*-الفصل السادس-*
مطت دانا جسدها وأرجعت شعرها للوراء وهي تحاول فك خصلاته من بعضها وكأنها تمشطه بأصابعها ...أه ...لقد عملوا كثيراً اليوم ...ألقت نظرة علي الشباب الذين مازالوا يعملون وقد كسا العرق أجسادهم ... لكنها شعرت بالدهشة الشديدة فتقريباً الجميع تركوا ما يعملون ويحدقون بها بطريقة غريبة ....مما أدهشها ورأت دافيد يرطم بول في مؤخرة رأسه بسخافة مما جعل بول يقول له غاضباً :-
"كف عن فعل هذا "
"سأفعل كما يحلو لي"
هكذا رد دافيد قبل أن يدفعه بول بغضب ويكمل عمله ...ذلك الوغد دافيد وجدتهم يعودون للعمل برتابة ...فتنهدت بغضب فذلك الوغد دافيد مازال يضايق بول لأنة الوحيد الذي تتعامل معه وتهتم لأمره لكن ....بول من الواضح أنه بدأ يخاف من تصرفات دافيد و الآخرين تجاهه مما جعله يتجاهلها قليلاً فسمعت بريدجيت تقول لها فجأة :-
"هل كنتى تعملين عارضة أزياء ؟....أم أن هذا عرض خاص لإغواء الشباب"
نظرت لها دانا وقالت بحنق لكلامها السخيف :-
"عرض خاص ...هل هذا ما فهمتيه من الحركات الرياضية البسيطة لتنشيط جسدي المنهك ؟؟.... "
ردت بريدجيت قائلة بغضب :-
- "أه طبعاً تفتحين الزى حتى منحني نهديك وتطلقين شعرك للرياح لتتلاعب به بطريق مغرية ....وتقولين أداء رياضي ....كم أنتي بلهاء ومازلت تنسين أنني امرأة "
قالت لها دانا بتحدي :-
"كلا هذا لم أنسه ...بل أتذكرة جيداً....و..."
قاطعتها بريدجيت قائلة بطريقة عسكرية :-
"هل تجادلين ؟؟...عظيم يبدو أنك ستجعلينى أستمتع بما سأفعله....سينهي الشباب عملهم بعد قليل بينما أنتي لا راحة لكي اليوم ....سوف تعملين حتى موعد النوم "
نظرت لها دانا بذهول قائلة :-
"ماذا ؟؟... ما تفعلينه مجرد غيرة وحماقة وأنا لن أنفذ كلامك "
قالتها بصوت عالي غاضب مما لفت نظر بيت الذي أقترب قائلاً :-
"ما الأمر يا بريدجيت ؟؟..."
قالت له بريدجيت بغضب :-
"تلك الفتاة تصفني بالحماقة وتجادل أوامري وترفضها يجب أن تُعاقب عقاب شديد علي هذا ...."
نظر بيت لدانا نظرة باردة قاتلة وقال بقسوة :-
"بالتأكيد يجب أن تُعاقب "
ماذا توقعت من ذلك الوغد فقالت بغضب :-
"ولماذا أٌعاقب!!... فقط لأني توقفت قليلاً لالتقاط أنفاسي ؟؟... "
قال بيت بغضب :-
- "نفذي أوامر بريدجيت دون جدال فهي المسؤلة عنك الآن ولصالحك لا أريد أي شكوى منها ...."
إذن لقد نجحت بريدجيت في إذلالها من الجولة الأولي وهو أبتعد عنها تماماً وتركها لتلك اللعينة ....أوه كم تكرههم سوياً كيف ستتخلص من هذا المأزق ؟؟... رأت ابتسامة ماكرة علي وجه بريدجيت بينما أنسحب هو بلا مبالاة مما جعلها تضغط علي يديها بقسوة مما ألمها ودون مزيد من الكلام عادت للعمل فهي لن تسمح لتلك اللعينة بإمساك أخطاء عليها ...وفي اللحظة اللتى بدأت بها أقترب منها وليم وأبتسم قائلاً لها :-
"دعيني أساعدك"
أندهشت دانا من تصرفه وطبعاً لم تمانع بل وابتسمت له بطريقة ساحرة وبالفعل حمل منها الأخشاب وساعدها في تثبيتها في مكانها لكن بعد قليل سمعت بيت ينادى الجميع قائلاً أن يكفوا عن العمل لليوم فأنسحب الجميع سواها وظلت وحدها علي الشاطئ في البرد تعمل ...
كان الأمر قاسي أن تعمل وحدها وقد قالت لها تلك اللعينة بسخرية عن كمية الأخشاب التي عليها تثبيتها الليلة وكانت كمية كبيرة ...فلم ترد عليها فهي لن تمتعها بمظهرها البائس الحزين ....
ظلت تعمل لوقت طويل وكان عليها تسوية الأخشاب بالفأس مما أذي يديها التي أخشنت من العمل اليدوي وعندما جرحت يديها من السن المدبب للخشب ألقت الفأس أرضاً وأخذت تبكي بغضب ملقية جسدها المنهك أرضاً وهي تبكي بتشنج أنها تشعر بالقهر وتشعر بالظلم ...حسناً لقد أخطأت لكن ...هذا كثير فصاحت بغضب والدموع تغرق وجهها :-
"تباً لكم أيها الأوغاد ...إلي متى سيتم أستعبادي لقد تعبت "
وأخذت رغماً عنها تبكي بصوت عالي وهي تعرف أن لا أحد سيسمعها فالخيام بعيدة عن الشاطئ فقالت بغضب لنفسها :-
"أنتي غبية ...غبية لماذا لم تتوقفي قليلاً لرؤية ما تفعلينه كان عليكى الأنسحاب أيتها الحمقاء ....أه سايمون... أين أنت الآن لماذا لا تنقذني ....كلا ...أنا لا أستحق أرجوك سامحني ....لقد تعبت من الجميع ولم أعد أستطيع التحمل ....لقد سخرت منك دوماً ومن عملك ...لكني لم أتوقع أنه قاسي بهذا الشكل ...لو عرفت بما فعلته ستكرهني كثيراً ....تباً للجهاز وتباً للفضول أنا أريد أن أموت .... "
وأنهارت أكثر في البكاء فسمعت أحدهم فجأة يقول :-
"وبما سيفيدك الندم الآن ؟؟..."
ألتفتت بسرعة ونهضت من مكانها لكن الدموع غشت عينيها لرؤيته كلا لن تسمح لبول أن يراها بهذا الضعف ... بل لن تسمح لأحد أبداً ...فقالت بسرعة وهي تخفي وجهها :-
"أرجوك يا بول أبتعد الآن ...لا أريدك أن تراني في هذه الحالة "
لابد أنه قلق عليها وأتي لمساعدتها لكن هي لا تريده أن يتحمل اللوم من أحد بسببها بعد الآن فأكملت وهي مازالت تبكي :-
"لا تقلق ....دانا القوية ستعود لكن ...رغماً عني شعرت بالضعف وقلة الحيلة ...سامحني فالأمر صعب والكل يعاملني بازدراء خاصة ذلك الوغد بيت ...وتلك اللعينة ...فهم يعتقدون أنني مجرد فتاة مدللة وجاسوسة حقيرة ...وأنا لست كذلك ... "
وتهدج صوتها أكثر وهي تقول وقد فقدت السيطرة تماماً علي نفسها :-
"أنا ...أنا أريد العودة للمنزل ....أرجوك أعدني لسايمون ...ليأخذني بين ذراعية ويقول لي أن كل شيء سيكون علي ما يرام .... "
تشنجت أكثر واستدارت لتلقي نفسها بين ذراعي بول فهي بحاجة لبعض الأمان فوضعت رأسها علي كتفة ولاندهاشها كان صدره دافئ للغاية بالرغم من أنه لم يضع يديه حولها ليهدئها وأخذت تبكي ...وتبكي....وتبكي وهو لم يتحرك من مكانه بل تركها تضع ذراعيها حوله وتفرغ دموعها في صدره فقالت وهي تحاول أن تهدأ غير قادرة علي أبعاد رأسها عن صدره خجلة من ما فعلته :-
"لابد أن نظرتك لي قد تغيرت ....طبعاً لم تتوقعني بهذا الضعف أنت صديقي يا بول لذا لن أتظاهر أمامك بالقوة بعد اليوم "
أبعدها عنه بهدوء وقال :-
-"يؤسفني أن أخبرك أن ضعفك وانهيارك لم يكونا أمام صديقك بول "
مسحت عينيها بسرعة ورفعت رأسها بذهول ...هذا الصوت مستحيل ورغم الرؤية المشوشة بسبب الدموع والظلام عرفت من هو فشهقت مبتعدة وكأن لدغها عقرب ....فبيت هو أخر شخص يمكن أن تظهر ضعفها وقلة حيلتها أمامه فأعطته ظهرها وأرادت قتل نفسها لغبائها في هذه اللحظة كيف لم تميز صوته منذ قليل غبية ...لكنها لم تتوقع أبداً أن أحداً سوي بول سيأتي للاطمئنان عليها فقالت بغضب :-
"ماذا تفعل هنا ؟؟...هل أتيت للشماتة...حسناً أعتقد أنني أعطيتك أكثر مما كنت تتوقع ...لذا عليك أن تتظاهر الآن أنك لم ترني وتتابع طريقك ...ويمكنك السخرية مني معها فيما بعد "
ضحك بيت مما جعلها تشعر بالألم أحقاً يضحك ؟؟....فقال :-
"ولماذا يجب أن أتظاهر بعدم رؤيتك ؟؟...أتعتقدين أن دموع التماسيح قد أثرت بى ولو قليلاً أنتي مخطأة أذاً... "
زاد الألم داخلها بطريقة موجعة فهذه أول مرة في حياتها كلها تنهار أمام أي شخص فدوماً هي قوية وتخفي ضعفها جيداً مما يغضب الآخرين دوماً والآن هذا الرجل رآها ويقول أنها لم تؤثر به فقالت له وهي تشعر أنه حطمها بكلامه :-
- "طبعاً لك الحق في التصرف هكذا فقد أرتكبت خطأ فادح في أظهار نقطة ضعفي لعدوى "
قال بسخرية :-
"عدوك ؟؟....أنتي حقاً مضحكة ...وفي النهاية مندهشة من رأي الأخريين عنك ...كان عليكي أن تعرفي ما أنتي مقبلة علية ...أتنتظرين الشفقة من الأخريين علي حالك ...يؤسفني أن أخبرك أنكى لن تجدي أيها هنا "
شعرت دانا بالجنون أهي في حالة الآن تسمح لها بسماع تأنيب منه هو بالذات كلا لن تسمح له فقالت بغضب ووحشية :-
"أنا لا أريد شفقة من أحد فأنا لست مثيرة للشفقة ...وأيضاً لست أحد رجالك لذا لن أسمح لك أو لتلك اللعينة بالتنمر أو معاقبتي مجدداً"
"لا بأس ....دعينا نري لأي مدي ستصلين معنا قبل أن نعود للقاعدة "
قالها بقسوة شديدة مما جعلها تشعر بالأنفجار ودون أن تشعر أرادت أن تقتله حقاً لذا دون تفكير هجمت عليه تضربه علي صدره بجنون سيطر عليها فأمسك ذراعها ببساطة والدهشة مرتسمة علي وجهه من تصرفها وثنى ذراعيها خلف ظهرها بقسوة وهو يقول ببرود قاتل :-
"سأمرر هذا التصرف الأهوج هذه المرة ...لكن أن تكرر الأمر ..."
وكان يضغط علي ذراعها بقسوة مؤلمة لم تستطع تحملها فصرخت به :-
"دعني ...تباً لك "
لكنه ضغط أكثر بالرغم من صراخها مما أغاظها لذا قفزت مرتكزة علي مسكته لها ثم ضغطت بكلا قدميها علي مشط قدميه بحذائها الثقيل وبنفس اللحظة دفعته عنها بقوة مما أفقده توازنه فجذبها معه وسقطوا سويا ً ولدهشتها أنه وهو يسقط كان يتحكم في حركة جسده فمن الزاوية التي سقط كلاهم بها كان سيسقط فوقها أرضاً لكنه تحكم بها أثناء السقوط مما جعلها هي من تسقط فوقه وسقط هو علي ظهره لاحظت هذا في جزء من الثانية قبل سقوطها وهي تصرخ قبل أن تقع فوقه تماماً وجسدها ملتحم بجسده وفمها ملتصق بفمه سمعته يتأوه ...يا ألهي !!...ما الذي يحدث ؟؟...
أنها قُبلة بينهم ...حقاً قُبلة ...ورغم غضبها منه لم تنفر ولم تسارع بالإبتعاد كعهدها دوماً أن حاول أحدهم تقبيلها بل شعرت بالغرابة وظلت مغمضة عينيها والغريب أنه لم يبعدها....وفي هذه اللحظة سمع كلاهم أصوات أقدام تركض نحوهم فأبعدها بيت عنه بسرعة ...فرفعت وجهها ونظرت للوجوه المحدقة بهم ...فقالت بريدجيت والذهول مرتسم علي وجهها :-
"بيت ماذا يحدث هنا ؟؟ لقد سمعنا صراخ و..."
كانت تشعر بالدوار الشديد لكنها كادت أن تشهق عندما رأت المعدات القاسية التي وقع عليها بيت ألهذا تأوه ما أن وقع ...وهي من أعتقدت أن تأوهه كان من استمتاعه بالقبلة ...فنظرت إلية ولملامحه الثابتة وهو يقول :-
"ليس هناك من شيء عودوا إلي خيامكم "
نظر الجميع لبعضهم بعضاً لكنهم نفذوا الأوامر دون جدال لكن بريدجيت بقت وهي تنظر لكلاهم بإتهام فقالت بغضب :-
"لقد رأيت تلك اللعينة تُقبلك ...يا ألهي هل كانت تحاول إغوائك يا بيت؟؟... "
نظرت لها دانا بحقد بينما بيت كان يحاول تدليك ظهره بألم وهو يقول :-
"لم يكن الأمر كذلك يا بريدجيت ...لقد كان مجرد حادث "
قالت بسخرية غاضبه :-
"حادث !!...لا أظن فيبدو أنه من تدبيرها "
فقالت لها دانا بغضب:-
"لقد كان حادث كما قال...كفي عن لصق الاتهام لي دون وجه حق "
فقال بيت بصرامة :-
"كفي كلاكم ...فالأمر لا يستحق "
فنظرت له بريدجيت بغضب وقالت :-
"لا يستحق ...هل أنت واثق من هذا ؟؟...لقد رأى الشباب ما حدث ألا تعتقد أن هذا سيهز صورتك أمامهم "
"لا تضخمي الأمر يا بريدجيت "
قال بيت هذا بغضب فردت بريدجيت بغضب أكبر:-
"أنه ضخم بالفعل ولا أحتاج لتضخيمه تلك اللعينة يجب أن تُعاقب"
صاح بها بيت :-
"كفي يا بريدجيت ...ولا تعطى لنفسك الحق في أعطائي أي نصائح أو توجيه فلا تنسي فرق الرتب بيننا "
ظهر التوتر علي بريدجيت وقالت :-
"بيت كيف تتحدث معي بهذا الشكل أمامها ؟..."
"أن كنتى تريدي الأحترام عليكي بمبادلته سأذهب للنوم "
ثم تركهم وأبتعد فركضت بريدجيت خلفه وسمعتها دانا تقول له :-
"بيت أنتظر يجب أن نتحدث...ألا تعتقد أن العلاقة التي بيننا تسمح لي بالغيرة عليك منها "
فشهقت دانا أذن هناك علاقة حب بينهما فسمعته يلتفت إليها قائلاً:-
"حتى تنتهي مهمتنا المشتركة لا يوجد علاقة لقد أخبرتك هذا بنفسي أنا لا أخلط العمل بالعلاقة الشخصية وأنتي تعرفين هذا جيداً "
"أعرف لكن ...تلك الفتاة ...أنا لا أشعر بالراحة إليها و..."
وهنا كانوا أبتعدوا كثيراً فلم تعد تفهم كلامهم يا ألهي ...
ما الذي حدث اليوم ؟؟...هل يعقل هي وبيت ؟؟...مازالت لا تصدق وهو هل تجاهلها بعد ما حدث ...
كلا لقد دافع عنها أمام بريدجيت كون ما حدث كان غير مقصود...
لكن هو كان حقاً حادث ....وهو و بريدجيت كانا علي علاقة حقاً ...
والآن توقفوا من أجل المهمة ...ما هذا الهراء ؟؟....
بالتأكيد هو لا يحبها فالمشاعر لا يمكنها أن تتجمد ببساطة هكذا ....
تذكرت القبلة مجدداً فخفق قلبها بقوة ...أوه يا ألهي ...
ما الذي يحدث لها مع هذا الرجل ...عليها التحكم بنفسها أمامه فيكفي ويزيد ما رآه الآن من ضعف لها ....فلقد بكت أمامه ...وهذا محرج للغاية ولا تعرف كيف ستتصرف تجاهه بالغد .
أنت تقرأ
الجريئة والحب (لعنة الزمن )
Fantascienzaانتحلت شخصية أخيها التوءم للفوز بسبق صحافي لكن جرائتها أوقعتها في المشاكل عندما تورطت مع مجموعة عسكرية في تجربة جهاز حكومي سري ادي بها بالسفر عبر الزمن للمستقبل وتم اعتبارها جاسوسة وجربت لهيب الحب والغيرة عندما وقعت في حب قائد المجموعة الذي عاملها ب...