فتحتُ الصفحة الأولى لأقرأ ما كتبته جدتي، كانت اول خمسين صفحة منها عادية عبارة عن مذكراتها وهي لا تزال شابة، إلى أن وصلت إلى الصفحة الواحدة والخمسين.
هُنا بدأت بالحديث عن لقاءها بجدي حيثُ التقتْ به في احدى الاجتماعات الكبيرة التي تحدث كل عشرين عام بين جميع أنواع الخوارق، و لا تنسى القول أن جدي قد يئس من شدة ما بحث عن رفيقته و كان وقتها في منتصف الثلاثينات من عمره بينما كانت جدتي في الرابعة و العشرون من عمرها.
كانت ابنة الساحر الأول السابق و عندما توفي أصبحتْ هي الساحرة الأولى بعد أن أجرت العديد من الاختبارات لتحديد أحقيتها في الحصول على العرش كأبنة الملك السابق.
عندما قابلها جدي علم أنها نصفه الآخر و رفيقته المنتظرة و علمتْ هي بذلك أيضاً، على الرغم من أنها ساحرة ولكنه أوقفها بعد نهاية الاجتماع وتحدث معها بكل شيء، أخبرها أنها رفيقته المقدرة التي انتظرها لوقت طويل ولا يمكنه العيش بدونها.
بعد تفكير كبير وافقت جدتي التي هي الأخرى وجدت في جدي رجلاً لا بأس به.
عاشا معاً سنة كاملة، لا يعلم بعلاقتهما أحد سوى المقربين للغاية منهما، قبل أن يوسمها جدي و يأخذها معه للقطيع، و لكن علمَ المجلس الأعلى بالأمر و أتى لإيقاف هذا التزاوج قبل أن يبدأ حتى.
لم يقبل جدي بالتخلي عن جدتي و كذلك فعلت لكن عندما وجد المجلسُ الأعلى إصرارهم على هذه العلاقة وتمسكهم بها ورفضهم لترك بعضهم، ولأنهم يعرفون برابطة الرفيق المقدسة التي لا يستطيع أحد مقاومتها أو رفضها تمت الموافقة على علاقهم ولكن بشروط كثيرة.
أهمها ألا تسمح جدتي لأولادها أو أحفادها بوراثة سحرها فوافقا على ذلك حيث لم يكن يهمهما ذلك الأمر، تزوجا و أنجبت جدتي ابناً والذي هو والدي كريستوفر، والذي وجد رفيقته هو الآخر ليتزوجها و تحمل بفتى _أوليفر_ و بعدها بفتاة _التي كانت أنا_ علمت جدتي بوجودهما حتى قبل أن يعلم الجميع.
لكن حدث ما لم يكن في الحسبان.
استيقظت جدتي ذات يوم و هي قلقة و قد رأت حلماً مزعجاً للغاية، أرعبها وجعلها تخل نوعاً ما في شروطها مع المجلس الأعلى للخوارق.
و كما وصفت الأمر في دفترها.
« بدأ الحلم عندما وجدت المكان حولي مليئاً بالدماء من كل الجهات و أنا أقفُ في غابةٍ مهجورة قد ماتت كل مظاهر الحياة فيها.
فتشققت و تساقطت أوراق أشجارها و أصبحتْ أرضها جرداء و السماء كانت غائمة إن كان الوصف صحيحاً، سواء كسواد الليل على الرغم من تواجد الضوء.
دقائق و ظهرَ العديدُ من الجيوش يقتربون من إحدى الجهات ليقفون بإستعداد و أمامهم قائدهم الذي بدأ بإلقاء الأوامر.
أنت تقرأ
Stella
Werewolfنظرتُ في عينيه الرماديتان إنهما جميلتان للغاية، واللعنة ما الذي عليّ فعله؟! "أنا ويليام دانيال سالاكار وأنا أرفضُ رفيقتي أياً كان اسمها. " قال هذا قبل أن يختفي من أمامي، وعلمت أن اختفائه كان بسبب سقوطي أرضاً من شدة الألم الذي أحدثتهُ الرابطة بداخلي...