الفصل الثالث

253 11 1
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثالث

عند اللقاء الأول
لا تستمع لأي أغنية ،
ولا تضع أي عطر،
وإياك أن تحب المكان كثيرا…
ولا تسأل عن السبب

سارت وسط الخيول في حالة من الشرود، فما يحدث معهم ليس بالطبيعي، تعلم جيدا أنه لم ينتج عن شغل والدها سوى  الفقد فقدت أغلى ما يملكه قلبها ليس فرداً واحداً لكن اثنان كانت فاجعة لم يتحملها منزلهم تعلم من دواخلها أن الجميع تألم وفي المقدمة والدهم الذي يحارب ويتحارب فقط من أجلها هي وإخوتها يحارب لأنه لن يتحمل فقدا آخر يكفيهم ما فقدوه إلى الآن من أجل الوقوف أمام هذا الطريق وعدم العودة إليه مره أخرى، أأخطأ؟، نعم قد أخطأ ،  لكن حاول العودة من هذا الخطأ وتحمل نتيجته.

ظهور عمار يقلقها بشدة بجانب هذا الغريب ما هي حكايته وما الصلة التي تجمعه مع عائلة اليماني .

فاقت من شرودها عندما وصل صوت من خلفها هاتف بخفوت   :
-أكره  بشدة من يخالف المواعيد.

كان يقف  منذ دقائق طويلة يشاهدها لم يستطع أن يزيح عينيها عنها كانت كالفراشة وهي تنتقل بين الحواجز برشاقة  وخفة ثم اقترب من الخيل الذي اكتشف أنه يخصها  رآها وهي تطعمه بحنان  حاول أن يبعد أنظاره ويرسل إلى عقله إشاره بالأمر كي يتقدم  

التفتت نحوه وقد ارتسمت على وجهها معالم الغضب وبدت واضحة له جيدا :
-هذا عندما يكون من أمامي صادقًا.

تقدم نحوها خطوه فلم ترجع إلى الخلف بل وقفت أمامه رافعه ذقنها بتحدي محافظة على توترها بينما هو تطلع عليها من خلف نظارته متسائلا بتلاعب   :
-ومتى لم أكن صادقًا؟

تقدمت هي الخطوة الباقية هاتفه بشراسة وتحدي كأنها تقول له إن أمرك مكشوف أمامي وإياك والكذب :
-من أنت وما حكايتك ؟

انحنى  قليلا إلى مستواها  حتى أصبح على بعد  قليل منها مال إلى جانب أذنها مجيبا بخفوت :
-يوسف السالمي.. أما بالنسبة إلى حكايتي سنكتشف الحقائق في وقتها المناسب.

عقدت حاجبيها بعدم فهم  فلم تستطع أن تفهم مغزى إجابته وقف باستقامة مره مغيرًا مجرى الحديث قائلا:
- ها  لم تخبريني ماهو الخيل الذي اخترتيه من أجلي؟

فنظرت له ببلاهه من قدرته على تغيير الحديث هاتفة دون أن تستطيع أن تسيطر على لباقتها في الحديث :
-هل أنت مجنون !؟

انفرجت شفتاه عن ابتسامة هاتفا بعبث  :
-رائع لقد استطعتي أن تكتشفي واحدة من صفاتي .

قطع حديثه ناظر  إلى ساعة يديه ثم رفع نظره مرة أخرى قائلا :
-عذرا  لكن يجب علي الرحيل إلى اللقاء مرة أخرى .

ثم التفت وغادر دون أن يستمع إلى ردها بينما هى نظرت في أثره وهي تتمتم وتخبط كف فوق الآخر :
-لم أكذب  صدقا إنه مجنون!

إنتقام حُرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن