قد يبدو هذا الأمر غريباً، لكنني الآن بصدد الخروج من قطيعي للمرة السادسة، لأجل البحث عن رفيقي الغبي الذي لم يكلف نفسه بمهمة البحث عني، لطالما سمعت أن الرجال هم من يجوبون القطعان بحثاً عن رفيقاتهم، لكن يبدو أن لكل قاعدةٍ شواذ، وربما أكون انا هذا الخط الشاذ فيها."إلى اللقاء أبي وأمي، أراكما قريباً." قلتُ أحتضنُ أبي ثم والدتي أقبلها على خدها عدة قبلات وهي بادلتني البعض مع القليل من دموعٍ سخية هطلت على وجنتيها الجميلتين. لم تتحدث معي لأنها تعرف أنني لن أفعل شيئاً ولن أتوقف، فلقد جربت ذلك خلال المرات السابقة جميعها ولم تستفد سوى أن عنادي ازداد بإيجاد رفيقي المزعوم مرة تلو الأخرى.
ابتعدتُ عنها أتجه لأخي ورفيقته. " إلى اللقاء ليفر، إلى اللقاء لياندرا." قلتُ أعانقهما كلاً على حدة ليودعانني قبل أن أصل إلى محطتي الأخيرة، إيلينا.
صديقة أيامي، طفولتي و مراهقتي و شبابي، عشنا كل أيامنا سوياً إلى أن أتى اليوم الذي قرر فيه القدر أن تبتعد فيه عني، وهو ذاته يوم تحولنا، اليوم الذي وجدت فيه رفيقها ولم أجده أنا.
" وداعاً إيل." همستُ أودعها لتنقض عليّ. بعناق قوي. " إلى اللقاء، إلى اللقاء ستيلا." قالت لابتسم وأنا أبتعد عنها أحمل حقيبتي على ظهري بعد أن كانت على الأرض وانطلق راكضة إلى خارج حدود قطيعنا.
لم أتحول.
فقط استخدمت قدرات ذئبتي التي منحتني إياها وأنا أركض، أشعر بالهواء يلامس كل مسامات جسدي وشعري الذهبي ذي الطول المتوسط لما بعد كتفاي يطير ورائي بعد أن خرج من عقدته التي كانت على شكل كعكة فوق رأسي.
المحاولة السادسة والأخيرة لي ولذئبتي، بعد أن كدنا نفقد الأمل، أو فقدنا لفترة بالفعل.
في الثامنة عشر من عمري وبعد تحولي أنا وإيلينا، لم أجد رفيقي مثلها من اليوم الأول، فهذا طبيعي، بالنسبة إلى أن قطيعنا كبير نوعاً ما ويعد ثاني أكبر قطيع.
لذلك فقد بحثت في أنحاء قطيعي كاملة، وبعد عدة أيام من عدم إيجادي لرفيقي تأكدت أنه ليس من قطيعي.
إكتئبت قليلاً، بل كثيراً وتمنيت لو أنه كان في قطيعي قريباً مني، مكثتُ في غرفتي طويلاً حتى اقترحت ذئبتي أن نخرج ونبحث عنه في القطعان الأخرى.
وأنا ما كان لدي سوى أن أوافق.
في النهاية أنا أريد رفيقي.
في البداية لم يسمح والداي بخروجي من القطيع بمفردي، وأخي أوليفر كان من المعارضين وبشدة لتلك الفكرة، فأنا وبخروجي من القطيع أُعرض نفسي للكثير من المخاطر.
لكن مع القليل من الدموع والبكاء والاضراب عن تناول الطعام، نفع الأمر لكن بشروط من والدي. أولها كان أن أنهي عامي الدراسي هذا، وبالفعل أنهيته ظناً مني أنه شرطه الوحيد، لكن لا لن يكون والدي إن لم يجعلني أعاني.
أنت تقرأ
Stella
Werewolfنظرتُ في عينيه الرماديتان إنهما جميلتان للغاية، واللعنة ما الذي عليّ فعله؟! "أنا ويليام دانيال سالاكار وأنا أرفضُ رفيقتي أياً كان اسمها. " قال هذا قبل أن يختفي من أمامي، وعلمت أن اختفائه كان بسبب سقوطي أرضاً من شدة الألم الذي أحدثتهُ الرابطة بداخلي...