لقد حُسم الأمر وأمرها سينتهي تماماً لأنها لن يمكنها الدفاع عن نفسها سيمنعونها من ذلك وسينتهي أمرها شعرت بألم شديد مجدداً موضع قلبها ولم تتدخل بكلامهم فقال وليم للقائد :-
"أنت محق في العادة ...لكن والأمر كذلك أنت تعرف جيداً أنهم سيحاولوا التخلص من دانا لطمس الأمر وتسليمنا دانا للسلطات بمثابة حكم الإعدام عليها وطبعاًُ  سايمون عندما يعرف لن يصمت وسيفتعل المشاكل وهذا بالتالي سيعطيهم الفرصة لأدانته مجدداً وهنا سيبقي الحال علي ما هو عليه  ولن يتغير شيء بل سنكون ساعدناهم بجريمتهم  "
صمت بيت قليلاً وكأنه يفكر ثم قال باهتمام :-
"هذا الأمر معقد لكن حتى لو عدنا أمر انتحالها لشخصية سايمون سيتم كشفة سريعاً لآن لن يوافق الجميع بالتستر عليها  لذا سيتم اتهامنا بالتواطؤ معها  "
وهنا قالت دانا بغضب :-
"لماذا نلف وندور حول موضوع مغلق  قول مباشرةً أنك ستسلمني "
قال بيت لها بقسوة :-
"هذا موضوع لا يمكنك التدخل به  لأنك لستي بريئة "
نظرت له بغضب وودت لو تصفعه علي وجهه القاسي فقالت بريدجيت :-
"أذن اتفقنا علي عدم التستر عليها ألم تقولي منذ البداية أن بإمكانك أثبات براءتك دعينا نري ذلك  "
فقالت لها دانا بتحدي :-
"أنا لن أصمت وأمرر الأمر لهم ...."
حسناً هي تعرف الآن أن لم يعد هناك مستقبل لها لكن ...ماذا أن تورطت عائلتها مجدداً بالأمر ؟؟...شعرت برغبة بالبكاء فقال بيت بهدوء :-
"هذا الموضوع خطير ويحتاج لوقت وتروي لنبت به لذا أذهبوا الآن وسنتحدث لاحقاً "
فقالت له بريدجيت :-
"هل ستعود لمركز الأبحاث مجدداً ؟؟..."
"نعم "
"ومتى سنراك المرة القادمة ؟.."
"قريباً و الآن أذهبوا "
قالها بإرهاق وعندما خرج الجميع من القاعة الكبيرة تسمرت دانا بمكانها وكأنها لا تقوي علي الابتعاد فقال لها :-
"ماذا تنتظرين ؟؟...هل هناك ما تودين قوله لي ؟؟..."
نظرت له ولم تجد ما تقوله فماذا ستقول له ؟؟.. هل تسأله لماذا يتصرف معها هكذا بينما في وقت ما بعيد كان يعانقها بشوق ..أم تقول أنها خائبة الأمل به لأنه لم يهتم بالدفاع عنها وهو يعرف ما سيحدث لها ولعائلتها..لكن الجدال معه لن يفيد لقد اقتربت النهاية فقالت له بضعف :-
"لم يعد هناك ما أقوله ...لقد انتهي كل الكلام "
نظر لها وقال بهدوء :-
"هل توقعتى أنني سأمر الجميع بالتستر عليك ...أم أدافع عنك "
نظرت له مصدومة أنه يقولها بهدوء فقالت :-
"لا أيها القائد أنا لا أنتظر شيء منك فكل شيء أنتهي جدياً وربما المرة القادمة التي ستراني بها ستكون حقاً الوداع الأخير "
فكرت بسخرية أنها ستكون الضحية لهذه العملية فنظر لها بيت وقال بدهشة :-
"الوداع الأخير ماذا تقصدين ؟؟..."
ضحكت بسخرية وقالت بصوت مخنوق :-
"ربما كان من الأفضل لي الموت مكان تلك اللصة علي الأقل كنت سأتأكد وقتها أنكم ستتسترون علي ما فعلته وبموتي أكون حميت عائلتي من الفضيحة "
قال بيت بسخرية :-
"لو كنتى حقاً تأبهين لحماية عائلتك ...كان عليكي التفكير مرتين قبل خوض هذه المغامرة الخطيرة للأسف لقد فات أوان الندم "
شعرت بالغضب منه فقالت :-
"ربما أذن كان يجب أن أبقي مع عائلتي بهذا العصر ومع روجر فالنهاية واحدة أيها القائد أليس كذلك ؟؟...."
ظهر الغضب علي وجهه وقال :-
"ومن كان سيسمح لكي ؟؟..."
"أنت ليس لديك سلطه بهذا العصر لذا لو كنت قررت البقاء لم تكن لتستطيع فعل شيئاً "
كان الغضب يملا ملامحه وبالرغم من هذا قال بسخرية :-
"هيا أظهري نواياك الحقيقية "
اللعنة علي هذا الرجل أنه يحاول أدانتها فقط لا غير فقالت بحنق :-
"فكر كما تشاء لقد سئمت تبرير نفسي "
أمسك بيت بذراعها بقسوة وقال :-
"و أنا أيضاً مللت منك ومن تمسكك بكلام لا تعنينه  لذا سأجعلهم يراقبوك في الفترة القادمة  لأني لن أسمح لكي بالتواصل مع أحد أو الهرب"
ثم ترك ذراعها بقسوة  أكبر وكأنه يكره ملامستها وابتعد بخطوات واسعة تاركاً إياها تستشيط غضباً اللعنة ....لماذا يتصرف هكذا هل صدق الكلام الفارغ لروجر حقاً ولهذا هو قاسي معها ...لم تعد تعرف .

الجريئة والحب (لعنة الزمن )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن