{ chapter VIII }

23 3 8
                                        


{ chapter VIII }

{ الفصل الثامن }

- خاص الأسود -

* زُحيّق*

هم كانو من أسس حركة العربده في حيهم, هم من وضعوا أسمائهم تتلألئ بالسوء, فقد كانو شرسي المعامله, وقساة القلوب, وما من أحد كان يُحبهم, مع أن الناس ينسون أحياناً أن الأسود أيضاً أناس, أناس لديها عائلات, وتفعل ما تُؤمر به, سواء من قتل, أو شغب, فزُحيّق والذي هو نائب رئيسهم, الذي يترأس المجموعه, قد حُكم عليه بالإعدام ذات مره, لكن الوريث بنيامين أخرجه من المأزق وأُعتقه من أيدي الشنق, لقد كان زُحيّق ممتناً له, وجاهزاً لفعل ما يتطلب ليدفع الجميل لبنيامين, لذا, تخلى عن شخصيته, وأصبح زُحيّق القوي مفتول العضلات, مع أنه لم يكن يوماً كذلك إذ أنه حساسٌ للغايه, تُجرح مشاعره بسهوله, وطيبٌ إلى أقصى درجه, وقد كان يمتلك أسره جميله مؤلفه من الأم وإبنهم الصغير كتّام, لكن بعد حبسه لمده طويله, وإصدار حكم إعدامه, تزوجت زوجته من رجلٍ آخر مخافه الفقر, ولم تعلم يوماً بأن زوجها زُحيّق قد أُعتق وأصبح طليقاً.

لقد كان زُحيّق يؤامن بالحب الحقيقي, وبالمشاعر, كان يُقدر المرأه ويفهم خصوصياتها, ولكن زوجته لم تكن يوماً تُشاركه حبه الحقيقي, فهو ليّنٌ للغايه, يستطيع تغيير حبه إلى أي أمرأه أخرى بسهوله, فهو هائم بالمرأه, ولا يستطيع التحكم بذاته, فكلهم كان زُحيّق يُحبهم.. إلا في ذلك اليوم, حينما كان في أوائل العشرينات, وقد رأى تلك الخادمه مبهره الجمال تتمشى بين أعمده القصر, ولقد كانت تلك أول زياره للقصر عند زُحيّق فهو كان يريد أن يلتحق بالأسود, إلا أنه كان دائماً يُرفض, لإن جسده كان هزيل, وهو صغيرٌ جداً لمهمةٍ ومسؤليةٍ كهذه, لذا يرجع زُحيّق غاضب على حظه, ولكن تلك الخادمه تأتي لتخترق نظره بجمالها, لقد هام بها زُحيّق, وكتب لها الأشعار, سماها بأجمل الأسماء, وأعطاها أجمل الهدايا, لكن في يومٍ ما.. إختفت تلك الخادمه, ولم تعد تُري زُحيّق وجهها, حزِن كثيراً لها, ولقد كانت لوعه الحب تقتله وتفتك بقلبه الضعيف الرقيق, لقد أحس بأمر مختلف معها, وكأنه الحب الحقيقي بذاته, فلقد إمتنع عن كل النساء ليختلي بها, ويبقى وفياً لها.

حينما مرت السنين على زُحيّق, كان قد نسي النساء, بل إعتزلهن, لإن حبه مازال لها, لكنها سرقته منه وهربت به, لذا فهو كان حزين, ومكتئب, حتى أنه بنى جسداً مبهراً, مفتولاً, يكاد يتمزق منه, وحينما أخذ البلاغ أنه سيترأس العصابه, شعشع وجهه وأضاء, ورجع زُحيّقٌ إلى حياته, وقرر نسيان ماضيه وطمره في التراب, لقد رجع للنساء, وللعب القذر, شرب الخمر بكميات مهوله, والميسر الذي كان بارعاً به, لقد أغلق زُحيّق قلبه الأبيض, وغطاه بالقلب المتعجرف, المتسلط, لقد أراد أن يُري الحاره أنه جعسوق, ولكنه فعليا ليست به هذه الصفات, إلا أنه لم يرى أن زُحيّق الحقيقي يُعجب من حوله, فمثّل عليهم جميعهم, وما زال يُمثل إلى أن أصبح عمره سبعةٌ وثلاثون عاماً.

Releasedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن