{الفصل الثالث}
CHAPTER III
- ماذا تريد يا عزيزي؟ الجعه أم شراب الشعير؟
قالت ليلك هذا وهي تتحرك في فستانها القصير في بيتها الفوضوي الذي بالكادِ يُرى أثاث المنزل منه, كان العم زُحماني مستلقٍ على الأرض, واضعاً لحمةً باردةً فوق عينه المصابه السوداء, لقد كان شكله مخيفاٍ, فلقد إنكمشت معالم وجهه لتصبح هيكلاً عظمياً, وجهه بدأ يترهل ويذبل, فهو لم يُدخل في فمه شيئاً غير الخمر, وشفاه ليلك, لقد ذهبت روحه, روح العم المرحة, فلقد فقد جميع حياته, إبنته الغاليه, زوجته المحبوبة, وبيته الذي لم يشأ أن يدخله منذ تلك الليلة, لكي لا يتذكر الهموم الغابرة, وبقيت ليلك معه, ليلك ذات العشرين سنه, التي تمتلك حانه بجانب منزلها. لم تكن ليلك جاده يوماً, من جميع النواحي, وبطبع لم تكن جادةً مع علاقتها مع العم, فهي كانت تذهب في الليل حينما ينام العم, لتلبي رغبات الرجال, ثم ترجع قبل إستيقاظ العم. لقد كانت حياتها فوضوية, وكذلك أفكارها, فمع أن نواياها ليست في المكان الصحيح, إلا أنها كانت تعتبر نفسها حرة, وطليقة, فهي تعتبر نفسها مميزة, تفعل ما لا تفعلنه الفتيات الأخريات, لقد كانت تعتقد أشد الأعتقاد أنها حرة, حره من كل شئ, وتستطيع فعل ما تريد, أينما تريد, لقد كانت تعتقد بدماغها الساذج أن تصرفاتها لن تُلاحظ, لكنها لوحظت وبشدة وعرفت ليلك ب( البركاكه) فهي سبب دمار معظم البيوت في حارة النبلاء, ومن ضمنهم منزل آل الجمزيري, وهذا كان هدفها الأول, فهي لم تكن تلك البركاكةَ في صِغرها, إنما كانت فتاةً بريئة, جميلة, يُضرب بها المثل, لكن بعد حادثٍ فظيعةٍ معها, أصبحت تكره الجميع, وأصبحت لا تثق بأحد, كما أنها أصبحت تريد الشر للجميع, لم تكن طريقةُ تفكيرها سليمه, وللأسف فالعم زُحماني كان الطُعم, فهو لا يعلم من تكون ولكنه يثق بها.
حينما كانت صغيرة, كانت لديها عائلة بسيطة تُسمى بآل مُوَضح, كانت عائلة معروفة, ومتدينة, فالأم لم تكن تخرج من المسجد, كما أنها كانت تُعطي ندواتٍ كل يومٍ ودروساً عن الحياةِ وما إلى ذلك, أما الأب فقد كان إمام مسجد, والجميع يحترمونه ويحبونه, كما ويحبون ليلك التي كانت تبلغ من العمر إحدى عشرةَ سنة, فلقد كانت معروفة بحجابها الساتر, وجلبابها الصغير, وإيمانها الخالص, فقد كانت تذهب مع أُمها كل جمعةٍ لتستمع لندوتها الدينية.
ولكن قَل من يعلم, بسرها الذي كانت تُخفيه, فقد كانت ليلك تُغتصب من قبل عمها الكبير, كان يبلغ عمها آن ذاك أربعين سنةً, وقد كان أوقصاً كردوماً, مقرفاً في التعامل, والخمر كان يلازمه دائماً, ولكن أخوه الذي هو أبو ليلك كان يحترمه, كونه أكبر منه, وكان دائماً يتأمل منه أن يصلح الله حاله, لذا فقد كان يعزمه كل عشية جمعه, ليتناول الطعام معهم, ثم يعطيه ندوات إرشادية, وكان ينتهي الموضوع بنومه عندهم على الحصير في الصالة, كما أن أبو ليلك لم يَنل يوماً تلك الهالة الإيمانيه من أخوه, فقد كان دائماً يغير الموضوع ويبدأ يتكلم عن من ضاجع, وكيف كان شكلها وإلى ذلك, ثم يضيف لمسته السحرية كما يفعل كل جمعةٍ, بأن ينصح أبو ليلك أن يُجرب مع نساء أُخريات, وأن يُضاجع نساء غير إمرأته, أما أخوه فقد كان يهز رأسه حزناً وأسى على أخيه الفاسق, ويرفق هذه الكلمه:-

أنت تقرأ
Released
Mistero / Thrillerأحدنا فرطَ في الأخر ... حَتماً لستُ أنا فأنا إعتدت منذُ صِغَري ... أن أُحافظَ على أشيائي وأنت كنتَ كل أشيائي ... فكيف أمسيت كُلَ اشلائي؟ رواية "حرة" رواية عاطفية، عن مراحل الفتاة التي عاشت تحت ظلال الفقر، الظ...