اقــتـبــاس 💛

21.4K 232 32
                                    

الإقتباس الأول 💛:

-«بتحب أُختك يا حمزة، إنت اتجننت!!».
فاق "حمزة" من تلك الغيبوبة القصيرة التي دخل بها عقله دون سابق إنذار، ليصطدم بتلك الكارثة الذي افتعلها أثناء غياب وعيه عنه، فاتسعت عيناه لثوانٍ من هول الفاجعة الذي أقحم نفسه بها، لينكس رأسه للأسفل، يُخبأ وجهه بين راحتي كفيه، يُخفي ملامحه التي كانت مزيج بين الذهول والألم والشعور بالذنب والحقارة من نفسه اللعينة التي وقعت في عشق تلك الفتاة المسماة بـ "أخته"!!
رفع أعينه التي زحفت لها حمرة  البكاء، وقال في عندٍ يشوبه الأمل لفكرة مجنونة، يتمني لو أن يشعر به أي أحد!
-«انت عارف كويس يا أرسلان إنها مش أختي، كلكم عارفين كده!».
خار "أرسلان" على المقعد، مزمجرًا بغضبٍ فتك به بسبب تلك الفكرة المجنونة التي ستلقي بـ "حمزة" في الجحيم، عقله حتى الآن يعجز عن تصديق ما يقوله هذا الأبله الجالس أمامه!
جذب خصلات شعره في عدم تصديق، وأعينه تتسع تدريجيًا بصدمة.. ليهدر به فجأة بذهول:
-«لا دا أنت اتجننت رسمي فعلًا! الموضوع دا عدى عليه ٢٥ سنة لدرجة إننا نسيناه أساسًـا».
-«كلكم نسيتوه ما عدا أنا.. أنا اللي من ساعة ما حبيتها وأنا فاكر إني مش الابن الحقيقي للعيلة دي!».
هتف بقهر وألم يغزو قلبه وكل ذرة لعينة بداخله، قبل أن يضغط فوق أنفه بقوة كانت كافية لمنع الهواء من الدخول لرئتيه وكأنه يعاقب نفسه على حُبها الذي يحُرّم عليه، فلطالما تنفس كان يتنفس حُبها وعشقها، ورائحتها التي تأبى أن تتركه في شأنه!
غصة مريرة كالعلقم استقرت في حلقه كحجر ثقيل، وهو يتابع حديثه بخجلٍ من نفسهِ، وضعف لم يكن من صفاته يومًا سوى عندما يتعلق الأمر بها:
-«إنتَ فِكرك الموضوع سهل عليا ولا أنا فرحان بنفسي يعني!؟».
تابع حديثه بحشرجـة وعجز يكاد يفتك به:
-«إنت مِش عارف أنا عايش في إيه وانا بخون ثقة الناس اللي ربوني وكبروني! السِت اللي محرمتنيش من حنانها حتى بعد ما خلِّفت وعُقدتها إتفكت، والراجل اللي رباني وخلاني حمزة باشا العطار اللي الناس بتعمله ألف حساب؛ حتى هي!.. هي عايشه طول حياتها فاكراني أخوها، ومش أخوها بس كمان، أخوها وصاحبها الوحيد اللي بتترمي في حضنه لما الدنيا بيها تضيق!.. حضنه اللي بيعافر عشان يبعدها عنه.. لأنه للأسف لما بيحضنها مبيبقاش شايفها..».
صمت وترك حديثه مُعلقًا، مكتفيًّا بهذا القدر من مشاعره التي أفصح عنها اليوم؛ بينما كان "أرسلان" بالقدر الكافي من الذكاء ليفهم أنه عندما يحتضنها لا يرى أُخته، بل حبيبته!.. وبالتأكيد الفتاة الوحيدة القادرة على إشعال النيران المُستعرة بداخله، فلطالما كان "حمزة" ليس مُهتم بالنساء رغم رغبتهنّ هنّ به!
دائمًا كان يتسائل عن سبب أفعاله وتصرفاته وعدم زواجه إلى الآن رغم إنه رجل ناضج شارف على اكمال الثلاثين عامًا؛ الآن فقط عَلِم ما السبب ألا وهو تِلك الصغيرة "نجمة" ابنة أخته.
-«وناوي تعمل إيه؟».
تساءل "أرسلان" بنبرة مثقلة بالهموم، وبداخله يخشى من إجابته التي ستحدد مصير عائلتهم، ويخشي على "نجمة" من وقع الصدمة عليها، فإن أصر على إخبارها سَتُدمر نفسيتها وسيصبح لديها إنعدام ثقة بِمَن حَولها.
ولكن رد "حمزة" القاطع، جعله يتنفس الصعداء ويرتاح قلبه ولو قليلًا، فهُناك جزءٌ لا يستهان به بقلبه يشفق عليه.. فمَن أكثر مِنه يعلم ألم الحُب والفراق؟
في حين خرجت كلمات الآخـر تحمل من الإصـرار ما يكفي ويفيض لتنفيذ حديثه:
-«أنا عايش في جحيم بسبب حُبي ليها وشعوري بالذنب من ناحيتهم كلهم، بس متخافش.. ناره هتحرقني أنا لوحدي، وعمري ما هسمحلها إنها تطول حد معايا..!».

تراراراااا ودا كان الاقتباس الأول من روايتي الجديدة "مقيد بسلاسل عشقك"، إن شـاء الله تشوفـوا حاجـة جديدة وتعجبكم عشان أنا متفائلة بيها جدًا 💛😂.

تفاعل بقى وشجعوني أنزل الإقتباس التاني لعمو أرسـلان الصاوي 💛😂.

مُقيَّد بسلاسل عِشقك | ملك هشام شاهينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن