الطابق العلوي (الجزء١٢)

105 7 2
                                    

يجلس في غرفة مظلمة ، يكاد لا يرى شيئاً من شده ظلامها ، كل دقيقه تمر يسمع فيها صوت سقوط قطره ماء يجهل مصدرها ، لكن وجود صوتها بحد ذاته زاد من توتره واضطراب تنفسه ،
صفع الباب بقوه مطلقاً صوتاً مدوياً مما جعل عادل يرتعش في مكانه ، سمع صوت خطوات تتقدم اتجاهه ،مما زاد توتره و جعل العرق ينزل من على جبينه فهو لا يرى سوى ظل لرجل يقترب منه ، وفجأه لمع ضوء قوي في وسط الغرفه فوق رأس عادل مما جعل رؤيته تتشوش، جر الكرسي الذي يقع امام عادل بصوت صرير جعل بدنه يقشعر
"عادل هل تريد جرعه ؟"
يرد عادل بتوتر:
"ك كلا لا اريد"
"لم تعرف ماهي الجرعه بعد! ، ام انك اعتدت على اخذ جرعه محدده؟"
صمت عادل وزادت غزاره العرق المتناثر على جبينه
"ليس لديك رد ؟ حسناً اسمع هذا التسجيل"
شغل فؤاد مسجل حيث ظهر صوت
"يا له من صباح مزعج ، من معي؟"
"هل محمود موجود؟"
"هل انت احمق ؟ لست بمحمود فلا تزعجنا ، اكمل يا عادل "
يغلق فؤاد التسجيل و يقول :
"هذا رجل عصابه المخدرات الذي تتعامل معه وقد ذكر اسمك في نهايه المكالمه التي كان موقعها قصرك هل كل هذا عباره عن صدفه؟"
"كلا لست انا لم اتعامل معهم الا مره واحده صدقني لقد خدعوني لم اكن اعرف انهم تجار مخدرات "
يبتسم فؤاد و يجلس :
"عادل كفاك مراوغه ، هل لك ان تتعاون معنا؟ سيخفف العقاب عنك ، ام انك تريد ان تقضي وقت اطول في هذه الغرفه الملعونه حتى تواجهه مصيرك؟"
يصمت عادل وهو يفكر ، ثم قال:
"هل ستضمنون لي ان لا يتعدى علي افراد العصابه؟"
"يمكننا ذلك لو تعاونت "
"ح حسناً"
بعد مضي ساعتان من التحقيق المتواصل يخرج فؤاد من الغرفه مرهقاً و يتجهه الى مكتبه واضعاً رأسه على المكتب
"يا اللهي لقد تعبت"
يفتح الباب ليدخل محمود بسرعه حاملاً ورقة:
"انظر انظر "
يقول فؤاد بنبره بؤس:
"الا استطيع ان اخذ قسطاً من الراحه في هذا المكان"
رد محمود مبتسماً:
"كلا لا تستطيع طالما انا على قيد الحياة "
يطلق فؤاد تنهيده و يسحب الورقة من يد محمود
"هل هذه التحاليل ؟"
"نعم تلك لم تكن شعرات تخص شذى فقط، بل توجد ايضاً فتاتان معها"
يعدل فؤاد جلسته و يفتح الحاسوب الخاص به ليكتب اسم الفتاتين الاخريات ، وما هي الا ثوان حتى خرجت بياناتهما لكن
"هناك خطأ ما! لماذا لم يبلغ اهليهم بفقدانهم ؟"
"الاولى اسمها كادي لقد اكتشفنا ان والدها مدمن للمخدرات حيث رفعت زوجته عليه قضيه قبل ان تفارق الحياه و تلغى هذه القضيه بسبب عدم وجود ادله كافيه "
"والثانيه؟"
"اسمها ساره والدها كان من اشهر المحققين حيث قتل على يد عصابه و قتلت عائلته بالكامل اما ساره فلم يوجد لها اثر منذ ذلك الحين حتى اعتقدنا انها ماتت"
"ما سبب تواجد شعراتهم مع شعر شذى ! هل يعقل ان نفس العصابه تعتقل الفتيات ، يالها من عصابه خطيره يجب علينا توخي الحذر فعلاً"
"هل استفدت شيئاً من عادل؟"
اسند فؤاد ظهره على الكرسي :
"استفدت الكثير "
عند شذى
تجلس شذى بجوار صديقاتها في يأس
"ماذا الان هل سنجلس هكذا منتظرين الموت في هذه الزنزانه ! يجب علينا ان نتغلب عليهم و نهرب"
ترد شذى بأنفعال:
"هل جننتي يا ساره !! يمتلكون اسلحة بمجرد ان نقف في وجوههم او نفكر في الهرب ستنهال الطلقات علينا "
ترد ساره بانفعال اكبر :
"شذى خوفنا من الموت لن ينفعنا فلقد خسرنا الشعرات بسبب خوفنا منهم كما فقدنا ثقتهم فينا فلا اشك انهم سيتخلصون منا في اقرب وقت ، هم ليسوا بحاجتنا بعدما قمنا بخداعهم"
"شذى كلام ساره صحيح بالامس قبل ان انام سمعت الحراس وهم يريدون ان يتخلصوا منا خوفاً من ان نجلب لهم المزيد من المشاكل"
تجلس شذى في حيره فهي لا تعلم هل تستمع لكلامهم ، ماذا عن والدها الذي ينتظر عودتها ؟ فهي لا تريد ان تعود له جثه هامده .
.
.
.
يتبع.. 📜💉

مكتب التحقيقاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن