{ما قبل الأحداث}

61 6 2
                                    

ما قبل الأحداث

OVA

* رسلين ومرعي *

كانت رسلين زُحماني الجمزيري في سن الثامنه, حينما وجدت شريكها...

كان ذلك الشريك يٌحب كيانها, شخصيتها الجبارة, ويتقبل أفكارها بسلاسة, وكان الشريك يُدعى (مرعي) كان يؤمن بها, ولا يتأفف من كلامها, بل ويؤيدها في كل شئ, كان متيماً بها, شغوف بإحلامها, لم تكن تحب رسلين الجلوس إلا معه, وكانت تفضل عدم الدراسة إذا لم يكن هو بجانبها, حتى كانا ينامان في نفس الغرفة, كانت تُقدره, لأنه أكثر شخص يفهمها من بين عائلتها, ولم تكن تحتاج لأحد غيره ليفهمها, إلى أن بلغت سن البلوغ, فأبعدها أبواها عنه, ولم يسمحوا لهم حتى بالكلام, أو بتبادل الرسائل, ومرت السنين, وكانت رسلين تتحول لإمرأءة, لم تعُد تتكلم مع أحد, فقد كانت تكتفي بالجلوس في غرفتها والرسم, لقد إمتلأت غرفتها بمخابئ لإوراق مرسومٌ عليها وجه مرعي...

إلا في ذلك اليوم, فقد سإمت رسلين الانتظار, مرعي لم يأت, لم يسأل عنها حتى, فلِم تهتم بشخص قد أهملها, لقد مرّت خمس سنوات منذ آخر مره إلتقيا بها, فقد جمعت جرائتها بأن ترمي كل رسومات مرعي, كل ذكرياته, كل مخططاتها الورديه لمستقبلهما, وهكذا فعلت, لكنه لم تمر ثواني إلا وهي جاثيه على الارض تجمع رسوماتها لمرعي من المهملات, كانت تبكي, وتضم الاوراق إلى صدرها, لم تجرؤ على هذه الفعلة, سوف تبقى تتألم على ذكرياتٍ باتت هباءاً منثورا.

رجعت رسلين إلى غرفتها, ووجهها مُكتسب اللون الأحمر القاني, عيونها منتفخة, وشفاهها متشققة, كانت نعِسة, تريد النوم بشدة, مع أنها أستيقظت منذ قليل, فوصلت سريرها, وإرتمت عليه مثلما ترتمي بتلة الورد على العشب الرطب, لتذبل مع ذكرياتها الغابرة, ونامت نوماً عميقاً, مليئاً بالدموع...

- أستيقظي يا جميلة

كانت رسلين قد نامت فترة طويلة, ولم تكن تنوي الأستيقاظ, إلا أن ذلك الصوت كان غريباً, فحينما سمعت الصوت يتردد اكثر من مرة, قررت بأن تفتح عيونها الخَمِله لترى من يناديها, في البداية إرتأت بأنه أبوها يوقظها من نومها المتأخر, لكن حينما إستعادت رسلين وعيها بشكل كامل, فتحت جفونها لترى أنه رجل غريب جالس على كرسيها, يرمقها بنظرات مرعبة, كان طويلاً, حنطي البشرة, كلون التراب المُبتل, كان وجهه نظيفا, لامعاً, يتمركزه أنف مستقيم شديد الأستقامه, طويل, عيونه كانت كبيرة بارزة, رمادية, مع رموش كثيفة, لديه فم كبير, أثرد, مكتسب اللون البني, إثر التدخين, ولحيه سوداء خفيفه, مع شعر أسود مُجعد متوسط الطول, وملابسة تدل على ثرائه.

تصاعد الدم إلى رأس رسلين, صوتها قد إختفى لم تكن تستطيع فعل شئ, فالرجل جالس بجانب سريرها, تكاد تسمع صوت تنفسه, ولا يمكنها الحراك, إذ أنها لا تعلم ما إن سيهجم أم لا, فلم يسعها إلا أن تسأله السؤال الكلاسيكي المُبتذل:-

Releasedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن