{ما قبل الأحداث }

51 4 6
                                    


ova تكمله

{رسلين ومرعي}

مرت أسابيع على طائري الحب, لقد كان مرعي يتسلل إلى غرفه رسلين من عبر النافذة, ويقضون الوقت مع بعضهم البعض نصف اليوم, ثم يقبلها على خدها, ويربت على شعرها, ثم يذهب إلى عمله, حينما يذهب, تقفز رسلين سعيدةً إلى سابع سماء, فتبدأ بالدوران, واللعب بشعرها, ثم تلمس خدها الذي لثمه مرعي, ثم ترتمي على سريرها والأبتسامه تكاد تمزق وجهها المستدير, لأنها وأخيراً, لديها شخص يفهمها, أو بألاحرى, الشخص الذي كان يفهمها, هو الأن ينام في حضنها, وتلاعب شعره المموج, لم تُفكر رسلين ولم تُرد التفكير في أي سلبياتٍ للموضوع, فهو مثالي, علاقتهما مثالية, بلا أي شجار ولا حزن, فقط سعادة, وحب, لقد كانت سعيدة, وهو كذلك, مع أن تسللات مرعي أصبحت كثيرة في الآونه الأخيرة, فإن الهانم ياقوت, بدأت تشك في أن مرعي يزور رسلين, ولكنها لم تهتم كثيراً, لأنه آخر الأمر سيصبح زوجها, فما الضير من تركهما للتعارف؟

أما أبوها فهو يقضي أغلب اليوم يرعى الأغنام, فلم تكن رسلين تهتم أو تخاف لسيرته. وفي آخر مرة, حدث تطور كبير في علاقتهما, فرسلين في ذاك اليوم كانت تعلم أنه سيزورها, وهذا أمر مفاجئ لأنه يأتيها بلا أن يُخبرها, ولكن هذا اليوم, كان مهم بنسبه له فقال لها أنه سيأتي كي ترتدي أجمل ملابسها وأجمل حليّها, ولكن رسلين زادت على ذلك أمراً مهماً, فلقد تسللت إلى غرفه والدتها, وسرقت قارورةَ عطرٍ لطالما أحبتها رسلين, مع أن والدتها دائما ما تكشفها حين تفعل ذلك, إلا أنها في هذه المره, سامحتها, فلقد كان العطر من العطور المفضلة لدى الهانم, لأن رائحته خلابه, تكاد تقع في الحُب مع رائحته المنبثقة في الأجواء, لقد كان مطلي باللون الذهبي, وعليه غطاء بسيط, لكن رائحته كانت كأنك تعانق الحُب, لم تكن بالثقيلة ولا بالخفيفة, لكنها تبقى ولا تزول.

أخذت رسلين العطر ببطئ, وهي تنظر إلى أمها التي تُمثل أنها نائمه, ثم خرجت والجائزة بيدها, دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها, لقد كان ملقى على سريرها فستانها المميز, فهي لا تلبسه إلا للمناسبات الهامه, فلقد كان الفستان أزرق اللون, هادئ, ليست عليه أي زركشات أو نقوش, ومن فوق, فكانت توجد فتحه تُري رقبتها الطويلة, أكتافها الحنطيين, وأيضاً لقد كانت وسيعة الأكمام, كما أنه ضيق بعض الشئ, لذا قررت أن تلبسه, أيضاً لأنها تعتقد أن هذا الفستان يجلب لها الحظ الجميل, وهي كانت تريده هذا اليوم, كانت تريد غيمه سعادة أن تمطر فوقها, فلبسته وتعطرت من عطر أمها الذي لا يقاوم, ثم ذهبت إلى خزانتها لتُخرج الحلي من بين ملابسها, ولكنها توقفت لأنها شعرت أن أحداً لمسها من ذراعها بلطف, ضحكت رسلين ثم وضعت يدها على يده وقالت بصوت هادئ:-

- لم أتوقع مجيئك في هذا الوقت, فقد كنت على وشك إخراج الحلي من الخزانه.

لم يرد مرعي, فقد ربط يديه حول خصرها من الوراء ثم عانقها بقوة, مُرفقاً قبلةً على رقبتها, لقد كانت رسلين مرتاحه, فهي مع زوجها المستقبلي, الذي يُحبها ويُقدرها. أرخى مرعي يديه, ثم أتى وإرتكى على الخزانه, لقد كان قريباً جداً منها, ولكنها إقتربت أكثر, وإرتكت هي الأخرى على الخزانه. كان مرعي قد مشط شعره, وأرجعه للوراء وحلق شاربه, كما أنه كانت تنبعث منه رائحه خفيفة, وكأنها رائحه بخور. نظر إلى فستانها وهو يُخرج صفير خفيف من فمه, ثم تسّمرت عيناه على كتفيها, لكنه سرعانما أبعدهما ونظر إلى وجه رسلين المبتسم, لم يتفوه بكلمه لأنه كان مندهش من جمالها, فهي كالعيطبولِ تقف أمامه, ومن قد يقاوم عدم النظر إلى آيةٍ من الجمال؟ ضحكت رسلين بخفةٍ محاولةً أن تقتل الأجواء التي يخلقها مرعي بينهم, فعلى ما تحب رسلين الرومانسية, إلى أنها تتوتر حينما يصبح الخيال حقيقة, فضحكت وأمسكت بكتفه قائلةً وهي تداعبه:-

Releasedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن