chapter II{ الفصل الثاني }
ركضت رسلين إلى أن هُد حيلها, فلقد إلتوت كاحلها, ولم تعد تستطيع العدو, كانت قد ركضت لمده ثلاثة أيام, فمرة تنام عند صخرة, ومرة لا تنام, وفوق ذلك فرسلين لم تَذق طعم الماء من ثلاثِ أيام, والشمس كانت تُدلي بخيوطها الحارقة على وجهها الملتهب, لكنها لم تستسلم, إذ انها أرسلت برقية قبل خمسة أيام لصديقتها يارا, التي تعيش في حارة النرجس, ومضمون الرسالة كان أنها تريد البقاء عندها إلى أن تجد وظيفة لنفسها, وهذا كان قبل ذلك الشجار العنيف, وفي يوم الشجار جائتها رسالة الرد من يارا, صديقتها التي كانت تحضر دروس التدريس معها قائلةً, أنها تُرحب بها, كفرد من العائلة, لذا رسلين حزمت أمتعتها, وخرجت لتواجه المغامرة الصعبة, فلقد تجهزت بملابس والدها كي لا يُزعجها قُطاع الطرق, وتلثّمت, كي لا يتعرفوا على هويتها, وأخذت حقيبة أُمها, وملئتها بحوائج لها, لكن لكل أيجابيات توجد سلبيات, إذ إنها وصلت إلى بوابات الحارة, لقد كانت تراهم من بعيد, إرتسمت على وجهها إبتسامة كبيرة, ولكن تلك الإبتسامة لا شك أنها ستزول حينما ترى كيف أصبح شكلها في المرآه, فشفاهها كانت ملتصقة, ومتشققة, من الجفاف, ووجهها متسخ وقذر, أما رائحتها, فأظن أنه من الأفضل ألا أصفها, لأنها كانت تدل التائه على مكانها, وأظن أنها فعلت, ولكن بمساعدة شئ أخر, فلقد كانت رسلين واقفه تستريح من الطريق حينما كشفت الشمس عن جسمها الرشيق من تحت الثوب, فبانت كل الثنيات والتضاريس المختبئة تحت ذلك الثوب الرث, وبدأ الذباب البشري بالمجئ إليها, كان هناك أربعُ أجسامٍ ضخمة تقترب منها, وكأنها تستهدفها, لكنها لم تر من هم لأن رمال الصحراء الذهبية كانت تطاير أمام عينيها, فإذا هي تُقفل عينها وتفتحهم, وها هم أمامها, قُطاع طرق, مخيفوا الشكل, فواحد منهم كان أزوراً طويل البنية, أسمر البشرة, ويبتسم لها إبتسامة خبيثة, أما الأخر فقد كان دريداً, جاحظ العينين, طويل الساقين وبالكاد يكتسي ملابس على جسمه, والأخرون كانوا بنفس المواصفات, خافت رسلين وإبتعدت قليلاً, محاولةً أن تُخرج الرجل الذي بداخلها.. لكنه لم يخرج, فرسلين كانت عاجزه عن الكلام, حاولت الهروب لكن الأزور أمسك بيدها وإقترب منها, كثيراً, ثم نفخ في وجهها وإبتسم قائلاُ لرفاقه:-
- أظن أن لدينا ما نفعله اليوم يا شبان
ثم ضحك ضحكةً مقرفة, ومنها قد بانت جميع أسنانه البنيه الكريهه, بعد ذلك رفع يده ورمى حجابها على الأرض, كاشفاً شعرها, ووجهها المذعور, كانت تبكي, بصمتٍ وبحزن, إذ أنها أينما ذهبت, مصيرها أن تُذل من قِبلِ أحدهم, لكن تلك الأفكار كلها تلاشت وهربت حينما أحست رسلين بيد تنزلق إلى مؤخرتها, فأصابها الذعر, بدأت رسلين بضربه, ودفعه, لكن ما من فائدة, فهي تُقاتل لوحدها, وهم أربعة متحرشين, لا مفر منهم, وقعت رسلين على الأرض, وجهها للتراب, عيناها لا تستوعب ما ترى, ولا تتوقف عن إنزال الدموع, في تلك اللحظه أرادت رسلين الراحه, أرادت أن تضع رأسها على الرمال الناعمه, وأن تنام بلا أن تفيق.
![](https://img.wattpad.com/cover/264082721-288-k150290.jpg)
أنت تقرأ
Released
Misterio / Suspensoأحدنا فرطَ في الأخر ... حَتماً لستُ أنا فأنا إعتدت منذُ صِغَري ... أن أُحافظَ على أشيائي وأنت كنتَ كل أشيائي ... فكيف أمسيت كُلَ اشلائي؟ رواية "حرة" رواية عاطفية، عن مراحل الفتاة التي عاشت تحت ظلال الفقر، الظ...