الفصل الرابع ♡

5.7K 138 31
                                    

الفصل الرابع ♡
"مقيد بسلاسل عشقك".

اتجهت "نجمة" نحو غرفة "حمزة" بعد أن سيطرت على أعصابها المُرتجفة، ولم يُرضيها هروبه بعد ما فعله، راغبة في معرفة سبب جنونه الذي لا ترى لهُ مُبرِرًا.
وصلت أمام غرفته ثم طرقت الباب بقوة عدة مرات ولكن لم يأتِها ردًا، فانتظرت ثوانٍ قبل أن تدقه مَرة أخرى بقوةٍ أكبر، والرد مثل سابقه.. لا شيء!
زفرت بغضبٍ قبل أن تمسك بمقبض الباب تسحبه للأسفل ولكن فاجأها إغلاقه له بالمُفتاح!.. اصطكت على أسنانها بغضبٍ ولم ترضى أبدًا على هذه الحركة، ولم ترضى على إعطاءه بعض المِساحة الشخصية.. ليس بعدما فعله!
فهو دمر أساس الغُرفة، وسبب تسليتها الذي يؤنس عليها وحدتها.. دون سبب!
راحت تزرع درجات السُلم بعصبية شديدة نحو المطبخ قاصدة رئيسة الخدم، وصلت لعندها فهتفت بجمودٍ لم يعتاده أحدًا منها:
-«لو سمحتِ إديني مُفتاح أوضة حمزة يا مدام رجاء».
-«حاضر، ثواني يا نجمة هانم».
ردت بخنوعٍ وهي تطالعها بريبة ثم أمسكت بكومة المفاتيح المُعلقة في ملابسها وأخرجت منها مُفتاح غرفة "حمزة" وأعطته لها بإحترامٍ، فأخذته منها "نجمة" مُغمغمة بالشُكر قبل أن تعطي الإذن لساقيها لتقودها إلى غرفة أخيها الغاضب دون سبب!
وصلت عند غرفته مرة أخرى ثم وضعت المفتاح في مكانه وحركته حركة، إثنان، حتى انفتح الباب أمامها، لتندفع إلى الداخل بسرعة الصاروخ، وهي تلقي بسيل كلماتها دون إنتظار لرؤية ماذا يفعل حتى:
-«أنا عايزة أفهم ايه اللي انت عملته دا، وليه آآ..».
قطعت حديثها فجأة وهي تراه ينام في وضع الجنين، بينما جسده ينتفض في عنفٍ واضح، تلاشى كُل غضبها ونطقت باسمه في قلقٍ قبل أن تندفع نحوه بسرعة، لتصدمها ملامحه الخائفة رغم نومه، والعرق الذي يتصبب من جسده الذي لا علاقة له بحرارة الغرفة المُنخفضة بسبب المُكيف!

جلست بجانبه على الفراش دون تفكير ثم رفعت رأسه ووضعتها على قدميها، تحتضنها بكلتها يديها تزامنًا مع مسحها لعرقه في خوفٍ استوطن عيناها، تحاول إفاقته دون جدوى.

بينما في عالم الأحلام _أو الكوابيس_ كان الماضي يتمثل في جلادٍ سادي يمارس أقسى عوامل التعذيب على عقل "حمزة"، مُتلذذًا بعذابه وآلامه..

(كانت "نعمة" تسحب ابنها من زوجها عديم الرحمة وهي تصرخ بهيستيرية وجنونٍ سببه رغبة هذا الحقير في أخذ إبنها منها:
-«سـيـب الـواد يا أيـمـن، إنت إيه يا أخـي، معندكش قلب؟ إبنك دا ولا أنا روحت جبتهولك من الحـ.رام؟!».
-«إخرسي يا ولية يا *****، وأنا قولتلك يا تنزلي العيل اللي في بطنك يا إما أخلص أنا من اللي معايا، هو الواحد عارف يصرف عليكوا لما تروحي تتنيلي في عيل تاني!».
لطمت بكفيها على وجهها في إنهيارٍ، وهي تصرخ في حرقةٍ أصابت قلبها قبل صوتها:
-«دا على أساس إنك بتصرف علينا أوي!.. ما أنا اللي شايلة البيت كُله على أكتافي من ساعة ما اتهببت على عيني واتجوزتك!!».
-«ههه لا يا حلوة ما أنا عارف شُغل النسـ*ان اللي زيك، هتقعدي تتلككيلي بحملك وتقوليلي مش قادرة اشتغل، زي ما عملتِ ساعة لما كُنتِ حامِل في المحروس الأولاني، أهبل أنا عشان أعيد الكَرّة من تاني!».
جثت على ركبتيها أمامه تمسك بيده الفارغة تُقبلها، هاتفة في رجاءٍ حارٍ:
-«والله ما هعمل كدا، هشتغل وهديك كُل الفلوس اللي عايزها ومش هشتكي، بس سيبلي عيالي ياشيخ الله لا يسيئك!».
سحب يده منها بتقزز وكأنها شيئًا مقرف، ثم دفعها بقسوة وهو يردد في غلٍ:
-«إوعي يا ولية كدا جتك داهية فيكِ وفي شكلك العِكر».

مُقيَّد بسلاسل عِشقك | ملك هشام شاهينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن