الفصل الواحد والعشرون

543 9 0
                                    

*الفصل الواحد و العشرون*

كانت الساعة السابعة إلا ربع  عندما وجدت هاتفها يرن وكانت نمرة غريبة وعندما سمعت صوت روجر يصدر من الطرف الثاني عرفته علي الفور فقال :-
-   " أأنتي مستعدة ؟ أنا أسفل بنايتك الآن.. "
لم تصدق أنه حقاً أتي فقالت له بأسلوب فج :-
-   " ولماذا أتيت ؟؟...أنا لم اقبل بالخروج معك"
-  "هيا لا تكوني قاسية أنا أقف في الشارع  والجو بارد ثم هناك أمر هام أود مناقشته معك"
-   "أنا وأنت ليس بيننا ما يقال "
" لكنه أمر هام جدا.. فقط انزلي وسترين "
ترددت دانا قليلا لكنها في النهاية نزلت له وما أن رأته قالت بقسوة :-
-   "حسنا ما هذا الأمر الهام ؟؟..."
ضحك واخرج يداه من خلفه مخرجا باقة أزهار رائعة وقال :-
-   " هذا "
ذلك الرجل كانت تعرف ذلك فعلا لقد خدعها لتنزل ولكن قبل أن ترد أو تقول أي شيء وجدت دانا فجأة بيت يهبط للتو من البناية المجاورة لبنايتها وكان يمشي بسرعة وبغضب فتسمرت دانا ماذا يفعل هنا ؟؟... لكنها لم تتساءل كثيرا لأنها وجدت بريدجيت نزلت ورائه وهي تقول برجاء :-
-   " بيت انتظر لنتحدث بالأمر.. "
فوقف بيت ونظر إليها وقال بغضب :-
-   " كلا لقد تخطيتي الحدود ...وأنا لن اسمح لكي بفعل ما تريدينه "
كان روجر يحدثها ولم ينتبه بأن كيانها كله يركز علي هذا المشهد هل تسكن بريدجيت هنا حقاً ؟؟... أه ..صحيح كيف نسيت هذا.. لقد كان لها لقاء مع بيت هنا وكان ينتظر بريدجيت وهو الآن يهبط من بنايتها هل كانوا سويا؟؟.. وهذا اهو شجار عاشقان ؟؟... شعرت بغضب لا حدود له وغيرة جنونية عما يحدث وما يمكن أن يكون حدث هناك في شقتها فسمعتها تقول له :-
-   " لماذا ؟ أكل هذا بسبب تلك اللعينة.. أنت لا تحبها يا بيت أنت تحبني أنا لقد قلت لي هذا بنفسك.."
ماذا يحدث؟؟.. هل قال بيت انه يحبها هي , وهنا في هذه اللحظة ألتفت بيت ورأي ذلك المشهد بين روجر وهو يقف معها وهي تمسك بباقة بالأزهار فتسمر في مكانه.. فالتفتت بريدجيت هي الأخرى لتري لماذا تسمر.. فتوترت دانا وشعرت بقلبها يكاد يخرج من جسدها من انقباضاته السريعة فوجدت بيت يأتي في اتجاهها وكان الغضب مرتسم علي وجهه وقسماته فظلت تنظر إليه  مترقبة لتحركاته ففجاه اقترب منها وسحب باقة الورد من يدها وألقاها في يد روجر.. فقال روجر غاضبا :-
-  " ما الذي تفعله ..اترك يدها ؟"
فنظر له بيت نظرة مخيفة وقال له مهدداً:-
-    " ابتعد عن طريقي الآن "
وبدأ يسحبها معه فقالت دانا بتوتر:-
-    " ماذا تفعل ؟؟... والي أين تأخذني؟؟.."
فقال لها بغضب:-
-    " اصمتي الآن.."
بينما بريدجيت ظلت تنادي عليه وهو لم يأبه لها , ما الأمر؟؟.. شعرت دانا بالتوتر خاصة عندما دفعها لتركب سيارته فركبت وهي تتظاهر بالغضب لكنها لسبب ما كانت سعيدة لأنه ترك بريدجيت واتي إليها هي.. لكن ما الذي حدث الآن ؟؟.. ظل بيت صامت وهو يقود سيارته وعندما شعرت بغرابة الأمر قالت له بغضب:-
-    " لماذا سحبتني بهذا الشكل ؟ ولماذا تبدو غاضب ألم نتفق أن ننهي ما بيننا ؟"
فأوقف بيت سيارته ونظر إليها وقال بغضب :-
-  " أنتي غبية ولا تفهمين أي شيء "
نظرت له... أنها حقاً غاضبة الآن.. لماذا عليه أن يتهمها بالغباء الآن فقالت بصوت غاضب:-
-    "ما الذي تقوله ؟؟... لماذا تصفني بالغباء ؟؟.. "
فقال بصوت عالي وغاضب :-
-   " ما الذي دعاك لأخبار بريدجيت؟؟.. من سمح لكي بهذا ؟؟.."
إذن هذا هو ما يغضبه أنها أخبرت بريدجيت أنهم ناما معا ألهذا كانا يتشاجران ؟؟.. فقالت باستياء:-
-   " ولما لا اخبرها ؟؟.. أكنت ستخفي عليها للأبد إننا نمنا سويا ألا يجب أن ادعها تعرفك علي حقيقتك "
نظر لها بيت بذهول وقال :-
"وهل أخبرتيها أيضاً عما حدث بيننا ؟؟...لهذا كانت تتصرف بطريقة غريبة ..."
ثم حدق بها وقال غاضباً :-
"لا يمكنني أن أصدق ...أنتي طفلة وعديمة التفكير "
شعرت بالغضب الشديد هل أحضرها هنا كي يهينها ويتشاجر معها من أجل حبيبته فقالت بغضب هادر :-
"نعم أنا طفله ...لهذا كان عليك عدم التوتر مع هذه الطفلة منذ البداية "
تنهد بيت بغضب وأخذ يهدئ نفسه قبل أن يقول :-
"لم يكن هذا ما أتشاجر معك بشأنه ...لأن بريدجيت لم تقل لي أنك أخبرتيها عما حدث بيننا .."
بلعت ريقها وحاولت استيعاب كلامه وقالت:-
"وما الذي قالته لك وأغضبك مني بهذا الشكل ؟؟.."
قال غاضباً :-
"ما الذي دعاك لأخبارها عن رحلتنا للمستقبل ؟؟.."
ذهلت دانا من كلامه وقالت :-
"لقد قالت لي أنك أنت قلت لها ...ويبدو أنها تذكرت كل شيء"
"ألم أقل لك أنك غبية ؟؟..أن كان بنيتي أخبارها ..لماذا كنت سأكد عليكي أنت كتم السر ..وأضع بيدها سلاح  هو بمثابة نقطة ضعف لي "
توترت دانا ...أنها حقاً غبية هو فعلاً أرتكب جرم ولا يمكنه ائتمان أي شخص سواها لأنها مثله مدانة بينما بريدجيت ...يا ألهي لقد كانت توقعها بالكلام وهي كالغرة الساذجة وقعت والآن بريدجيت تعرف نقطة ضعف كلاهم ...فقال بيت :-
"ألم تفكري للحظة بأنها تخدعك ..لماذا لم تحوري بالموضوع؟؟... "
بلعت ريقها بعصبية :-
"وليكن ..ما حدث قد حدث وهي خدعتني ..."
قاطعها قائلاً :-
"أتعرفين ما الذي قالته للتو ؟؟..وما الذي يمكن أن تفعله ؟؟"
نظرت له بتوتر وقالت :-
"وما الذي بإمكانها فعله ؟؟.."
"لقد هددتني بفضح كل شيء وأخبار القيادة عن رحلة المستقبل وتشك بالفعل أن لي يد بتفجير الجهاز  "
ذهلت دانا وشعرت بالرعب من تخيل ما يمكن أن يحدث له بسبب ذلك فقالت:-
"لكنها تحبك ولن تؤذيك ..ما الذي دعاها لفعل هذا ؟؟.."
"لأنني طلبت منها أن ننهي كل ما بيننا "
اندهشت مما تسمعه لماذا يقطع علاقته بها فأكمل :-
"و أنتي بكل بساطة أخبرتيها عما حدث وليس هذا فقط بل أخبرتيها تفاصيل علاقتنا الحميمة أيضاً كم أنتي رائعة ..."
قالت بخجل :-
"حسناً لقد كنت غاضبة منك كثيراً وأردت الانتقام منك بأخبار المرأة التي تحبها بعلاقتك الآثمة معي "
قال لها بجدية :-
"وهل لو كنت أحبها.. كنت قطعت علاقتي بها ؟؟.."
نظرت دانا له باهتمام ..ماذا يعني هذا أنه يحبها هي انتظرت أن يتحدث بفارغ الصبر وكادت عروقها أن تنفر من جسدها من التوتر الشديد ورغم رغبتها بسؤاله عن سبب فعله لهذا ألا أنها وجدت نفسها تقول بلا مبالاة :-
"ومن يهتم ..هذا أمر يخصك وحدك "
فنظر لها جيداً وقال :-
"أحقاً لا تهتمين ...بأن تعرفي أن كان الرجل الذي تحبينه يحب أخري أم لا ؟؟.."
طبعاً تهتم ...لكن هل حقاً هو قطع علاقته بها لأنه لا يحبها أم بسبب تهديدها له ؟؟...فقالت باهتمام :-
"لقد قالت لي بالفعل أنك اعترفت لها بحبك عندما كنا بالمستقبل.. عندما دعانا روجر للعشاء ..وقضيت ليلة سعيدة معها من دوننا هل نسيت ؟؟ ..أم يا تري مشاعرك تغيرت بهذه السرعة  "
نظر لها بدهشة :-
"أهي قالت لكي هذا ؟؟.."
فقالت بغضب :-
"نعم هي ...لذا لا تندهش من قولي لها عما حدث بيننا "
قال بسخرية :-
"عظيم أنتي وهي تتخذوني محور حديثكم دون علمي ...أن الأمر بينك وبينها كبير حقاً ..لدرجة اختلاقها الأكاذيب "
نظرت له دانا بلهفة أحقاً بريدجيت كذبت ولم يعترف لها أبداً ولم يحدث بينهم شيء أيضاً ...فقالت بتوتر :-
"لقد حذرتني بأن أبتعد عنك وأنها تعرف ألاعيبي وأنك تخصها هي واعترفت لها بالفعل "
أرجع بيت شعره للوراء وتنفس بعمق وابتعد قليلاً عن السيارة معطياً ظهره لها فقالت له :-
"لماذا قطعت علاقتك بها ؟؟..ولماذا قالت لك أنك لا تحبني أنا وتحبها هي ؟؟.."
التفت لها وقال بهدوء :-
"أهذا ما تودين سماعة ؟؟.."
شعرت بالحرج وقالت بتوتر :-
"من حقي أن أعرف "
ظهر عليه بعض التوتر وقال وكأنه غير واثق من نفسه :-
"أنا لم أعد أعرف أي شيء  فلقد واجهت الجحيم بالفترة الماضية وأشعر الآن أن عقلي سيتوقف من التفكير "
نظرت له دانا بدهشة ..ماذا يقصد ؟؟..هل سيتركها معلقة هكذا ...أنها تتقطع من الداخل وتريده أن يحسم أمره معها ...ماذا يشعر تجاهها ؟؟...لكنه صمت وصمته طال فقالت غاضبة عندما عرفت أنها لن تصل لشيء معه :-
"أعدني للمنزل يا بيت "
ثم أعطته ظهرها لتركب السيارة  لكنه أتجه فجأة أليها وأمسك بها قبل أن تركب وعانقها من ظهرها فاندهشت وتوقف قلبها عن الخفقان فقال:-
"لا تذهبي ...هل تريدين اللحاق بروجر "
قالت بتوتر غاضب :-
"ولما يهمك الأمر ؟؟..هو معجب بى وصادق في مشاعره وليس كشخص أخر ..نام معي فقط كي يثبت لنفسه أنني مجرد ساقطة وعندما أكتشف الحقيقة أصابه الخوف وأبتعد "
أدارها ناحيته بغضب وقال :-
"أنا لم يصبني الخوف لأنك كنتى بريئة ..أعترف أنني توترت وكرهت نفسي بشدة لكن ...ماذا توقعتى أن أنتظر منك ...فكل ما يربطني بكي كان معقد ..فأول لقاء لنا كان بمول تجاري تصرفت بهذا اليوم بغرور وعنجهية جعلتني أكرهك فوراً ولم أتذكر حتى شكلك بعدها.. وأما بالعمل وجدت أمامي امرأة متهورة  أرتكبت جناية دون النظر للعواقب بسبب فضول أحمق ..فلقد شعرت بشيء خاطئ لأول وهلة من انتحالك لشخصية سايمون ..طريقة  كلامك وجدالك الدائم ..كنت دوماً قبل أن أكتشفك يصيبني أحساس غريب ..لكني أعود فـأتجاهله وعندما قفزنا من الطائرة وأمسكت بكي عندما تصورت أن مظلتك بها عطل ..تأكد هذا الإحساس وشعرت بالغرابة فجسد الرجل دوماً صلب حتى لو ضعيف البنية لكن وجدتني أمسك بجسد لين بين ذراعي وهذا جعلني أضعك برأسي وأتصيد لكي الأخطاء وسألت أدم وبراد عنك لأني أعرف أنهم يشاركونك الغرفة  فقالوا أنك طبيعية وليس هناك شيء غريب بأمرك ...  "
اندهشت دانا هل حقاً كان يشك بأمرها لهذا الحد ؟؟...وأدم وبراد أولئك الغبيان كيف لم يخبروها بسؤال القائد عنها ؟؟.. فقالت له :-
"لماذا أذن لم ترسل شكك للإدارة كي يتم فحصي ؟؟.. "
قال بهدوء :-
"لقد فكرت بهذا بالفعل ...لكن انشغالي بالترتيبات الأخيرة للجهاز مع الزملاء جعلني أنسي دوماً وهذا لحسن حظك ...وعندما وصلنا لتلك الجزيرة كانت المفاجأة مذهلة لي وللجميع ...فسايمون الهادئ تحول لفتاة جميلة ...لقد وددت قتلك وقتها حقاً وكرهتك بشدة ...لكن إحساسي تجاهك بدأ يتغير في ذلك اليوم .."
قالت بفضول :-
"أي يوم ...وكيف تغيير؟؟.."
حدق بها وقال :-
"أنا لا أدري لما أقول هذا الآن ...لكن لدي رغبة بجعلك تعرفين كل شيء ...ففي ذلك اليوم  الذي وجدتك فيه تعملين وحدك علي الشاطئ عندما عاقبتك بريدجيت ...كنتي وقتها تبكي وتتحدثين لنفسك وتطلبين من سايمون أن يأتي لنجدتك ...في الواقع لقد شعرت ببعض الشفقة عليك وهذا أغضبني من نفسي فأنتي لا تستحقين الشفقة وأمثالك يستحقون الموت ...هذا ما قلته لنفسي ..لهذا سخرت منك وكنت سأبلغ عنك القيادة فوراً عند العودة ..لكن ذلك الجدال واكتشافي لطبعك الناري  وتلك القبلة الغير مقصودة ...لقد أربكتني  وكم بدوت سخيفاً وقتها أمام الرجال ..."
ابتسمت دانا لمعرفتها أنها بلحظة ما أصابته بالارتباك لكن تذكرها لتركه بريدجيت تفعل بها ما تشاء وصدق دافيد عندما أعتدي عليها ولم يصدقها هي فقالت بحنق :-
"نعم كنت قاسي ولئيم معي ...وحتي لم تقف بجواري عندما تصرف دافيد معي بدناءة... و رغم  هذا لم أستطع لحظة أن أكرهك "
قال بغضب عند تذكره للموقف :-
"كان الجميع ضدك ...ولم يكن بإمكاني أظهار انحياز لك وألا كان ليفقد الجميع ثقتهم بى  لكني كنت أراقب تصرفات دافيد جيداً وأيضاً أراقبك وأسأل نفسي عن أي نوع من النساء أنتي ...وما الذي يدعو فتاة بريئة كما تدعين بفعل ما فعلتيه ...وكان الرد في غير صالحك ...فأنتي فتاة مخيفة وحتى الآن أنا أخشاك"
نظرت له بغضب أهي حقاً مخيفة ؟؟...كيف له أن يفكر هكذا ؟؟..فقال لها وقد هدئت نبرته :-.
"لقد زلزلتي كياني بتلك اللحظة عندما كشفت دافيد ...لقد كنتى منهارة بتلك اللحظة وأخذتك بين ذراعي لأهدئك ...أنا مازلت لا أصدقت تصرفي معك بتلك اللحظة ...فأنا دوماً كنت أفخر بقوة أعصابي أمام أي  إغواء من النساء ...لكنك دمرتي كل ما كنت أمن به وخاب أملي بنفسي لأني رغبتك بتلك اللحظة أكثر مما رغبت بأي امرأة بحياتي وأن لم أتوقف بالوقت المناسب ..كنت احتقرت نفسي .. لذا حاولت أن أجرحك حتى أبرر نفسي  ...وهذا جعلني أقسو عليك أكثر وكنت أسأل نفسي دوماً ؟؟...لماذا تلك المرأة تثير أعصابي دوماً ..لقد كنت واثق أنني و بريدجيت مناسبين تماماً واهتماماتنا واحدة  وأنتي تمثلين كل ما أكرهه بالمرأة ..لماذا أذن انجذابي الحسي أقوي تجاهك ؟؟..."
شعرت بالغيرة الحارقة عندما ذكر محاسن بريدجيت وما يحبه بها فقالت باستياء :-
"وهل من المفترض أن أكون سعيدة لأنك تنجذب لي جسدياً ؟؟..فأنت حتى لم تساعدني لحظة واحدة عندما صفعني توماس ذلك اليوم ...لقد كنت أشعر أنك تشمت بى ليس أكثر  "
قال لها بغضب :-
"أنتي كنتى تستحقين تلك الصفعة ...لأنك كنتى متوقعة من توماس تفهمك ومسامحتك لقد قص لي بعض مما واجهه بحياته بسببك  بطريقة جعلتني أود صفعك أنا الأخر ...لكن ما العمل ؟؟...بغبائي شعرت بالشفقة عليك وددت للحظة ضرب توماس ..ولقد تشاجرت معه فعلياً ذلك اليوم من أجلك ..وقلت له رأيي بصراحة عن الرجل الذي يضرب امرأة ..ولولا تدخل بريدجيت كنت أفسدت معه الأمر تماماً  "
شعرت بالرضا كونه علي الأقل رغم رأيه عنها تشاجر مع توماس لأجلها  فقالت له لتغيظه :-
"لقد كنت أتألم نفسياً كثيراً ...وكان روجر الوحيد الذي يتفهمني ...كم رفه عني ذلك اليوم و..."
قاطعها غاضباً :-
"لقد وددت قتلك عندما وجدتك تعودين سعيدة معه ...لكن للأسف الدوار الذي أصابك أثبت لي كم أنتي مجروحة وتتألمين بسبب ما فعلتيه ...ورغماً عني وجدتني أحنو عليك وأحملك بين ذراعي لغرفتك ..والغريب أنني كنت سعيد لفعلي لذلك ..وأنتي كنتى دوماً تتجاوبين معي بشكل مدهش وكدت أن ...أفعل معك شيء خاطئ تلك الليلة ...لكني منعت نفسي بقوة وحاولت جرحك كالعادة كي تبتعدي عني ..."
فقالت له بحنق :-
"أنت كنت دوماً ترميني باتهامات واهية  كي تريح ضميرك ...وأنا هل كان يجب أن أظل أمامكم طوال الوقت أبكي وكئيبة كي تصدقوا أنني نادمة علي ما فعلته ..وأنني لم أكن أتلاعب لا بك ولا بروجر ...لكن دعني أسألك سؤال يأكلني فضولي لأعرفه ...لماذا صفعتني عندما اكتشفت بأنني لم أمت بذلك الحادث "
نظر لها ومد يده ليلمس وجهها مما جعلها تنتفض لهذه الحركة فقال بحنان :-
"لقد كانت تلك اللحظة من أسوء اللحظات بحياتي ..لقد أعتقدت أنكي موتي حقاً ..لقد كدت أنهار بتلك اللحظة ولولا قوة أعصابي لأكتشف الجميع ضعفي تجاهك ..وفجأه بعد لحظات كدت أموت بها ..أجدك أمامي تقفين بلا مبالاة ...يا ألهي لقد كان أول شيء مر بخاطري هو أن أخذك بين ذراعي وأدفنك بين ضلوعي ...لكني تماسكت بصعوبة وبنفس الوقت كنت أشعر بالانفجار بداخلي ...ولم يمكنني  سوي صفعك لأتحكم في قوة مشاعري بتلك اللحظة ...أعرف أنه كان غباء منى وشكت بريدجيت بأمري ...لكني لم أهتم وتبعتك لغرفتك ...وهناك انفجرت مشاعري وعانقتك بشوق فلقد شعرت برغبة جارفة بغلق الباب بوجه الجميع ومبادلتك الغرام حتى الصباح  "
أحقاً ما يقوله؟؟...مستحيل لا تصدق يا ألهي ..أهذا اعتراف بالحب ؟؟...أنه كذلك بيت حقاً وقع بحبها لكنها بالرغم من هذا قالت له :-
"لماذا أذن عندما ذهبنا مع سيد بورتن عدت تتعامل معي بجفاء وقسوة "
قال غاضباً :-
"أن كنتى نسيت لقد سمعت روجر يقول بوضوح عن وعدك بالبقاء معه"
قالت هي الأخرى غاضبة :-
"لقد كذب ..وأنت طبعاً صدقته كي تتأكد لك صورتي كفتاة لعوب لذا وافقت الجميع علي التبليغ عني عند العودة .."
قال مقاطعاً كلامها :-
"لأن هذا لم يكن قراري وحدي ...ولم يكن باستطاعتي التصرف ألا وفقاً لرغبة الجميع "
كانت تعرف أنه محق لكنها أرادته أن يدافع عنها علي الأقل لا أن يوافقهم طوعاً فقال لها :-
"ثم لا تتحدثي وكأنك بريئة ..أنتي ارتكبت جناية ..ووضعتيني بمأزق لأنني لم أكن أعرف كيف أخرجك من هذه الورطة دون مشاكل "
أذن هو فكر فعلاً بمساعدتها فغيرت الموضوع قائلة بحنق :-
"حسناً ..لكن عندما سمعت سيد بورتن يتحدث عن التخلص منا ..أنت لم تصدقني ..ووثقت ببريدجيت ولم تثق بى"
صاح بها قائلاً :-
"لم تكن مسألة ثقة فقط .. ثم تصرفاتك لم تعطي لي سبب وجيه كي أصدقك ..لقد شككت للحظة أنكي تخدعينا ...لكن قلبي صدقك  ولهذا اتفقت مع بريدجيت ...فلو كنت أخبرتك ماذا كنتى ستفعلين ...فبريدجيت امرأة مدربة وستعرف كيف تتصرف  بينما لو كنتى عرفتى لأفسدت كل شيء "
اللعنة أنه محق مجدداً ولا يمكنها لومه فقالت بحنق :-
"شكراً لثقتك بى "
-   "أنتي حقا ماهرة في جعلي أفقد أعصابي ...حتي بهذه اللحظة التي أود أن أخبرك بها  كل شيء ..."
فقالت لتتحداه :-
"وما الذي ستخبرني إياه ..أنني كنت مجرد نزوة ...أو أنني أنا من أغويتك ؟؟...وأنك يجب أن تقطع علاقتك بى كما فعلت عند عودتنا "
قال فجأة :-
"لقد كنت غبي "
ماذا ؟..هذه جديدة ولا شك بيت يقول عن نفسه غبي فقالت :-
-   "نعم غبي ..أتعرف كيف كان شعوري عندما تجاهلتني بالحفل وإحراجك لي أمام سيد جيفرسون؟؟.. "
قال بيت بغضب :-
"لقد كنت غاضب للغاية منك ...فلقد رأيتك بالخارج وأنتي تفرضين نفسك علي روجر ...وفكرت وقتها كم أنتي هوائية وتنتقلين من رجل لأخر بهذه السهولة  وعندما ذهبتي لتلك الغرفة وهو كان خلفك تبعتكم وكنت أشعر أنني سأرتكب جناية "
قالت لتغيظه :-
"تتحدث وكأنك تغار ..لكن تصرفاتك تقول العكس"
تنهد وعاد لهدوئه وقال :-
"كنت فقط أحاول أن أثبت لنفسي أنني فعلت  الشيء الصحيح عندما قطعت كل ما بيننا معتقداً أنني سأنساك وأنه لا يمكن لشخص أن يأتمنك علي مشاعره ككل الفتيات الجميلات ..فأنا تعلمت الدرس في أول علاقة جدية لي بامرأة .. فلقد كانت جميلة جداً وتتباهي بجمالها ...وكنت أصدق فعلاً أنني الشخص الوحيد بحياتها ..لكن اكتشفت أنني كنت مغفل كبير وأنني كنت واحد من بعض عشاقها ...كانت صدمتي شديدة وقتها ..ومن بعدها وأنا أبعد عن هذا النوع الهوائي ...وأنت كنتى تمثلين هذا النوع بالنسبة لي ...وتلك اللحظة عندما استسلمت لمشاعري في اليخت لم أتوقع لحظة أنني ظلمتك ..وأنني قمت أيضاً بإيذائك ...لقد توقف عقلي عن التفكير وقتها ..وظللت أسأل نفسي ..كيف لي أن أجعل أول لحظة حب حقيقية بيننا  تعتمد علي الشك ..وكيف صدقت نفسي طوال الوقت بأنك حقاً من هذا النوع وأفسدت أول علاقة حقيقية بحياتك ..لقد قلت كلام كثير بلا معني وقتها ...وحتي الآن أشعر بالندم علي ما فعلته "
دمعت عيناها عندما تذكرت رد فعله وقتها وقالت بتأثر :-
"لقد أردت أن أثبت لك أنني لست كما تظنني ..وأنني كنت صادقة في مشاعري عندما استسلمت لك هل تعرف كم شعرت بالرخص من رد فعلك ..."
جذبها فجأة بين ذراعية وقال بهمس وبصوت أجش :-
"أنا أسف ..لقد أذيتك كثيراً لكن ...أنا لم أكن أعرف أن مشاعري تجاهك بهذه القوة"
"وهل تعتقد أن هذا كافي لأسامحك ؟؟.."
"أذن أيكفي هذا ؟؟.."
وشدها بقوة بين ذراعية ثم قبلها بشوق ...لكن كلا ..لا يمكنها أن تستسلم له بعد أنها تريد سماعها منه فابتعدت عنه دافعه إياه بقوة وعندما نظرت لعيناه ذهلت ...فلم يكن هذا بيت القاسي الذي تعرفه فنظراته.. حارقة مليئة بالحب والحنان ...لم تتخيل لحظة أن ينظر لها هكذا أبداً فقال لها بهمس بصوت أجش :-
"لن أدعك تبتعدين عنى مجدداً "
فقالت بدلال :-
"أتعتقد أنني سأتصرف وفق رغباتك "
قال بلهفة :-
"دانا ..أنا أحبك ..هل تصدقيني ؟؟.."
قاومت نفسها بشدة حتى لا تطلق صيحة سعادة ...فها هو أخيراً رضي غرورها ووقع  بحبها ...فالتنتظر يا بيت سوف أجعلك تدفع ثمن كل الشقاء واللحظات التي قضيتها باكية بسببك فقالت بهدوء :-
"حسناً ..لقد تركتك تقول كل ما تريده ..وسواء كنت سأسامحك أم لا ..عليك ترك المساحة لي كي أقرر ..الآن خذني للمنزل "
نظر بيت لها بدهشة لكنه رغم هذا قال :-
"كما تشائي سأتركك تلعبين صعبة المنال لبعض الوقت "
ابتسمت رغماً عنها وقالت :-
"أوليس هذا من حقي "

الجريئة والحب (لعنة الزمن )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن