|2|هل تتألمين؟

56.1K 2.6K 770
                                    


فتحتُ عيني لأجد نفسي مجدداً في الغرفة ذاتها، غرفة رفيقي المزعوم الذي رفضني من اللحظات الأولى، ألم كبير أشعرُ به في داخلي، لا أعلم ما الذي يحصل لي ولماذا لا زلت حية!

أنا أعلم _كما يعلم الجميع طبعاً_ أنه عندما يتم رفضك من رفيقك تموت، أو ربما ذئبك يختفي، لكنني لم أمت، و لي في داخلي موجودة بالرغم من آلامها. ما الذي يحصل معي؟ هل أنا استثناء مرة أخرى؟

كرهتُ كوني استثناء، أريدُ أن أكون أنثى طبيعية.

رفعتُ رأسي لأجد الغرفة خاليةً منه لكنَّ رائحته مليئةٌ بها وهذا ما جعل لي تبتسم بسعادة في داخلي، إنها حتى الآن لا تتخلى عنه حتى بعد كل ما فعله بنا!

تعبتُ من التفكير بكل ما حصل بي، أريدُ تفسيراً مرضياً لكل ما حصل معي، لقد تعبتْ.

هل أخطأت يوماً مع أحد؟ فليخبرني لأكفر عن ذنبي بعيداً عن رفيقي، ما الذي فعلته أقسم أنني أنثى مستذئب لطيفة، أساعد الجميع، ألاعب الأطفال، وأحتضن كبار السن وأحسن لهم.

كنتُ أقوم بالأعمال الخيرية مع أصدقائي وكذلك كنا نساعد البشر في الخفاء، أقسم أنني شخص جيد ما الذي فعلته، أقسم أنني سأصحح أخطائي فقط فليخبرني أحد بأخطائي.

بكيت، أقسم أنني بكيت حتى لم أعد أشعر بعيوني، ولي في داخلي منكمشة على نفسها وتأن بألم من آلامي، أرجوك يا إلهي ساعدني، خلصني من هذا العذاب ولأمت.

مسحتُ دموعي وعاد التفكير إلى رأسي.

شعرتُ بالغرابة من كل ما يحصل معي، لماذا يحضرني إلى هنا إذا كان لا يريدني؟ لماذا يقبلني ويحاول التقرب مني إذا كان لا يريدني؟ ما الذي يحاول فعله؟

هل يحاول كسر قلبي أكثر، لأن نجح بذلك باستمرار وبجدارة وأكثر من مرة أيضاً.

توجهتُ للحمام وغيرتُ ملابسي التي كنتُ أرتديها منذ ثلاثة أيام.

لم أجد سوى ملابس ويليام، لذلك ارتديتُ قميصاً من قمصانه والذي كان عريضاً للغاية، وعندما أقول للغاية فأنا أعني ذلك فقد كان عريضاً لدرجةً أن أحد كتفاي يظهر مع كل محاولاتي الفاشلة لجعل القميص يخفيه، في النهاية غيرتُ رأيي وعدتُ لارتداء ملابسي نفسها.

عندما أراه سوف أخبره أن يعطيني ملابس نظيفة، أو أن يحضر لي حقيبتي، تذكرتُ هاتفي، لا بد أن أمي قلقة من عدم إجابتي على رسائلها لأكثر من أسبوع.

وقفتُ على الشرفة وأنا أنظرُ لكل ما حولي، الحديقة رائعة الجمال وبديعة للغاية أحببتُ شكلها جداً فقررتُ النزول للأسفل، فتحتُ الباب وخرجتُ باتجاهها ولحسنِ حظي لم أرَ أحداً في طريقي.

وقفتُ أمام البحيرة التي في الحديقة لأرى إنعكاسي فيها، وجهي الشاحب وكأن كل الألوان قد سحبت منه، الهالات السوداء التي استقرت تحت عيناي وأخذتْ موقعاً لا تريد مغادرته، وجهي الذي يبدو عليه أنني بكيتُ وبجدارة، وعيناي التي احتوت على الكثير من الهموم، والحزن الجلي على ملامحي.

Stellaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن