الفصل العاشر

488 13 1
                                    

-*الفصل العاشر*-

"هل تعتقد أنهما نجحا قي الهرب ؟؟..."
قالت دانا هذه الكلمة لألان في اليوم التالي بقلق فلقد مر الوقت بسرعة رهيبة وقفز بيت ورجاله من اليخت قبل أن يرسوا في الميناء وعندما وصلوا للبر كان هناك رجال شرطة كثيرون بدءوا في استجوابهم وفحصوا اليخت شبر....شبر ولحسن الحظ لم يشك بها أحد فلقد غيرت ناعومي لون شعرها وتصفيفه وبمساحيق التجميل تغير شكلها كثيراً وروجر قدمها كحبيبته وبعدها أخذهم ألان لسيارته التي بدت رائعة ففكرت دانا أن السيارات مهما اختلفت موديلاتها تبقي نفس الشكل حتى المباني كما هي فقط زاد ارتفاعها أكثر وزاد عددها  فقالت بتوتر محاولة المزاح :-
"أتمني ألا تكون السيارات تطير الآن فهي تبدو عادية حتى الآن "
فقالت ناعومي لها بهدوء :-
"هناك بعض الأنواع لها محركات خاصة للطيران  لكن لها طرق مختلفة ...فلقد رأيت كثير من أفلام الخيال العلمي القديمة تحاول تصور المستقبل ..لكن صدقيني لا شيء فيها يمت للواقع بصلة  الآن "
ابتسمت دانا محاوله إبعاد تفكيرها عن كل شيء وقالت :-
"جيد أذن سأجد أشياء مألوفة لي "
فانطلق ألان بالسيارة بسرعة رهيبة فقالت له بتوتر :-
"تمهل يا ألان بهذه السرعة سنقع بحادث"
فابتسم لها روجر وقال :-
"أه صحيح فأنتي من زمن أقصي سرعة كانت مائتان ميل علي الأكثر لا تقلقي فالآن نحن نسير بسرعة خمسمائة ميل وأكثر دون القلق فالسيارات الآن لها طرق ممهدة بسلام ولا يمر بها بشر "
تنهدت دانا وأومأت برأسها وهي تشعر بالتوتر وتحاول للمرة المليون ألا تفكر ببيت والمجموعة دون جدوى ماذا أن تم القبض عليهم  ماذا سيكون مصيرها فقالت لناعومي :-
"كيف هو سايمون الآن ؟؟...هل مازال يذكرني ؟؟..."
قالت ناعومي وقد تغير وجهها لذكر الأمر :-
"سمعت أنه كان يتحدث عنك طيلة الوقت وعن محاولته أظهار براءتكم  لكن مع الوقت توقف عن ذكر أمرك  فقط وصمة العار هي من بقت للعائلة "
دمعت عيني دانا مجدداً وقالت :-
-   "لا أصدق أنهم سجنوه بسبب غلطتي وكم ...يا ألهي لقد ضاع عمره وحرموه من الزواج بطريقة طبيعية كأي شاب في سنه و..."
صمتت قليلاً وقالت باهتمام :-
-   "لكن لو كان تزوج بعد خروجه من السجن ..كيف سيكون عمرك هكذا فأنتي تبدين في سني تقريباً أو أكبر  قليلاً"      
ردت ناعومي بهدوء :-
"لقد حملت جدتي بأبي وجدي قبل دخول جدي السجن وأنجبته وهو بالسجن "
شهقت دانا بألم هل تم حرم شقيقها من تربية ولده أيضاً...لا تستطيع التصديق فقالت والكلام يرفض الخروج من كثرة دقات قلبها التي صمت أذنيها :-
"يا ألهي ...يا ألهي ...يا للقسوة ...يجب أن نعود للماضي ...نعم سوف نفعل ...يجب أن أصلح غلطتي ...سأغير كل شيء أعدك يا ناعومي سأفعل..."
تنهدت ناعومي وقالت بحسرة :-
"ليت عمري"
فقال لها روجر :-
"لكن الذي لا أفهمه ما السبب الذي جعلك تخاطرين وتنتحلي شخصية شقيقك ؟؟..."
لكزه ألان حتى لا يتدخل في كلامهم سوياً لكنها ردت قائلة :-
"فقط هذا حدث بسبب طموح غبي "
لم تزيد وروجر أراد أن يسأل أكثر لكن نظرة ألان أوقفته فقالت دانا لناعومي :-
"هل نحن ذاهبون الآن لسايمون ؟..."
ابتسمت ناعومي وقالت لألان :-
"هل يمكننا التوقف قليلاً عند جدي يا ألان ؟؟..."
فنظر لها ألان نظرة خاصة لم تفهمها دانا قائلاً :-
"لكن ...ألن تخبري والدك أولاً؟؟..."
صمتت ناعومي وتوترت ثم قالت :-
"ليس اليوم يا ألان ؟؟..."
أندهشت دانا من كلامها فلقد بدت قلقة فقال ألان :-
"سيخبره جدك ووقتها ...سيغضب منك "
تنهدت ناعومي وقالت :-
"دعها لوقتها يا ألان فقط لنذهب الآن "
ثم نظرت لدانا وقالت :-
"أنا متشوقة لرؤية رد فعل جدي عندما يراكي لابد أن الصدمة ستصيبه  "
أرادت دانا سؤالها عن توماس والدها وعن رد فعلها الغريب الآن في عدم أخباره  لكن قطع أفكارها صوت هاتف ألان فرد ألان بهدوء لكن صوته تغير للاهتمام بما يقوله محدثه وسمعته يقول :-
"حسناً وأين أنتم الآن ؟؟.."
فدق قلب دانا بلهفة ...ترى هل يخص الأمر بيت ورجاله هل نجوا ؟؟...فقال هو مجدداً :-
"أنا في طريقي أليكم ..."
فقالت ناعومي بقلق :-
"ما الأمر يا ألان ؟؟..."
قال ألان بتوتر :-
"لقد كان سيد أدامز ..."
"أذن نجوا ...حمدا لله "
تنهدت براحه شديدة لقد نجا بيت ...فقال ألان :-
"للأسف ليس جميعاً فلقد تم القبض علي بعض رجاله وهو وثلاثة فقط من نجوا "
أنقبض قلب دانا بشدة وشعرت بالقلق والتوتر ...تري من نجا ومن تم القبض عليه ؟؟...وبعد وقت ليس طويل توقف ألان بالسيارة وهبط منها وأخذ ينظر حوله باهتمام  وفجأة ظهر بيت ومن خلفه بول و بريدجيت و وليم  فقال له ألان :-
"هيا أصعدوا للسيارة "
فنظر بيت للسيارة وعرف أن المكان لن يسعهم جميعاً وفهم ألان نظرته فقال له :-
"لا تقلق المكان سيكون كافي "
ثم ركب سيارته وضغط زر معين بها فوجد الجميع أن حقيبة  السيارة الخلفية تم فتح الفاصل بينها وبين السيارة وظهر كنبة أخري تساع لثلاث أفراد أخريين فأعجب هذا التغيير الجميع فقال ألان :-
-   "كل السيارات أصبحت مضاف إليها كنبه احتياطية للعائلة "
فركب الجميع السيارة وجلس بيت بجوارها مما جعل قلبها تزيد دقاته فسألهم بيت بهدوء :-
"هل واجهتكم مشاكل ؟.."
فردت دانا عليه قائلة بقلق عليه :-
"كلا أطلاقاً ماذا عنك ؟...هل أصبت ؟؟..."
أسند بيت ظهره للمقعد وقال بإجهاد :-
"لقد كان الأمر حقاً صعباً "
فقال بول :-
"بل قل خطير ...فلقد واجهنا شيء فوق احتمالنا  ...فتلك الكشافات الإليكترونية خطيرة حقاً وصعبه المناورة "
فأكمل وليم :-
"لقد استطعنا مع القائد إسقاط أثنين  لكن كان هناك الكثير ولقد أصابت دافيد أولاً ...حاولنا مساعدته دون جدوى وبعدها سقط براد وبعده جيري ...يا ألهي لقد هربنا بأعجوبة "
فقالت بريدجيت بسخرية :-
"لحسن حظك يا دانا لم تكوني معنا ...كنتِ وقتها ستكونين الأولي علي قائمة هذه الكشافات اللعينة  "
فقال ألان :-
-   "أنني أشفق علي زملائكم الذين تم أمساكهم ومبارك لكم النجاة " 
تنهد بيت وقال غاضباً :-
"أنا لن أتخلي عنهم ...سأخلصهم ولو اضطررت للقيام  بعملية انتحارية"
اللعنة مخاطر مجدداً يا ألهي الرحيم ماذا أن حدث لهم شيء خطير هل سيضحي بنفسه لأجل شخص حقير كدافيد أو براد أو جيري ثلاثتهم أوغاد ...لكن للأسف هو محق لا يمكنهم التخلي عنهم ...فقال جيري :-
-    "الأمر مستحيل يا سيد أدامز أنت في عصر يفوق عصركم كثيراً ولن يمكنك الخروج حي أن فكرت بالقيام بعملية انتحارية فهكذا أنت تضحي بنفسك وبجميع رجالك "
أعترف بيت قائلاً:-
"للأسف هذا صحيح ..الحل الوحيد لإنقاذهم هو أن أصل لمسئول كبير عن الاختبارات العلمية العسكرية هنا في هذا العصر وبسرعة ...لكن إلي أين أنت متجه؟؟..."
قالت دانا له وهي قلقة من رفضه :-
"أننا ذاهبون ...لسايمون ..."
"حسناً ...فيجب أن نعرف أولاً ما يعرفه هو "
تنهدت دانا بارتياح لقد كانت قلقة حقاً فنظرت له بامتنان لكنه لم يكن معها بل كان يحاول أن يسترخي بمكانه فلامس جسده جسدها وهو يمطه بتعب فدق قلبها بنعومة من ملامسته  وكم ودت لو تمد يدها وتملس علي وجهه وشعره لتزيل الإرهاق البادي علي وجهه فكل شخص يحمل هم نفسه بينما هو يحمل هم الجميع و هم المهمة التي فشلت ولم تعرف أن ناعومي لاحظت بالمرآة الخاصة بالسيارة ملامح وجهها المعبرة فالتفتت لها مشيرة له وكأنها تسألها أن كان هو من قصدته ذلك اليوم بحبها ...للحظة أرادت الإنكار لكن شيء بداخلها رفض الفكرة لذا أومأت برأسها مبتسمة بحزن فلاحظ بيت ما حدث وعندما وجدته ينظر أليها قالت بتوتر :-
"صحيح كيف حصلتم علي هاتف ؟؟..."
قال بهدوء :-
"استعرته من شخص بالطريق ولحسن الحظ كان متعاون " 
ثم التفت أليها وقال :-
"عما كنتم تتهامسان بشأني ؟؟..."
شحب وجه دانا ودق قلبها بسرعة شديدة فقالت بتوتر:-
"ماذا تقصد نحن لم نتهامس ..."
ابتسم بإرهاق وقال :-
"أه فهمت ...لقد كان حديث نساء صامت وكان من المفترض ألا انتبه يجب أن أتظاهر أذن بعدم الملاحظة "
ياله من وقح ...لولا الموقف الصعب الذي وضعت به لكانت ردت عليه بقسوة وسخرية مقابل سخريته منها لكن للأسف كل تبجحها ولسانها الطويل ذهب مع إحساسها بالذنب لما فعلته بأعز شخص لها كان ألان وصل لأحد الأحياء الفقيرة من مظهرها فقالت لألان بلهفة :-
"هل وصلنا ؟؟..."
قبل أن يرد عليها كانت ناعومي هبطت من السيارة و هاتفت سايمون قائلة له :-
"أنه أنا يا جدي أفتح البوابة ..."
فهبط الجميع من السيارة سوي روجر وقال ألان لزوجته :-
"سوف أذهب أنا وعندما تنتهين أتصلي بى "
ثم قبلها بدفيء قبلة سريعة أما دانا فقدميها التصقا بالأرض هل حقاً ستري سايمون المسن ...لابد أنه سيود قتلها ...وهي تستحق نزلت دموعها دون وعي وتنفسها زاد وكأنها تختنق فأمسكت ناعومي بيدها وشجعتها للدخول للمبني وعندما ركب الجميع في المصعد قالت ناعومي :-
"لابد أنكم تشعرون بالألفة هنا ...فجدي يعشق كل ما هو قديم والمبني نفسه قديم جداً "
ابتسم الجميع سواها فلا أحد منهم يعرف ما تشعر به الآن ...أنها تموت بالبطيء وهناك علي الباب أدخلت ناعومي الرقم السري للقفل ودخل الجميع ...وهناك كان يقف لاستقبالهم ...رجل عجوز في منتصف العقد الثمانون  محني الظهر ويمسك بعصا ...أهكذا أصبح سايمون ...ألمها قلبها لأجله فقال سايمون بود :-
"هل معك ضيوف يا ناعومي ؟؟..."
قالت ناعومي بحماس وهي تقترب منه مقبلة وجنتيه:-
"نعم يا جدي ضيوف يهمك أمرهم كثيراً"
وهنا لم تستطع أن تقف متفرجة عليها التحلي بالشجاعة فاقتربت منه وقالت بتأثر:-
"سايمون ..."
نظر لها سايمون بدهشة لتحدثها وكأنها تعرفه واقترب منها قائلاً:-
"معذرة يا ابنتي هل تعرفيني ؟؟..."
ثم أخرج نظارة من جيبه ونظر أليها أكثر فقالت بصوت مهزوز:-
"سايمون أنها ...أنا"
بدا علي سايمون الارتباك وهو يقول :-
"يبدو أن علامات السن الكبير بدأت تظهر يا ابنتي فأنتي تبدين كثيراً مثل  شخص أعرفه "
بكت دانا بحرقة وألقت نفسها بين ذراعية فقال بدهشة لناعومي :-
"ما بها يا ناعومي ولما تبكي ؟؟..."
فقالت دانا وهي تتمسك به بقوة وتبكي :-
"أنها ..أنا يا سايمون كيف لك أن تنساني فأنا سبب شقائك "
دفعها سايمون عنه بدهشة حقيقية ونظر لوجهها مجدداً لكن هذه المرة والذهول مرتسم بوجهه وهو يقول :-
"مستحيل ...مستحيل ...لا يمكن أن تكوني ...أنتي شابة و..."
"بل هي أنا ...دانا يا سايمون  شقيقتك المزعجة دانا "
كانت تتكلم  بين بكائها وهي منهارة فترك سايمون عصاه ووضع كلتا يداه علي وجهها يلمسه والعبرات تختنق بداخله وهو يقول :-
"لكن كيف ؟؟...هذا مستحيل ..."
وهنا قاطع بيت هذه اللحظة العاطفية بأن قال :-
"بل هو حقيقي يا ويلسون أنظر لي هل تتذكرني ؟؟...."
تركته دانا ليقترب من بيت وينظر له وشهق مرة أخري عندما تعرف عليه وقال بجنون :-
"لابد أنني فقدت عقلي ...فلا يمكن أن تكون أنت القائد بيت ويليامز "
قال بيت بهدوء:-
"عظيم ذاكرتك مازالت جيدة ...أسمعني جيداً هل تذكر تلك التجربة التي كنت ستشارك بها منذ ست وخمسون عام ؟؟..."
تنهد سايمون وقال بعد أن رمي بجسده علي الكرسي وكأنه لا يستطيع تحمل تلك المفاجأة :-
"وكيف أنساها وبسببها تدمرت كل حياتي ..." 
ركعت دانا بجوار الكرسي الذي جلس عليه مقبلة يديه بألم مما جعله يربت علي رأسها والذهول مرتسم علي وجهه قائلاً :-
"لكن كيف تبدون شباب ؟؟...وكأن العمر لم يمر بكم ...ماذا كانت طبيعة هذه التجربة بالضبط ؟؟...ألم تكن عن الانتقال الآني..."
فقال بيت مندهشاً لمعرفة سايمون طبيعة الجهاز السري :-
"كانت مختلفة عما ظننا  فالجهاز عوضاً عن نقلنا آنياً ...نقلنا عبر الزمن "
شهق سايمون مما جعل ناعومي تحضر دواه فأشار لها أنه لا يريده  وقال بذهول :-
"هل تقول أنكم مسافرون عبر الزمن ...يا ألهي هل هذا ممكن ؟؟..."
فقالت دانا له بألم :-
"نعم يا سايمون كل هذه السنوات مرت علينا في لحظة واحدة ....فالنسبة لنا ما حدث كان بالأمس القريب "
نظر لدانا مجدداً وقال بألم :-
"أذن أنتي علي قيد الحياة والفريق لم يمت "
نظر للجميع الذين كانوا صامتين حتى هذه اللحظة وتعرف عليهم واحد بعد الأًخر ثم قال لبول ووليم :-
"كيف حالكم يا رفاق ؟؟...وأنتي أيتها القائدة كيف الحال ؟؟...لكن أين باقي الفريق ؟"
قال بيت :-
"ستعرف فيما بعد ...يؤسفني أنك الوحيد الذي تأذي من هذه التجربة لكن عليك الهدوء الآن وتجميع أشتات نفسك وقص علينا بالتفصيل ما الذي حدث بالضبط ...وكيف عرفت طبيعة الجهاز ؟؟..."
أومأ سايمون برأسه وهو يتنهد بصعوبة وعاود للنظر لدانا قائلاً :-
"أيتها الحمقاء ...هل عرفتى ما فعله فضولك بنا ؟؟..."
"أنا حقاً أسفه يا سايمون ...ولا أجرؤ حتى علي طلب الصفح "
ابتسم سايمون قائلاً :-
"لقد كنت مستعد أن أدفع عمري كله فقط لأعرف أين أنت ؟؟...وما حدث لكي ؟؟..."
بكت أكثر وهي تقول بتأثر :-
"لابد أنك تكرهني كثيراً ...و لك الحق طبعاً ..."
دمعت عيناه وقال :-
"ولا حتى للحظة واحدة  كرهتك صحيح غضبت كثيراً عندما عرفت الحقيقة من روبرت وأردت قتلك وقتها  ...لكن لم يحدث أن كرهتك اختفائك وعدم معرفتي بمصيرك وحده كان يقتلني "
"أنا أستحق الموت ..."
قالتها وهي تبكي فقال سايمون :-
"لا تقولي ذلك فمعرفتي وحدها أنك علي قيد الحياة تكفي وتزيد لتعوض ألام الماضي "
تدخل بيت قائلاً :-
"سايمون أرجوك لا وقت لدينا لهذه المشاعر ...نحن نريد معرفة التفاصيل  فلا نريد أن نبقي في هذا العصر للأبد.."
نظر أليه سايمون وقال :-
"أتقصد أن هناك مجال للعودة "
قال بيت بهدوء :-
"لدينا أمل كبير بذلك ...لذا قص علينا ما حدث  من البداية حتى النهاية "
تنهد سايمون في محاولة منه للتركيز ثم قال بصوت مهزوز :-
"حسناً سأخبرك القصة بمنظوري ...وما واجهته ..."
ثم أشار لناعومي لتعطيه دوائه ففعلت بسرعة خوفاً عليه وعندما تناوله قال بطريقه أهدأ:-
"عندما اختفت دانا بعد دخولي المشفي قال روبرت زميلها في الجريدة عن كونها بمهمة خاصة للجريدة ...
وعلينا ألا نقلق عليها وأنها بمكان الأتصال منه صعب...
فصدقناه لبعض الوقت لكن مر أسبوع ..واثنان...وثلاثة..
والقلق كان بدأ يعصف بنا ...وروبرت كان يتهرب منا ...
ووالدتي كانت في حاله لا يحسد عليها وظلت في ترديد أنكي لستي بخير وأن هناك ما حدث لكي...وأنها تشعر بذلك
لذا عندما خرجت من المشفي بعد أسبوع أخر...
ذهبت مباشرةً للجريدة ...وطبعاً عرفت هناك أنها متغيبة دون أذن وأن المدير بالفعل قرر فصلها من العمل...وقتها كنت بحاله لا أحسد عليها وذهبت لروبرت وكنت علي وشك ارتكاب جناية..وما أن رآني
لم يجد أمامه سوي أخباري بالحقيقة كونه كان هو الآخر القلق يعصف به بما يمكن أن يكون قد حدث ...   "
توقف ليأخذ أنفاسه والجميع كانوا منصتين بشدة ودانا كانت ترتعش وكأنها تعيش هذه الأحداث وليست فقط تسمعها فأكمل سايمون :-
"غضبت بشدة ...وبنفس الوقت شعرت بالعجز الشديد كوني لا أستطيع الظهور بالمركز وأفضح ما فعلته هي ...فحاولت الأتصال ببول ربما يكون قد أنهي المهمة وعاد لكني طبعاً لم أجده ...فعرفت أن هناك أمر خاطئ  لذا أتصلت بشخص أخر بالمركز أعرفه ...و كان جدير بالثقة لذا أخبرته عن كوني أريد تقصي أخبار عن التجربة ...واضطررت لأخباره بأمر دانا حتى يقبل بمساعدتي ...
وبالفعل بدأ يجمع لي الأخبار عن الرحلة بسرية تامة  وقد كشف لي أسرار مذهلة ...أولاً أخبرني بطبيعة الجهاز التي لم أكن أعرفها ..وثانياً وهي الأهم أن الرحلة التجريبية التي قمتم بها لم تكن رسمية أبداً ..."
اتسعت عيني بيت بذهول و سايمون يكمل :-
"لقد أخفوا أمركم عن السلطات لآن للأسف ...كل التجارب الأولية للجهاز فشلت وكنتم أنتم كبش الفداء "
قال بيت مقاطعاً سايمون :-
"مستحيل ...هل أنت متأكد من معلوماتك ؟؟...لقد أروني البيانات علي الكمبيوتر وأكدوا لي أن التجربة أمنه "   
قال سايمون :-
"نعم هذا صحيح وفعلوا ذلك لأنك كنت مطلع علي تصميمات الجهاز وكل تفاصيله ومنها الدقيقة وكنت معهم منذ البداية خطوة بخطوة ...لذا عندما قرروا أن تبدأ في تدريب الفريق الذي سيجري التجربة أبعدوك عمداً عن التجارب الأولية الفاشلة وأعطوك بيانات واهية عن نجاح التجربة "
قال بيت وهو لا يزال غير مصدق :-
"لا يعقل ...لماذا خاطروا أذن لإرسال فريقنا أن كانوا لا يضمنون النتيجة "                       
فقال سايمون له:-
"لآن الأشياء المادية لم تنتقل مطلقاً بينما حيوانات التجارب انتقلت كانوا يريدون تجربه حية لبشر كي يعرفوا السبب في فشل الأشياء المادية لذا خاطروا بفريقكم أيها القائد فلم يكن لديهم خلفية عن كون الانتقال تم بسلام أم لا وعندما فشلوا في معرفة مصيركم تم اعتباركم  في حكم الأموات لذا قرروا طمس الموضوع واختراع مهمة وهمية فُقدتم بها لذويكم  ...
لذا لمعرفه مصير دانا والأخريين قررت البحث عن أدلة تدينهم مع روبرت وفي هذا الوقت كان حدث تغيرات في الجهاز وتم تجهيز فريق أخر للقيام بالتجربة  لكن بسبب خطأ تقني أنفجر الجهاز وكان الانفجار قوياً لدرجة أضرت بمعمل الأبحاث بكاملة بمن فيه من العلماء والفريق الجديد وطبعاً حاولوا مجدداً أخفاء معالم الجريمة لوفاة الأبرياء ...ولم يتحمل أي شخص من الفاسدين نتيجة أعمالهم بالتضحية بأرواح الأخريين ...وعندما عثرت علي بداية الخيط لمهمتي بكشفهم ...اكتشفوا وجودي علي قيد الحياة فأمسكوا بى واستجوبوني  ووقتها عرفوا بما فعلتيه ....
وهنا تم فتح أبواب جهنم في وجهي أولاً هددوني لأبعد عن الموضوع ...لكني رفضت وقررت استخدام الأعلام كوسيلة لفضح الأمر لكن الذي لم أتوقعه ...هو أن يموت روبرت في حادث سيارة مدبر والشخص الذي ساعدني من داخل المركز ...تم اتهامه بتسريب أسرار عسكرية ودبروا لي مكيدة أكبر أثبتوا فيها بالأدلة الزائفة عمل دانا مع جهاز معادي للدولة  وقتل أفراد الفريق كاملين وإخفاء جثثهم  وأنا شريكها بالجريمة ودخلت السجن لخمسة عشر عام ..."
دمعت عيناه وهو يختم حكايته التي انتهت نهاية مأساوية وكانت دانا مذهولة مما تسمعه بينما قال بيت غاضباً:-
"أولئك الأوغاد جعلونا كبش المحرقة والجريمة ألصقوها بك أنت ودانا  هذا جنون ولا يمكنني تخيله "
أخذت دانا تبكي وهي تقول :-
"وأنا كالغبية أعتقدت أنني يمكنني أثبات براءتي  ...ماذا عن أمي يا سايمون ماذا حدث لها بعد أن خسرت كلانا "
قال بحسرة :-
"لقد ماتت من الخيبة والحسرة علي كلانا فقط نادية من وقفت جوارها وهونت عليها العيش علي أمل عودتك ونجاتي "
قالت دانا بدهشة :-
"نادية ؟؟...وما علاقتها بالأمر ؟؟..."
ابتسم بحزن وقال :-
"لقد عدنا لبعضنا   بعد الحادث الذي أصابني ...فهي عرفت وجاءت لزيارتي وعادت علاقتنا أفضل من السابق  وقد برهنت عن معدنها الطيب بوقوفها بجانبي طيلة فترة سجني واهتمت بتوماس وحدها تماما بعد وفاة والدتي"
وقعت دانا أرضاً وظلت تبكي بشدة غير مهتمة لصورتها أو مظهرها كعادتها دوماً أما بريدجيت وبول ووليم كانوا صامتين و أثار الصدمة محفورة بوجوههم فقال بول أخيراً لسايمون :-
"كم عانيت يا صديقي ...أنت تستحق وسام الشجاعة  على لبقائك صامداً بالرغم مما حدث لك "
ابتسم له سايمون وقال:-
"شكراً لك يا بول  "
فقالت بريدجيت موجهه كلامها لبيت :-
"أن ما حدث أمر حقاً خطير يا بيت ..كيف بإمكاننا الثقة في أي شخص الآن ؟؟..."
فقال وليم :-
"فعلاً أن كان المسئولون  الفاسدون طمسوا أمرنا كيف أذاً بإمكاننا أثبات شخصياتنا الآن ومحاولة العودة لعالمنا "
قال بيت بتفكير عميق :-
-   "لا يوجد أمامنا حل سوي هذا علينا العثور على شخص نوليه ثقتنا"
وهنا قال سايمون :-
"توماس أبني يعرف شخص مهم جداً  في مجال الأبحاث العلمية العسكرية فقد كان عميل بمكتبه فتوماس محامي "
فقالت دانا باهتمام:-
-   "وكيف هو توماس يا سايمون ؟...وهل يشبهك ؟؟..."
ابتسم سايمون بفخر قائلاً :-
"أنه شخص قوي الشخصية  وهو وسيم جداً يشبه نادية كثيراً حتى ناعومي ورثت جمالها الأخاذ"
ابتسمت ناعومي وعانقته قائلة :-
"أنت أيضاً  وسيم جداً يا جدي "
فقال بيت بهدوء :-
"عظيم علينا التحدث مع توماس أذاً "
فقالت ناعومي:-
"أنتم متعبون ولم تأكلوا شيئاً وأيضاً لم تناما عليكم الراحة أولاً فالوقت لن يطير "
فقال سايمون :-
"ناعومي محقة فلنأكل سوياً وندع ناعومي تجهز غرف للنوم "
فقالت لها دانا وقد أحمرت عيناها كثيراً وتورمت من كثرة البكاء :-
-   "دعيني أساعدك "
وتركوا سايمون يتحدث مع رفاقه ....

الجريئة والحب (لعنة الزمن )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن