{ ما قبل الأحداث }

23 4 3
                                        




OVA

{ رسلين ومرعي }

III

كان يا مكان في قديم الزمان, في أرضٍ بعيدةٍ لا تراها إلا في المنام, أرضٌ يكاد لا يصفها الكلام

أرضٌ تعَشش فيها الفقر والظلم, أرض لطالما كنا نتسائل لما هي موجودة, أو لما نحن موجودون فيها, لإن السعادة تكادُ تنعدم من الوجود, وجميع الوجوه وكأنها هياكلٌ قد إنبعثت فيها الروح, ولكن يا ترى؟ أكُل الناس يفكرون بهذه الطريقة؟ أم هنالك من ليس للرحمهِ مكانٌ في قلبه, أحقاً هؤلاء الناس يتنفسون هوائنا؟ أهم فعلاً مثلنا؟ فتفكيرهم لا يدل على أنهم بشر, ولا تصرفاتهم, إذاً من يكونون؟

لقد كان مرعي شاباً كبقية الشبان, فهو مثيرٌ, وجميل, فلديه من شعره الملولو ما يكفي لإظهار بداعة جماله, وعيونه الواسعه البارزة كانت تأسر الملايين, طوله كان فارعاً طويل حسن البنيه, بشرته حنطيه ناعمه, كالسحاب, لكنه لم يكن بالطبيعي يوماً, فهو فضولي بشكلٍ مقلق, لديه معلومات عن جميع الذين تعرف عليهم, لقد كان إذا تعرف على إنسان, يجب عليه أن يعلم سيرته بالأكمل, ويدرس تصرفاته, متى ينام, ومتى يستيقظ, ألديه عشيقة, أيهتم بنظافته الشخصية, أيهتم بهندامه, أيهتم بآراء الناس من حوله.

لقد كان يريد أن يعلم كل شئ عن كل شئ, حتى قابل رسلين, التي كانت صغيره حينما قابلها أول مره, لقد أحبها بحق, وأرادها زوجه له, لكي تُمتعه, وتأتي بالخلف الصالح له, لكنه تركها لمده سنواتٍ طوال ثم رجع, رجع مرعي ولكن بتحديث جديد, فلقد قتلته اللوعه, كان يريد معرفه كل تفاصيل حياتها, كل ندبةٍ على جسدها, كل تنفس تتنفسه, كل بكاء تبكيه, كان يريد أن يرى كل ذلك, كان يريد أن يعلم أين وكيف تستحم, أين تلبس, وماذا تلبس, كان يريدها, فلقد وضعها هدفه الأساسي, وهدفه كان تزوج رسلين, وأخذ ما يريده منها.

مع أنه متزوج بمرأه جميلة تُدعى رفيف, وقد تزوجها مرعي كتصبيرة إلى أن تنمو رسلين, فهو لم يُرِد منها شيئاً, لا الخلف, ولا الطعام, ربما كان يستمتع بمضاجعتها من حينٍ لإخر, لكنه لم يُحبها يوماً, وهذا ما وقعت رفيف فيه وعلمت بإمره بعد ما أُقفلت المصيده عليها, علمت أنه لن يجعلها سعيده, فقد حاولت, وحاولت بشتى الطُرق لإيقاعه في حبها, لكنه كان مشغولاً دوماً برسلين, فهو لم يكذب عليها حينما قال لها أنه متيّم بها, لكنه كان
شغوفاً بطريقةٍ تدعو للإشمئزاز, فقد كذب على الكثيرين كي يحصل على ما يريد, كذب على والديه, وعليها, فوالداه أرسلاه إلى الأندلس, لكنه لم يتزحزح من مكانه يوماً, فقد ذهب وإختبئ عند صديقه ليث, صديقه المفضل, الذي يلازمه, فلقد تفحصه مرعي أيضاً من جميع الجهات, فقد عَلِم بعلاقته القوية مع جمجون, لقد كان يغار أشد الغيرة حينما يراه معه, فهو كان يريد كل شئ له, له وحده, لقد كان يغار من جمجون حينما يضحك ليث على نكتةِ, حاول أكثر من مره التخلص منه, لكن ليث كان دائماً ما يأتي في الطريق.

Releasedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن