"Released"

203 9 7
                                    


 Chapter I 

" الفصل الاول "

كما تعلمون, في الحياه يوجد القوي والضعيف, جالب الحظ والتعيس, الغني والفقير, ونحن كنا من جهه الفقراء, كنا نعيش في حاره تدعى حاره "الرعاع" وفيها أحياء مثل حي "النبلاء" وحي "العرابيد" ثم حي "جهم", ولا تعتقدوا أنه بمجرد تسميه حي النبلاء بهذا الأسم يجعل من يسكنون فيه حقا نبلاء, لا! إنما هم أعلى من حال الأحياء الأخرى بدرجه, فالأحياء الأخرى كانت تعيش في حال تسول أو يقتحمون بيوت النبلاء..إذا حالفهم الحظ. وفي وسط كل هذه المصائب ,كانت تختبئ عائلة تحت مسمى "الجمزيري" وكانوا من حي النبلاء, إلا أنهم لم يكونوا اجتماعيين! فلم يعترفوا يوما بكلمه "صديق" او "زيارة الناس" او شئ من هذا القبيل, كانت الأسرة مكونه من "العم زُحماني, الهانم ياقوت, وفتاتهم المدللة..رسلين" لم تكن حياةً زاهرةً لها كونها على عكس أُسرتها, إجتماعية بطريقة مفرطة بعض الشئ, فقد كانت تحب الناس, خصيصاً الأطفال, ولم تكن تطيق وضع أهلها, فأبوها يعمل في مجال رعايه الأغنام, معنى ذلك المزيد من الوحدة والخلاء للعم, أما الهانم ياقوت فكانت ربة منزل؛ غير أنها كانت قبل الزواج من العم زُحماني, معلمةً محبوبةً في مدرسة حارة "الجمارك" لكنها سرعانما وجدت عشيقها وتزوجته ثم أصبحت مثله, وعاشوا هكذا لمدة طويلة الى أن دقت الساعة ؛ فقد كانت رسلين قد بلغت التاسعة عشرة من عمرها, ولم تعد تحتمل الإنغلاق على نفسها فهي إجتماعية كثيراً, وكثيراً من المرات كانت تتسلل من البيت لتذهب الى حلقات تدريس الاطفال ذوي الإحتياجات الخاصة, وكانت دائما تُفضح, كونها كلما خرجت, في اليوم الآتي يأتي الشبان مع أمهاتهم ليطلبوا يد رسلين في الزواج, لكنها لم توافق يوماً, كونها لا تريد الزواج من رجل أُعجب بجسدها ؛ إنما تريد الزواج من رجل أُعجب بشخصيتها الفذة وذاتها القوية, وبعد ذهاب الشبان, تضطر رسلين للإستماع لمحاضرة أهلها عن "انظري ماذا فعلت! خرجت وأريت القوم قوامك, وها هم يأتون أفواجاً, زعابيلهم تكاد تلامس الارض"

ورّد رسلين دائما يكون بأنها تريد التحرر من اهلها ومن كل تلك الترهات, فتزمجر وتضرب الارض بخلخالها وتسرع لغرفتها.

>2<

حينما تدخل رسلين غرفتها, كأنها تدخل فقاعتها الخاصة, لا أصوات, لا حركة, فقط هي وأفكارها.. وصحن ورق العنب المخبأ تحت سريرها, فتذهب لتعتكف بجانب نافذتها الضيقة "مع الصحن العملاق.. الشبه فارغ" لترى تلك البيوت المهدمة والأطفال العراه, يركضون في مرح, كانت رسلين تحب المنظر الذي تطل نافذتها عليه, لأنه منظر لا تكلّف فيه لا مبالغة, لأن رسلين تكره حياه البذخ, الجاه والسلطة, واللامبالاه, إنما تحب العمل ورائحه النقود التي تُنتج من عرق الجبين..إلا ان المجتمع لم يدعها يوما تربح تلك الأموال, لأنها ( أنثى, رقيقة, حساسه, زجاجه سهله الكسر ) وللمعلومية فرسلين كانت تستشيط غضبا من تلك الكلمات القذرة المغلوطة, فكلما تذهب لأُمها, لعرض وظيفة التدريس عليها, تبدأ أمها هكذا دائما:-

Releasedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن