الفصل العشرون

439 12 0
                                    

*الفصل العشرون*

"أأنتي متأكدة أنكى بخير؟؟..."
قال لها روبرت هذا الكلام في اليوم التالي بعد أن غادر المركب مبكرا جدا في الصباح ولحسن حظها لم تمكث بالحفل سوى نصف ساعة قبل أن تصل لمرساها في الميناء وفى هذا الوقت بحثت عن روبرت وتهربت من روجر بعد محاولاته أن يتحدث معها ولم ترى بيت بعدها وهى لم تكن تريد البحث عنه فظل روبرت يسألها عن حالها ...فقالت له باقتضاب أن سيد جيفرسون كشفها وكاد أن يطردها من اليخت وهددها بعدم النشر إما روبرت كان قلق من رد فعل رئيس التحرير لكنها كانت أبعد ما يكون عن ذلك وعندما وصلت لمنزلها قال لها نفس الكلمة وهو يسألها أن كانت بخير فقالت له باقتضاب :-
"سوف أكون بخير أخبر رئيس التحرير ما حدث وقل له أنني تعبة وأنني أصبت بالمرض ولن أتى اليوم"
فقال روبرت بقلق :-
"لا تختبري صبر رئيس التحرير فهو ما زال لم يغفر لكي غيابك السابق"
فقالت بغضب:-
"فليفعل ما يريد أنا ذاهبة"
وصعدت إلى المنزل ولحسن حظها أمها لم تكن موجودة لذا اتجهت مباشرة إلى غرفتها وهناك خلعت ملابسها وألقت نفسها بين أحضان المياه الدافئة وأخذت تبكى بحرقة ذلك الحيوان... كيف له أن يذلها هكذا؟؟.. وكيف استسلمت له بعد أن سمعت هذا الكلام الفظيع؟؟... منه هل أرادت فقط أن تثبت له أنها بريئة أم أنها حقا أرادت أن يكون هو أول رجل في حياتها لقد حافظت على نفسها طوال هذه السنوات هباء... فقدت عذريتها على يد شخص لا يحبها أنها تشعر بالموت... ولا يمكنها أن تصدق وما يؤلمها أكثر أنه قال انه سيتحمل المسؤولية وأنه مستعد للزواج بها ألهذا الحد رخصت نفسها معه ...ولهذا الحد يعتبرها مجرد طفلة ليتحمل مسؤوليتها ؟؟... لقد جرحها جرحا لن يندمل أبداً... لقد كرهت كل العلاقات الحسية ولا تريد أن تجربها ثانية أبداً... أنها فقط مؤلمة وجارحة ولن تسلم قلبها لأي شخص أبداً ولن تثق بأي رجل أبدا.

ً ********************

"أقول لكي الآن ألن تقليني إلى العمل اليوم؟؟.. لقد قلتي أنكى مريضة وتحبسين نفسك طوال يومين بغرفتك وناديا تتأخر دوما على عملها لأنها تمر علّي أولاً وتقود السيارة بدلاً مني "
خرجت دانا من غرفتها وقالت له غاضبة :-
"يمكنك فقط أن تستقل تاكسي لماذا فقط تريد أن تتعب الأخريين؟؟... "
نظر إليها سايمون وقال بحدة:-
"عليكي التكفير عن خطأك بحقي  ثم ألم نتفق علي هذا..؟؟ أنتي تعرفين أنني لا أحب انتظار التاكسي وأكره ركوبه لذا كفى عن المجادلة وارتدى ملابسك حتى لا أتأخر"
تنهدت دانا وقالت بحنق:-
"حسنا سأفعل ...لكن  دعني وشأني"
دخلت غرفتها وارتدت أي شيء علي عجلة  ونزلت معه وركبت  السيارة وأخذت تقود دون أن تقول أي كلمة ..فهي منذ يومان وهى على هذا الحال لم ترغب في الذهاب للعمل.. رغم اتصالات روبرت المتكررة ورغم انه قال أن المدير سيطردها.. لكن كل هذا لم بهمها بعد الآن إنها فقط ترثى لنفسها وقالت لأمها أنها فقط  مريضة ورفضت أن تحضر لها الطبيب بينما سايمون سخر منها وقال لها :-
"تبدين كشخص مريض بالحب هل هجرك أحدهم؟"
في الواقع كلامه قريب جدا مما حدث فهي منذ ما حدث لم تسمع شيئا من بيت لو كان فعلا مهتم بها كان ليحاول على الأقل الحصول على رقم هاتفها من سايمون وأرادت حقا سؤال سايمون عليه لكنها قاومت نفسها وقد قررت نسيانه لذا لن تسأل عنه بعد اليوم وعندما وصلت للمركز قال سايمون:- -   -   "شكرا رغم أنني أعرف أنكى أتيتي مرغمة ..لكن حاولي بجدية الخروج من هذه الحالة ..فقلد أصبحتي مزعجة جدا وأكره أن أراكي هكذا"
أومأت برأسها فنزل من السيارة وهو يبتسم لها لكن قبل أن تدير المحرك سمعته يقول بترحاب:-
"كيف حالك أيها القائد؟؟.."
فرفعت دانا رأسها وخفق قلبها بقوة ..عندما وجدت بيت يركب سيارته فحاولت التحرك بسرعة.. فهي لا تريد رؤيته لكنها فوجئت به هبط من سيارته بسرعة واقترب منها واقفا أمام سيارتها ..وقال لها متجاهلا سايمون :-
"دانا جيد أنني رأيتك دعينا نتحدث"
قالت دون أن تترجل من السيارة:-
"لا يوجد ما نتحدث بشأنه"
وبدأت ترجع بالسيارة للوراء فوقف سايمون شاردا ومندهشا لما حدث بينهما.. بينما  قفز بيت برشاقة عبر النافذة  وفى لحظة واحدة أصبح داخل السيارة وأصبح بجانبها فنظرت له بغضب وشعرت بألم شديد وقرصه مؤلمه  بقلبها عندما تذكرت كل ما يشعره نحوها هل يشفق عليها الآن؟؟.. يجب أن تبدو قوية أمامه فقال لها :-
"هل تهربين منى الآن؟؟..."
فنظرت أمامها وهى تبلع غصة مريرة وقالت:-
"نعم ...من فضلك انزل من السيارة الآن فأنا متعبة وأريد الذهاب لعملي"
قال مقاطعا إياها بجدية :-
-    "كلا ما سأقوله أهم من العمل وأهم من أي شيء"
ابتسمت بحزن وحاولت أن تكون ساخرة وقالت :-
"لا تعطى لنفسك أهمية لا تستحقها ...ولا تقلق بشانئ أنا فتاة ناضجة ولست بقاصر كي تلوم نفسك بما حدث فأنت لم تجبرني على شيء"
كان هذا الكلام يؤلمها كثيرا لكن كان عليها وضع النقاط على الحروف فقال لها بهدوء:-
"أنا أعرف هذا جيدا وللأسف اكتشفت هذا متأخراً بعض الشيء " نظرت له دانا بدهشة يبدو أنها قالت كلامها دون فائدة.. لذا يبدو انه كف عن لوم نفسه.. هل أتى الآن يخبرها برغبته أن ينهى الأمر تماما؟؟... فأكمل:-
"لقد كنتى دوما تستسلمين للمساتي  وتتجاوبين معي دون قيد أو شرط و أخر شيء مر ببالي حقاً هو أن تكون فعلا  وقعتي بحبي "
لسعت الدموع عيناها هل يكتشف  الآن فقط أنها تحبه لم تستطع قول شيء وحاولت منع نفسها من البكاء ..فابتسمت رغما عنها قائلة بسخرية:-
"يا لا ذكائك يبدو أنك أجهدت نفسك حقا في التفكير"
لم يهتم بما قالته بل قال بجدية:-
"لقد قسوت عليكى كثيرا اعترف بهذا ولم أهتم بكى كما ينبغي لكن ماذا تتوقعين من رجلاً عسكرياً يتعامل مع مجرمة"
ذلك الوغد انه يحور الموضوع ..فالأمر بينها وبينه لم يعد بهذا المنظور وهى لم تنظر أليه لحظة واحدة كسجانها بل وقعت بحبه دون قيود منذ بداية المهمة فقالت بغضب هذه المرة بعد أن نظرت إلى وجهه بثبات:-
"نعم كنت تراني مجرمة و عاهرة و أردت فقط استغلال الظروف فأنت أسوأ قائد عرفته بحياتي "
فرد معترفا بذلك :-
"أنتي محقة فما كنت أفعله معك غير شريف لكن أنتي حقا كنتى..."
قاطعته قائلة بغضب:-
"أثير أعصابك أليس كذلك ؟ لقد كرهت هذه الكلمة ولا أريد أن اسمعها مجددا"
قال بدهشة :-
"نعم أنتي تثيرين أعصابي.. لكن أنتي تتحدثين كأنني قلتها لكي قبلاً وأنا متأكد أنني لم أفعل ..."
قاطعته قائلة :-
"لست منجمة أو قارئة أفكار أيها القائد... فلقد سمعتها منك أنت  بالذات "
قال لها بدهشة :-
"سمعتها منى؟؟... كيف ذلك! أنا لا أفهم  ..."
فقالت بحنق وغضب :-
"أتذكر عندما سمعت ما ينوى سيد بورتن فعله بنا ..لقد حاولت لقائك وعندما فشلت تسلقت الحمام مجددا ..وواجهنى مشهد مثير لك ولفريق المهندسين العاملين على الجهاز وقد تناقشتم نقاش أشد إثارة عن النساء ومغامراتك معهم "
اتسعت عينا بيت من الدهشة والذهول وقال ببطء:-
"أكنت تتلصصين علينا ونحن نستحم؟؟..."
هل سيترك الكلام الهام ويتمسك بالهراء فشعرت دانا ببعض الحرج.. لم يكن يجب عليها إخباره أنها كانت تتلصص على مجموعة شباب عاريين فقالت بإحراج:-
"ولماذا تسميها تصنت أنا كنت أريد أن أتخذ الفرصة كي أتحدث معك وأخبرك بالذي حدث و..."
قاطعها قائلا بغضب:-
"مجموعة رجال عاريين يتحدثون عن مغامراتهم الحسية مع النساء لابد أنه كان مشهد مسلى لكي"
تنحنحت بعصبية وقالت:-
"لقد كان مشهد يثير القرف أتعتقد أنني مريضة نفسيا لاستمتع بشيء مقرف كهذا؟؟..."
فقال بجدية :-
"وما الذي سمعته بالضبط؟؟.. "
قالت بخجل :-
"كل شيء.. "
قالتها بسرعة وأدارت وجهها بعيدا عنه  بينما هو ظهر على وجهه تعبير غريب ثم قال:-
"لهذا عندما قلت أن هناك امرأة تثير أعصابي عرفتى أنها أنتي "
قالت بغضب:-
"نعم لقد توقعت أنها أنا.. ولم أكن أعرف أيها القائد أن لك كل هذه المغامرات الأنثوية  العديدة وكنت تقول عنى أنني أنا المجربة والخبيرة"
لم تدرى دانا و لا بيت أن طوال هذا الوقت داخل السيارة كان سايمون يقف ويشاهد ما يحدث داخل السيارة بدهشة.. فاقترب منه بول وقال له :-
"لماذا تقف بالخارج ولا تدخل"
فنظر لبول وقال له بدهشة:-
"أهناك أمر مميز حدث بيني وبين القائد بفترة التدريب؟؟..."
ابتسم له بول وقال بدهشة :-
"باستثناء أنك كنت تجادله دوما ويعاقبك لا شيء جديد لما السؤال ألا تتذكر أم ماذا؟؟.."
هز رأسه بقوة ثم قال :-
"اذكر لكن ما أراه الآن غريب"
ثم أضاف لنفسه بهمس:-
"يا ترى أعرف القائد بأمر دانا؟؟..."
فاقترب منه بول وقال :-
"ماذا تقول؟؟... "
أشار ه لسيارة دانا وقال:-
"القائد ركب مع دانا السيارة ويتحدثون الآن منذ أكثر من نصف ساعة وانفعالات دانا تبدو غاضبة وكأن القائد يتصالح معها أو شيئا من هذا القبيل فمتى أصبحت علاقتهم بهذا الشكل؟؟.."
نظر بول للسيارة وقال بحنق:-
"يبدو أن وليم كان على حق و دانا أختك أعجبت بالقائد لقد كانت تنظر له بإعجاب شديد عندما أتينا لزيارتك بالمشفي"
هز سايمون رأسه وقال بدهشة :-
"كلا الأمر اكبر من هذا هناك شيئا غامض"
أما في السيارة تنهد بيت بغضب وقال لها:-
"أنا لن استطيع التحدث معك بهذه الطريقة و لا في هذا المكان دعينا نتقابل في المساء لنكمل حوارنا "
ثم هبط من السيارة دون أن يقول متى ولا أين أيمزح؟؟.. هذا الرجل يريد أن يتحدث معها برغبته فقط ...ولا يهم ما تكون عليه رغبتها هي ..انه لم يقل شيء مفيد لقد كان كلامه غير واضح..و تحدث عن كونها كانت ترمى نفسها عليه وكونها تحبه وأن ما حدث بينهما لا يشعر  بالندم عليه لأنها  من ألقت بنفسها عليه.. ماذا يعنى هذا بحق الجحيم ؟؟..فهبطت من السيارة وهى غاضبة بجنون وقالت بغضب وصوت عالي:-
"اذهب إلى الجحيم أنا لا أريد رؤيتك مجددا"
التفت إليها بدهشة كونها تحدثت بهذا الصوت العالي ولذهولها وجدت كلا سايمون وبول يقفون جانبا وفى الجانب الأخر كانت بريدجيت تقف بذهول وهي تستمع لهذا الكلام... فاقترب سايمون من سيارتها وصاح بها غاضبا :-
"دانا هل جننتي ما الذي تفعلينه؟؟.."
أما بيت فاستدار حوله و رأى ما يحدث فظهر عليه بعض الإحراج وظهر عليه الغضب لكنه لم يرد عليها.. بل تابع طريقه للمبنى فنظرت دانا لسايمون وقالت له بغضب:-
"اذهب لعملك فأنت لا تعرف أي شيء.."
لكنه لم يهتم لكلامها وقال لها غاضبا :-
"ما الذي يحدث بينك وبين القائد يا دانا؟؟... "
"هذا ما أريد أن أعرفه أنا أيضا .."
تدخلت بريدجيت بهذا الكلام فنظرت لها دانا و أرادت أن ترد عليها بأسلوب فج لكنها منعت نفسها فهي لا تعرف شيئا عما حدث من قبل لذا قالت:-
-   " لا شيء وداعا"
وعادت لتركب سيارتها فقالت بريدجيت بعد فتخت باب السيارة وسحبت المفتاح من مكانه وقالت لها بطريقة مخيفة:-
"سنتحدث الآن "
فنظرت لها دانا بغضب وقالت لها :-
"ما الذي تفعلينه الآن "
فقالت بريدجيت وهى تغلق السيارة بالريموت الموجود بالمفتاح :-
"تعالى سنجلس في تلك المقهى هناك ونتحدث"
أما سايمون فنظر لدانا وقال لها وهو مندهش :-
"اذهبي معها يا دانا ولا تكوني عنيده أنها فقط تريد التحدث أليك" نظرت دانا لشقيقها ثم نظرت لبريدجيت بغضب وقالت:-
"فلنذهب"
وسبقتها على المقهى وهناك عندما جلس كلاهم وطلبت بريدجيت القهوة جلست دانا واضعة ساق فوق الأخرى منتظرة إياها أن تبدأ الكلام وقالت بريدجيت:-
"لقد عرفت أن الرحلة التي قمنا بها للمستقبل كانت حقيقية وليست أحلام كما أعتقدت لذا دعينا نتحدث بورق مكشوف "
نظرت لها دانا بذهول هل أخبرها بيت؟؟.. ذلك الوغد لقد ظل يقول لها ويكرر أن هذا الأمر لا يمكن أن يعرفه أحد وفى النهاية أخبر بريدجيت فقالت دانا بغضب لها :-
"أذن أتريدين مجددا التبليغ عن انتحالي لشخصية أخي ستكون مزحة طريفة أن كان هذا ما تفكرين به... أليس كذلك؟"
تنهدت بريدجيت وقالت :-
"لقد حذرتك أن تبتعدي عن بيت وبالرغم من هذا لم تستمعي لي أتعتقدين أنني سأقف جانبا وأشاهدك وأنتي تأخذينه منى "
قالت دانا والغضب ما زال يملأ صوتها:-
"لقد انتهى كل شيء بيني وبين بيت لذا بإمكانك الحصول عليه لكم هل بإمكانك التعايش مع فكرة انه قد نام معي متجاهلا إياك"
نظرت لها بريدجيت بغضب وقالت":-
-    "هل نام معك؟!.. لابد أن هذا كان في اليخت ؟؟..ولابد أنكى من أغويته أيتها الحقيرة"
-   "لو كان يحبك لما كان فعلها معي لكن ما العمل كل الرجال يفقدون أعصابهم مع فتاة جميلة ؟؟.."
لابد أن بيت سيفقد أعصابه عندما يعرف أنها أخبرت بريدجيت لكنها لن تهتم لشعوره بعد الآن أليست هي مهمة بالنسبة له لن تدعهم يهنئون براحة البال لذا هي الآن تحاول صنع شرخ في علاقتهم فقالت بريدجيت ببطء:-
"سوف أعتبرك مجرد نزوة في حياته أو مجرد دمية أراد أن يلعب بها لبعض الوقت ...أتعتقدين أنني سوف اذهب وأفتعل شجار معه بسبب هذا؟؟.. أنتي مخطئة فأنا امرأة عاقلة وسوف أفعل كل ما يلزم للحفاظ على رجلي"
نظرت لها دانا وشعرت بالجنون حقا هل هذا ما ستفعله؟.. وهل من العادي بالنسبة لها أنه اعترف لها بالحب هناك بالمستقبل والآن ينام مع امرأة أخرى؟؟.. أنها مجنونة... فقدت دانا هدوءها ونظرت لها ونهضت من مكانها قائلة :-
"لا يوجد ما يقال إذن استمتعي بحياتك مع رجل خائن فهذا الأمر أصبح يفوق الحد "
ثم أخذت مفاتيح سيارتها من الطاولة وتركت بريدجيت وابتعدت وهى على وشك الصراخ عاليا ..هذا جنون لا تستطيع احتماله لماذا كان عليها أن تعرف ذلك الوغد ؟؟...لماذا كان عليها أن تحبه؟؟.. ورغما عنها شرعت في البكاء مجددا.. وهى تقود سيارتها وظلت تصرخ كالمجنونة في السيارة ..وفى النهاية أوشكت على الوقوع في حادث فأوقفت سيارتها جانبا بعنف مما جعلها ترتطم بأحد أعمدة الإنارة وأصيبت ببعض الردود فنزلت من السيارة.. ونظرت للتشوه الذي حدث لسيارتها ومن عصبيتها ظلت تضرب السيارة بغضب ..وبعد قليل بعد أن هدأت نظرت حولها لحسن الحظ انه لا أحد تجمع هنا وإلا كانوا اتصلوا بالشرطة والإسعاف وكلها أمور لا تود التوغل بها الآن... أنها بخير على أيه حال لذا قادت سيارتها مجددا ورمتها بالجراج واتجهت إلى غرفتها وأوصدتها مجددا عليها وعندما تبعتها أمها وحاولت معرفة ما المشكلة معها ..فقالت لها بإرهاق :-
"دعيني وحدي.. أنا مرهقة فقط"
فقالت أمها بقلق:-
" دانا حبيبتي ما الأمر؟؟.. ما الذي تخفيه عنا ؟؟.."
نظرت لها دانا وشعرت بالألم فإنها هكذا تحملهم همها دون ذنب فابتسمت لها قائلة :-
"انه ضغط العمل يا أمي.. فرئيس التحرير دوما يجبرني على فعل أمور أكرهها ...ودوماً أتشاجر معه وألان.. أنا أفكر جديا في الاستقالة"
فقالت أمها بحنان:-
"عليكى أن تفكري بجدية عما تريدين  فعله بحياتك حقاً.. وعما هو الصالح لكي يا دانا حتى لا تندمي فيما بعد "
فأومأت دانا برأسها مبتسمة لها .

الجريئة والحب (لعنة الزمن )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن