الفصل الثاني ♡

10.3K 203 69
                                    

الفصل الثاني ♡
"مقيد بسلاسل عشقك".

فتح بمفتاحه الفضي الخاص به باب الفيلا الخاصة به وبعائلته، فدلفت هي خلفه بخطواتٍ خجلة حد اللعنة تتمنى لو بإمكانها أن تعود أدراجها، وعقلها يجلدها على قرارها الأحمق بالوثوقِ في غريبٍ، فأقرب الأقربين إليها كان يخطط لخيانتها، فماذا سيفعل هذا الغريب بها؟
حدثت ذاتها داخليًا بجملة مشهورة:
-«الغريب ساعات بيبقى أحن عليك من القريب!».
هكذا طمأنت نفسها المرتعبة وأغلقت عقلها الغاضب عليها.
ارتعشت خطواتها بتوتر كارتباك عروسٍ جديدة، أو كأنها كنة ضعيفة، مكسورة الجناح، خائفة من حماتها الشريرة التي ستكيد المخادع حتى تجعل ابنها المُدلل يظلمها ويتركها كارهًا إياها، ثم يتزوج ابنـة خالته التي تعشقه منذ الصغر إرضاءًا لوالدته الحيـة.
لحظـة!.. ما الذي تفكر به الآن؟ هل تزوجته بالفعل وجعلت والدته إمـرأة بشعة دمرت حياتها الزوجيـة التي لم تدخلها بعد؟!
آه.. كم تريد تدمير رأسها الذي يهـوى مهنـة التأليف ولا يكف عن التفكير في سيناريوهات مبتذلة!

خرجت من أفكارها السخيفـة عندما رأته يشجعها بنظراته على التقدم، فرفعت رأسها في ثقة لا تليق بموقفها حاليًا، مقررة بأنها ستطلب من والدته أو والده بكل أدبٍ المكوث عندهم لفترة وجيزة، وإن قاما برفضها كما تتوقـع سترحل بمنتهى الهدوء، تلملم كرامتها المجروحة معها.
فعلى أية حال من سيقبل بفتاةٍ لا يعلم أحدًا عنها أي شيء، ومن المُمكن أن تكون فتاة عديمة التربية ترغب في إيقاع إبنهما الوسيم ذو العضلات المفتولة التي تكاد تقسم كنزته نصفين!
فكرت هذا التفكير وهي تتأمله بنظراتٍ متفحصة، ثم لعنت نفسها بحنق على وقاحتها التي لا تنوي التخلي عنها، متشبثة بها وكأنها أعـز أصدقائها.

قادها إلى غرفة المعيشـة ثم وضع متعلقاته الشخصيـة على طاولة فخمة تدل على مدى ثـراء هذه العائلة، تزامنًا مع قوله بصوتٍ لطيف راغبًا في بث الطمأنينة إليها:
-«اقعدي هنا ثواني هشوف أمي وأجيلك تاني».
-«تمام».
غمغمت بخفوتٍ دون أن تكلف نفسها عناء النظر إليه، منشغلة بتفحص المكان بنظرات فضولية لم تكلف نفسها بإخفائها عن هذا الذي قهقه بخفوت ثم تركها صاعدًا على الدرج الرخامي الذي يتداخل في بعضه آخذًا شكلًا حلزونيًا جعل منظره رائعًا، ثم توجه إلى غرفة والديه وهـو ينادي بصوتٍ عالٍ نسبيًا عليهما ولكن دون فائدة.. فلا يوجد رد.
وقف أخيرًا أمام باب الغرفة ثم طرقه بدقاتٍ رتيبة ولكن لم يقابله شيئًا سـوى السكون، بدأ التوتر يأخذ مكانه في مشاعره وهـو يتوصل تقريبًا لسبب عدم سماعه لصوتهما حتى الآن.
أغمض عيناه بتمني وهـو يدعو بداخله أن يكذب الله إحساسـه، تزامنًا مع فتحه للباب وإضاءة مصباح الغرفة؛ فتح عيناه ببطءٍ على مكانٍ مـا يحفظه عن ظهر قلب، ليضرب جبينه بعدها بكفه الذي بدأ ينزل من على جبهته مارًا بجميع تفاصيل وجهه حتى وصل لفمه وثُبِت عليه يعتصره بين قبضته، لاعنًا بداخله بعدما رأى تلك الورقة المعروفة بالنسبـة إليه التي يتركاها إليه والديه اللذين هما بالمناسبة كثيرين السفـر، يخبراه بسفرهما إلى إحدى الدول التي تختلف كل مـرة عن سابقتها.
لطم بكفيه على وجنتيه وهـو يقول بنبرة باكية مصطنعة وكأنه يحادثهما:
-«ودا وقته؟ دا وقته!».
تخصر وهو يلتفت حوله وكأنه يبحث عن شيئًا ما لا يدرك ماهيته، متسائلًا بتوتر:
-«أعمل ايه في أمنا الغولة اللي تحت دي؟».

مُقيَّد بسلاسل عِشقك | ملك هشام شاهينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن