الفصل العاشر ♡

3.5K 129 32
                                    

الفصل العاشر ♡
-"مُقيَّد بسلاسل عِشقك".

خرجت حروفها منها في يأسٍ تام، فهي لم تكن تريد أن تحتك بهم أبدًا، ولكن بعدما أصبحت "حورية" مخطئة في عقلها، أرغمت نفسها على التضحية بكرامتها في سبيل انقاذه، فـ "رجب" كانت حالته مماثلة لحالة "عمرو" تقريبًا، ورغم ذلك نجح في العلاج؛ لذا لن تيأس بشأنهِ أبدًا.
بينما ردت "سارة" بقساوة تغلفت بها حروفها الحادة:
-«احنا ملناش دعوة بيه من ساعة ما رمى نفسه في القرف ده!».
صاحت "شجن" مُستنكرة وقد أخرجتها أخته القاسية عن طور تعقلها:
-«هو ايه اللي ملناش دعوة بيه؟ دا أخوكِ!».
لفتت رأسها بحدة تناظر والديه تُكمل استنكارها:
-«وابنكم! إزاي قدرتوا تسيبوه كده!!؟».
شمخت "نجلاء" برأسها في غرورٍ واضح، تستكمل وصلة قساوة ابنتها الأنانية:
-«واللّٰه مش انتِ اللي هتيجي تعلمينا نتعامل مع ابننا ازاي.. وبعدين ابننا احنا مقصرناش معاه في حاجة، احنا ربيناه أحسن تربية وعلِّمناه أحسن تعليم ومبخلناش عليه بحاجة لحد ما بقى مُعيد في جامعة محترمة؛ لكن لما يرمي نفسه في القذارة دي يبقى احنا ملناش دعوة عشان احنا عملنا اللي علينا..!».
تابعت "سارة" حديث والدتها في قهرٍ قاسٍ:
-«دا فضحنا قدام الناس كلها، وقدام خطيبي وأهله، وأنا مش هخاطر بسمعتي ومستقبلي عشان خاطر واحد شمام زيه!».
زاغت نظراتها بينهم في ذهولٍ موجع، ووخزت الدموع عيناها المُتَّسِعة، وقلبها يتلوى صارخًا في جانبها الأيسر حزنًا على ما لقاه حبيبها من نذالة على يد عائلته الأنانية القاسية!
اقتربت من "سارة" ذات الوجه المنكمش بعدة مشاعر حالكة، وهتفت أمام عينيها بقرفٍ:
-«قولي كدا بقى.. إنتِ كل اللي هامك نفسك، وتلاقيكِ كمان إنتِ اللي مسخناهم عليه عشان مصلحتك، عشان إنتِ حتة بت أنانية وقلبها إسود!».
ابتسمت بسخرية وتشدقت بثقة:
-«واللّٰهِ طول عمري قارياكِ صح يا.. باشمهندسة!».
هتفت كلمتها الأخيرة باستهزاءٍ واضح وصريح، فاصطكت الأخرى على أسنانها ترد لها إهانتها:
-«إنتِ نسيتِ نفسك ولا ايه؟ إنتِ إزاي تتكلمي معايا كده!!؟».
هتف "صلاح" بصرامة:
-«شجن، بلاش كلام ملهوش لازمة.. وبالنسبة للي إنتِ جاية عشانه فأديكِ عرفتِ ردنا عليه، عمرو بالنسبالنا مات خلاص!».
اخترق الألم قلبها بضراوة بعد جملته الخالية من الرحمة، فرجف جسدها من تلك البرودة القارصة التي داهمت روحها وغلَّفتها، فركضت سريعًا نحو الباب، غير راغبة أبدًا في سماع أي كلمات جارحة توجه له، ولكن قبل أن تغرب عن وجههم، صاحت بهم بحرقة غليلة:
-«حسبي ﷲ ونعم الوكيل فيكم، أنتم عبارة عن منظر بس لكن من جواكم سواد ربنا ما يوريه لحد!».
واستطردت تدعو على "سارة" تحديدًا في حقدٍ استوطن نبرة صوتها، ونظرات عيناها القاتمة:
-«وانتِ إن شاء ﷲ ربنا يحرق قلبك على خطيبك اللي طالعة بيه السما ده ومفضلاه على أخوكِ يا أكتر واحدة أنانية شوفتها في حياتي.. ربنا ينتقم منك يا شيخة!!».
لم تتحمل "سارة" ما تهتف به، فصاحت بها بالمقابل بانفعالٍ وانهيار:
-«اخرسي يا زبالة يا حقودة، ايه اللي انتِ بتقوليه ده!!!».
أخذتها أمها في حضنها تحتوي انهيارها؛ بينما هدر بها "صلاح" في غضبٍ بعدما رأى حالة ابنته:
-«اطلعي برا يا شجن، ومتوريناش وشك تاني.. يــلا!».
آتاهم صياحها المُستنكر باستهزاء:
-«طالعة يا اخويا.. هو أنا طالعة من الجنة، دا أنتم عيلة...».
قطعت سيل إهاناتها، واضعة في الإعتبار خاطر "عمرو" الذي لن يرضى عن إهانتهم أبدًا مهما فعلوا به، فغادرت كالإعصار الهائج، ولسانها لا يتوقف عن الدعوة عليهم بحرقة قلب تصاعد لهيبها لعنان السماء!

مُقيَّد بسلاسل عِشقك | ملك هشام شاهينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن