بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثاني عشر
شخص يعلم أنه على وشك ان يفقد ان نفسه ويفارق هذه الحياه شخص يعلم أن مستقبله ليس معلوم ويقف فقط على هذه الخطوة التى أحيا سنوات عمره الأولى يهيأ نفسه من أجلها كيف له ان يحب حتى وان ضعف قلبه وخانه كيف له أن يعرض من يحبه للخذلان ويخلف وعده معه ويعرضه للخطر.
ما القي على مسامعه الآن كأن احدهم قام باعطائه نجمه من السماء بين يديه لكن هذه السعادة لن تكتمل ونهايته واضحة للجميع طال صمت محاولا به ان يفكر فى عرضه لكن لم يستطع ان يجب عليه بالرفض :
-سيد مصطفى قبل اتخاذك هذه الخطوة احب ان اوضح لك امر.
قطع كلامه ليعطيه فرصة لكى يستوعب رفضه :
-الجميع يعلمون من أنت جيدا ومن أهم أبنائك وأن يذكر اسمهم فى جملة معهم هذا شرف كبير وانا واحد ممن يتمنى ذلك لكن تعلم ما نحن مقبلين عليه.
رفع مصطفى كفه قاطعا حديثه وقد وصل إليه ما يحاول ان يشرحه يوسف :
-عندما اخبرتني انك تريد مني مساعدتك اخبرتك امرا واحد تتذكره؟
فهذا يوسف راسه بمعنى نعم وقد شرد فى جملة مصطفي في هذا اليوم وأخبره بشروط لقبوله للعودة للعمل مرة أخرى ومساعدته في الانتقام لاهله كان هنا داخل هذه الغرفة يجلس على هذا المقعد مثلما يجلس الآن هتف مقر له بموافقة لكن هذه الموافقة لن تنفذ سوى بشرطه :
-حقك ان تنتقم لاهلك وحقي ايضا ان انتم لاجل زوجتي وولدي الوحيد ورغم انني اعلم اننا لس يمفردنا لكن لا اريد منك التدخل.
ارتسمت معالم الصدمة على وجه يوسف فاكمل مصطفى حديثه قائلا :
-لقد اوشك عمري على الانتهاء وانت مازلت شاب لم تبدأ حياتك بعد يا بني وان كان ولدي حيا كنت امرته بهذا أيضا.
ابعد يوسف دهشته عنه ثم أردف قائلا باعتراض :
-هذا انتقامي انا وايضا سيدي انت لديك اولاد يحتجون لوجودك أيضا.
هزا مصطفي رأسه في نهي ثم هتف قائلا :
-وانا لا استطع ان اعرضك للخطر سكفي سنواتك عمرك التى ضاعت فى الهرب بالخارج مع اشقائك.
توقف لثواني عن الحديث ثم ابعد أنظاره شارد فى بناته واردف قائلا :
-انا من قمت بتربية بناتي واعلم جيدا ان غبت سيبقى موجود بداخلهم للأبد وستبقي قواعدي نافذة فى هذا البيت كل ما يحتاجونه الآن هو الزواج المساندة على كتف زوج يحفظهم بين اعينه.
عاد يوسف من شروده ثم أعاد أنظاره نحو مصطفى الذي كان يتحلى بالصمت يراقبه :
-وإن وافقت كيف ستقوم باقناعها.
ارتسمت على شفتي مصطفى ابتسامه صغيره معبرة به عن سعادته بأنه وافق :
-لدي طريقتي الخاصة لم نقم سوى بخطبة صغيرة وعندما ينتهي الأمر وكنت مازلت حيا تستطع وقتها أن تخلي كل التزاماتك.
توقف لثواني الحديث ثم اكمل جملته وقد غزا الحزن صوته :
-اما اذا كنت قد فارقت الحياة اتمني ان لا تتركهم بمفردهم
