الشاي (الجزء١١)

264 14 4
                                    

في المساء
استيقظت سديم وارتدت فستان ابيض اللون ..سرحت شعرها الاحمر و تحلت باجمل زينتها ثم ارتدت سلسال اهداها والدها عند بلوغها سن الثمانية عشر .. و وضعت اجمل العطور الفرنسيه..
كل ما كان يخطر في بالها كيف ان فؤاد ساعدها لتتجاوز محنتها ..كيف كان يعاملها بكل طيبه ليس فقط لداعي الشفقه..بل احست باحساس جميل يفوق ذلك ..
نزلت الى بهو الفندق فوجدت فؤاد في انتظارها ..
كان فؤاد يلبس ثياب عاديه..فقد قرر ان يأخذ سديم في جولة سياحيه لانها المره الاولى لها في الكويت..
ينظر لسديم وهي تنزل بالمصعد فيبتسم دوم ان يشعر ..
القى عليها التحيه ثم قال:
"هل انتي جائعه؟ يوجد مطعم في هذا الفندق لاجمل المأكولات الشاميه"
"لا بأس بهذا"
تناولو وجبه خفيفه ثم ركبو سياره فؤاد ..شغل فؤاد موسيقى كلاسيكيه هادئه
"اممم لنرى..اين سأخذك الان "
قفزت سديم بحماس..قائله:
"اريد ان ارى سوق المباركية، يقولون انه مكان تراثي و جميل للغايه .."
ضحك فؤاد لحماسها قائلاً :
"لكي ما اردتي"
ساق بهدوء وهو يختلس النظر ليرى سديم وهي تنظر للطريق من نافذه السياره المغلقه..ففتح النافذه مما فاجأ سديم وجعلها تبتسم اكثر ..فابتسم بدوره مع بسمتها ..
وصلوا الى سوق المباركية .. وهو سوق تراثي يتميز بتصميمه الذي يشبه الأسواق القديمة..
نزل فؤاد الى السوق ومعه سديم تنظر للمكان بانبهار ..كان فؤاد سارحاً بها وهي تتأمل المكان فالتفتت له وهو ينظر لها مما جعله يرتبك..قالت:
" هل لك ان تحدثني عن المكان؟"
"نعم بالتأكيد..هذا السوق يزخر بأنواع وفيرة من اللحوم والاسماك والمواد الغذائية والاستهلاكية كما ترين فور دخولنا ..كما تتوفر محلات العطارة والملبوسات الرجالية والنسائية، إضافة إلى مجموعة من محلات أكسسوارات والسلع التراثية والتحف والخزفيات والتذكارات"
"اذن انه سوق متكامل ..اوه اريد بعض التذكارات!"
"حسناً لندخل من هنا"
بعد ان اخذت سديم ما ارادته رأت في ساحة السوق بعض الاطفال وهم يلعبون الكوره فمرت من جانبهم وجلست تشاهد لعبهم..كانو الاطفال يلعبون بحماس شديد فطارت الكوره التي اتجهت لسديم وكادت ان تضربها مما جعلها تغلق عينيها بقوه و تغطي وجهها بيدها ..مرت ثواني من الصمت فاذا بفؤاد يمسك الكوره ويبتسم بحنان :
"هل اخافتك الكوره ؟"
شعرت ببعض الاحراج واحمرت وجنتيها:
"شكراً لك...حقاً"
"لاداعي للشكر انه واجبي"
ثم استطرد:
"ماذا الان؟ هل سنبقى هنا في السوق حتى ينتهي اليوم؟!"
ابتسمت سديم :
"اريد رؤيه الابراج عن قرب فلم اراهم الا في الطائره عند قدومي"
"حسناً ..هيا بنا"
وصلو للأبراج ..فاستغربت سديم من شكلهم فقامت بسؤال فؤاد :
"ماذا تعني الابراج؟ ما الذي ترمز له؟"
" ان تصميم هذه الابراج اتى ليتماشى مع معالم الكويت التراثية فالبرج الأكبر والرئيسي والذي يحمل الكرتين يدل على " المبخر "
..والبرج الثاني الذي يحمل كرة واحدة يدل على "المرش "...أما البرج الثالث الأصغر يدل على " المكحلة "..."
"جميل للغايه اعجبني التصميم"
ابتسم فؤاد لعفويتها ..واخذو يتمشوا بجانب البحر الذي تطل عليه الابراج ..
جلسوا ع الرصيف حيث احضر فؤاد لسديم الكستنة الدافئة قائلاً:
"تناوليها بسرعه قبل ان تتجمدي من هذا الجو"
ضحكت سديم بخفه :
"شكراً لك"
وضعت يدها ع صدرها سارحه في الامواج و البحر وعتمة الليل ..وهي تتحسس السلسال الذي اهداها والدها..
"ماذا!!!..اين اختفى؟!!"
.
.
.
يتبع...👣🔦

مكتب التحقيقاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن