الفصل السادس ♡
"مقيد بسلاسل عشقك".بعد إنتهاء الحفل، ورحيل الجميع منه، وإنتهاء العمال من هدم الديكور الذي خُصِص فقط لهذا الحفل.. صعد "حمزة" للطابق العلوي، ليوقفه صوت "نجمة" التي تنادي بإسمهِ في توتر استشعره هو دون أن ينظر لتعابير وجهها، فانعكس عليه هو الآخر، ليتقبض بإرتباكٍ، وعقله يرفض مواجهتها بعد إنهياره المخزي أمامها.
التفت لها ببطءٍ وتلاقت الأعين في نظرة نحمل الكثير..
نظرة قوة تُخبئ خوفًا عظيمًا من ناحيتهِ..
ونظرة لهفة ورغبة مُميتة في الإطمئنان من ناحيتها..
وطال الصمت لوقتٍ لا يستطيعا تحديده..
أراد أن يهرب منها، ومن مشاعره..
وأرادت أن تقترب لتحتويه..
وفي النهاية.. فازت كفة إرداتها على كَفّتهِ هو، حين اقتربت منه تسأله بإهتمام:
-«إنت كويس يا حمزة؟».
سؤالها ضربه في مقتل! لقد كان وجودها جانبه هذه الليلة حقيقيًا، وهو من أوهم نفسه أنه كان حلمًا تشابك مع زمرة الكوابيس التي هاجمته حينها.
تجمدت ملامحه، على خلاف عقلهِ الذي أسرع يفكر في ردٍ يجاوب به، أو حجة يهرب بها من أي أسئلة قد توجه إليه عما صابه في هذه الليلة اللعينة التي يتمنى أن يُمحيها من ذاكرتهما سويًا.
فأطرق برأسهِ لثوانٍ، يحاول أن يُعيد ترتيب أوراقه بعد هذا الإحتمال الذي كان في عقلهِ، والذي تأكد الآن منه بسؤالها، ثم ابتلع لعابه الذي جفّ بصعوبة، مُجيبًا بثبات مزيف:
-«أيوة، هو فيه حاجة حصلت؟».
زمت "نجمة" شفتاها بعدم رضا لإنكارهِ العنيد، ثم لمست ذراعه بأناملها في رقة، متمتمة بحنوٍ:
-«حمزة، عادي إنك تتعب، أو إنك تمر بوقت مش لطيف، أو إنك.. تحلم بكوابيس!».
تلك النظرة في عينيها يعلمها جيدًا.. فقد لاقى الكثير منها في طفولتهِ، عندما كان ينزوي في مكانٍ وحده بالملجأ، دون أن يستجيب لأي شخص من العالم حوله.. نظرة الشفقة!
وكم يكره تلك النظرة التي تثير بداخلهِ شعورًا مقيتًا!
فاندفع يجيبها في عصبية استوطنت كلّ حرفٍ خرج منه:
-«في إيه يا نجمة!؟ أنا مش عيل صغير عشان أحلم بكوابيس يعني!».
فتحت فمها تأخذ أكبر كم من الهواء ليستقر في صدرها، ثم ردت ببسمةٍ صغيرة مُشجعة:
-«مش الأطفال الصغيرة بس يا حمزة هما اللي بيحلموا بكوابيس، ممكن كمان آآ..».
بتر حديثها عندما تخطاها قائلًا في عندٍ:
-«أنا كويس يا نجمة قولت».تقبضت بكلتا يديها بجانب خصرها في ضيقٍ، وألقت حديثها بصوتٍ عالٍ نسبيًا لظهرهِ الذي يديره إليها:
-«لأ مش كويس يا حمزة، إنت مشوفتش منظرك كان عامل إزاي!».تيبست قدماه في الأرض لثوانٍ جحظت فيها عيناه من حديثها الذي جعل الشياطين تتراقص أمام عينيه لتستفزه، وما إن بدأ جسده الإستيعاب، حتى فك تيبسه، وتوجه نحوها بسرعة البرق، ليمنع فمها من التدفق في الحديث بصوتٍ عالٍ، خوفًا من أن يستمع والديه لحديثها، مهسهسًا أمام عينيها القلقتين:
-«وطي صوتك وإنتِ بتتكلمي، وملكيش دعوة بيا تاني حتى لو شوفتيني برمي نفسي من البلكونة.. متدخليش، إنتِ سـامـعـة!؟»؟
ضغطت على أسنانها، ثم هتفت في عندٍ:
-«لأ مش سامعة، إنت أخويا ولازم أتطمن عليك!».
صرخ أمام عينيها بحرقة بعد أن نجحت كلمتها المؤلمة في فقدانه السيطرة على أعصابهِ:
-«أنا مش آآ..».
أنت تقرأ
مُقيَّد بسلاسل عِشقك | ملك هشام شاهين
Romanceأنتِ نجمتي الوحيدة في سمائي المُلبدة بالغيوم؛ أنتِ بالنسبة لي كثمرة آدم المُحرمة.. فها أنتِ معي وبين يداي ولكنكِ بعيدة كل البُعدِ عني! نار يناشدها قلبي المُتهالِك بألم عشقك، فلا أنا معك وكذلك لا أستطيع إخراجك من قلبي المُتيم بكِ، لأظل كما أنا.. مُـ...