الفصل الخامس ♡

5.6K 131 61
                                    

الفصل الخامس ♡
"مقيد بسلاسل عشقك".

عادت "حورية" لمنزلها مصعوقة، بعد أن قام "عمر" بفصلها أسبوع كامل بمساعدة أحد المعلمين، فقط لأنها نعتته بالـ "تافه"!
مرت من أمام ورشة أبيها مجبرة، حيث تكون تحت منزلهم تمامًا، فأدارت وجهها، كي لا يرى والدها الكدمات المشوهة لصفائه؛ ولكن قد فات الآوان ورآها بالفعل، فنادى عليها سريعًا بصوتٍ إتخذ القلق رداءًا له، أخذت نفس عميق تشجع به نفسها، ثم استدارت له وخطت داخل الورشة بخطىٍ مرتجفة، خوفًا منه.
تفحص "رمضان" وجهها بخوفٍ نهش في قلبهِ، مستفسرًا بوجلٍ:
-«إيه اللي حصلِّك يا حبيبتي؟».
أبعدت وجهها عن مرمى يديه بإرتباكٍ، وهمست كاذبة:
-«مفيش يا بابا، دا أنا وقعت بس».
تحولت نظرات والدها الخائفة، لأخرى صارمة، ناهرًا إياها:
-«إنتِ شايفاني أهبل هصدق الكلام دا يا حورية؟ أنا عمري ما ربيتك أبدًا على الكدب».
نكست رأسها بخجلٍ، ثم تمتمت بنبرة مختنقة:
-«إتخانقت أنا وواحدة معايا في المدرسة.. و..وخدت فصل أسبوع».
تهجمت ملامح والدها، وضم شفتاه حتى أصبحا كخطين في وجههِ، ثم استفسر بهدوءٍ مُقلق:
-«ليه؟».

تحرك صدرها صعودًا وهبوطًا بتوترٍ من سؤالهِ، ثم نظرت حولها تتهرب من الإجابة، فوجدت العاملين بالورشة ينظرون إلى وجهها بفضولٍ، فأحنت رأسها للأسفل؛ كي تخفي علامات ضعفها التي تشوه وجهها، متمتمة برجاءٍ:
-«طب ينفع نتكلم لما تطلع يا بابا؟ مش عايزة أقف كدا في الورشة».
زفر الهواء من فمهِ ببطءٍ، ثم حرك شفتاه بعدم رضا:
-«ماشي يا حورية، لينا كلام بعدين».
أومأت له بدموعٍ محتبسة في عينيها، ثم استدارت كي ترحل؛ ولكنه أوقفها بندائه عليها، أثناء إخراجه لورقة نقدية فئة المئة جنيه من جيبهِ، وعندما التفتت له، أعطاها لها، آمرًا برفقٍ:
-«خدي دول وروحي الصيدلية، هاتيلك علاج عشان اللي في وشك دا، ولو إحتاجتِ فلوس تانية قولي للدكتور أبويا هيعدي عليك يدفعلك الباقي».
تمتمت بصوتٍ مكتوم:
-«حاضر، ربنا يخليك ليا يا بابا».
نظر لوجهها بألمٍ ينبش قلبه لمنظرها الذي جعله يريد قتل من فعل بها هذا الشيء، ثم ربت على كتفها بقلة حيلة سببها عدم قدرته على الغضب من حوريته الغالية.
اتجهت بعدها للصيدلية التي تبعد مترًا تقريبًا عن ورشة أبيها، وابتاعت اللازم لمعالجة جروح وجهها، متسائلة في عقلها بألمٍ: "هل هناك دواءًا يعالج كرامتها المجروحة؟".

*************************

دلفت "دارين" للفيلا خاصتها، ثم اتجهت لغرفة السفرة حيث يجلس والدها يتناول طعامه، قائلة بفتورٍ:
-«هاي بابي».
-«هاي يا حبيبتي».
هتف "غالب" والدها وهو ينظر للجورنال في يدهِ، بينما يده الأخرى منشغلة بحمل فنجان الشاي، يرتشف منه بهدوءٍ وتروي، ولم يكلف نفسه حتى عناء النظر إليها.
تفحصته "دارين" بملامح خاوية تحاول البحث في ملامحه عن أي لمحة إهتمام قد تظهر لها؛ ولكنها.. لم تجد!
عندما طال تأملها به في صمتٍ مقلق، تذكر وجودها حوله أخيرًا، فرفع نظره إليها بتساؤل، ليصطدم بوجهها الذي فقد بياضه، وامتلئ بالكدمات الزرقاء، فسألها بقلقٍ:

مُقيَّد بسلاسل عِشقك | ملك هشام شاهينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن