كنتُ رفقة ويليام نجلسُ في مكتبه بانتظار قدوم الألفا'ز الخاصين بالقطعان وحلفائنا من جميع الممالك لحضور الاجتماع المهم الذي أخبرته أنني أنوي إقامته منذ ما يقارب الساعتين.
البارحة وبعد أن غفوت من شدة التعب راودني حلمٌ غريب.
مبنى كبير وجميل من طابق واحد، لكن حجمه ومساحته تعطي انطباع أنه مكون من أكثر من عشر طوابق، و مع وجود أعمدة وأنوار حوله زادت الهيبة والجمال اللذان يتمتع بهما.
تزينه التماثيل من جميع الاتجاهات، و عندما دخلته في حلمي كان مليئاً بالتحف واللوحات الجميلة والكثير الكثير من التماثيل والمزهريات.
وكأنه يشبه المتحف الذي زرته عندما ذهبت إلى عالم البشر مرة خلال بحثي عن رفيقي.
عاد الظلام مرة أخرى و خرجت من ذلك المكان لأجد نفسي في مكان آخر وأنا أرى أنفاقاً تحت الأرض، وعاد الضوء القوي ذو اللون المُصفر المشابه للضوء في المتحف قبل قليل مرةً أخرى.
واصلت الدخول في تلك الأنفاق مدة طويلة جعلتني أشعر أنني في فيلم رعب من الطراز الرفيع، خاصةً مع الروائح المقرفة التي كانت تسلل إلى داخل أنفي، ممتزجة مع رائحة الغبار التي تدل أن المكان مهجور منذ قرون.
مشيت مدة إلى أن دخلت في أحد الممرات وعدت المشي فيه، قبل أن يظهر ما يشبه الباب الحديدي في المقدمة وكأنه يرشدني للوصول إليه، مثل المخرج.
كان غريباً، فالأبواب عادةً ما تكون بأشكال مستطيلة أو شبه بيضوية من الأعلى، ولها مقبض من المنتصف بحيث تستطيع فتحها والدخول من خلالها.
لكن هذا كان مختلفاً كان متعرجاً بطريقةٍ غريبة تبعث على الاشمئزاز، ولا تعرف له جهة، والمقبض كان مختفياً، ولم اجد له مكاناً، كأن الباب يفتح فقط باتجاه واحد.
من الداخل للخارج فقط.
فتح الباب بقوة بعد أن ظهر ضوءٌ مشعٌ باللون الاسود الممتزج بالأرجواني اللذان عند رؤيتهما معاً يُعدان دليلٌ على استعمال السحر لتعويذة ما، تعويذة محرمة.
ظهر خلفه طوابق كثيرة وكأنك تقف في عالم آخر أمام هذا الباب، طوابق كثيرة ومتعرجات وأدارج وأنفاق، وممرات، مع الكثير الكثير من الأبواب، بالإضافة للطوابق التي لا تعلم ما هو عددها.
كان المكان مكتظاً بالناس ذوي الهالات المختلفة، ولا أعلم من أين ظهروا فجأة، لم يرونني وكأنني كنت مثل السراب، أو مثل الأشباح، مختفية.
مع أنني أقف وأتجول بينهم، ومن المؤكد أن الصخب والضجيج يملأ المكان من حولي إلا أنني لم أسمع ولا همسة حتى.
أنت تقرأ
Stella
Werewolfنظرتُ في عينيه الرماديتان إنهما جميلتان للغاية، واللعنة ما الذي عليّ فعله؟! "أنا ويليام دانيال سالاكار وأنا أرفضُ رفيقتي أياً كان اسمها. " قال هذا قبل أن يختفي من أمامي، وعلمت أن اختفائه كان بسبب سقوطي أرضاً من شدة الألم الذي أحدثتهُ الرابطة بداخلي...